باحثون امريكيون يتوقعون صفقة بالمنطقة تعطي حرية التصرف لإيران في العراق
شفق نيوز/ في ظل التصعيد الإيراني الأميركي، الذي كاد أن يصل إلى حد التدخل العسكري؛ أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أنه سيزور جدة وأبوظبي لإجراء محادثات بشأن التوتر مع إيران.
وسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية، تابعت ملامح الموقف الأميركي تجاه طهران، ورد فعل كل من الإمارات والسعودية تجاه إلغاء الضربة الأميركية، كما تساءلت عن الخطوات المطلوبة من أجل التوصل إلى تفاهمات.
وبحسب كبير الباحثين في معهد كيتو دوغلاس بانداو، فإن السعودية والإمارات أوضحتا أنهما تريدان موقفا متشددا إزاء إيران، مطالبتين أميركا بخوض حرب بالنيابة عنهما. لذلك عبرا عن عدم سعادتهما تجاه إلغاء الضربة الأميركية، واعتبرا زيارة بومبيو محاولة لإرضائهما.
وهذا ما أكده الباحث لقاء مكي، الذي رأى أن الزيارة تدخل في سياق محاولة إعادة ضبط الأمور مع الرياض وأبوظبي، واستدراك الأمر في علاقة أميركا بالطرفين، معتبرا أن هناك غضبا وانزعاجا تجاه إدارة ترامب.
وفي السياق ذاته، اعتبر مكي أن الزيارة المحتملة لمسؤول استخباراتي سعودي لإسرائيل تأتي في سياق الاجتماع الثلاثي الجامع بين أميركا وروسيا وإسرائيل، وذلك لمحاولة التدخل في مخرجات الاجتماع الذي سيبحث الأزمة مع إيران.
وذهب مكي إلى أن الاجتماع قد يحدد مستقبل المنطقة على الصعيد الأمني، وأن السيناريو المحتمل هو إعطاء إسرائيل مناطق نفوذ آمنة في سوريا خالية من الوجود الإيراني، ومنح إيران حرية التصرف في العراق مع الحفاظ على المصالح الأميركية، ثم التوصل إلى اتفاق نووي جديد يرضي جميع الأطراف.
وأوضح أنه في هذه الحالة، سيكون حلفاء أميركا الخاسر الأكبر في المعادلة؛ إذ إنهم سيخرجون مثلما دخلوا، وسيخسرون عشرات المليارات المدفوعة لأميركا، فضلا عن مواجهتهم استحقاقات جيوسياسية جديدة ناشئة عن هذا الاتفاق.
أما على الصعيد الأميركي، فتحدث بانداو عن الارتباك الحاصل في الإدارة الأميركية، ويظهر ذلك في تصريحات ترامب التي تؤكد رغبتها في عدم حصول إيران على سلاح نووي، في حين يتجه المحيطون به إلى حد الرغبة في تغيير النظام الإيراني.
واعتبر أن إيران لن تطمئن إلا إذا كان هناك توحيد لتصريحات الإدارة الأميركية ليكون هناك احتمال للتفاوض، مع ضرورة تحديد النقاط المطلوبة من إيران وعدم الاختلاف حولها في التصريحات الأميركية.
واتفق مكي مع وجهة نظر بانداو في ما يتعلق باتسام السياسية الأميركية بالارتجال والمواقف السريعة، لافتا النظر إلى أن أميركا بدأت أزمتها مع إيران دون إستراتيجية محكمة. وبرر سبب التخبط باختلاف المواقف في الإدارة الأميركية، فضلا عن تفكير ترامب في تأثير قراراته على الانتخابات الرئاسية المقبلة.