الكاظمي ينتقد "ظواهر" في العراق موجودة من زمن البعث ويدعو لمغادرتها
شفق نيوز / انتقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم الاثنين، "ظواهر" عدة موجودة في العراق، منذ زمن البعث، فيما شدد على ضرورة مغادرتها.
وقال الكاظمي، خلال زيارته إلى مقر وزارة الخارجية، إن "القوة الناعمة يجب أن تأخذ مجراها، فالسلاح الذي كان يمتلكه العراق لم يوصله إلى شيء سوى الدمار والحروب العبثية والعداءات".
واعتبر أن "الدبلوماسية والحوار هما القوة الحقيقية لحماية الناس والابتعاد عن الحروب، وهي فرصة البلاد الوحيدة للخروج من دوامة الصراعات، والبديل عنها ليس إلا جنون الحروب والخراب الذي عانى منه هذا البلد لعقود طويلة".
وأشار الكاظمي إلى أن "الدبلوماسية الفاعلة تتطلب جهدا كبيرا على مختلف الجهات، وهو دور سفارات ودبلوماسيي العراق والمنظمات الدولية، لتفعيل أدوات ووسائل حوارية متنوعة تضمن مصالح البلد وتوجهه نحو حلول دائمية".
وأعرب عن أسفه لوجود "ظواهر مستمرة منذ زمن البعث المقبور وحتى بعد عام 2003، كعسكرة المجتمع والمظاهر المسلحة، التي يجب مغادرتها، ويجب أن يكون البديل الدبلوماسية والاقتصاد والتنمية"، مؤكدا أن "الحروب بدايتها سهلة، لكن صناعة السلام أصعب، لذلك يجب مغادرة هذه المرحلة وتكون الدبلوماسية هي الحل للتعاطي مع المشكلات".
وشدد الكاظمي، على أهمية "الاستفادة القصوى من العلاقات الدولية ومن الدعم الدولي للمساعدة في تجاوز أزمات البلاد، وتخفيف الكثير من الآثار للظروف التي مر بها العراق"، داعيا في الوقت نفسه الجميع إلى "خلق خطاب وطني موحد، ينطلق منه إلى حوار أوسع على مستوى المنطقة لتأمين مصالح الشعب وتحقيق السلم والاستقرار الاقليميين".
وأكد الكاظمي، "نجاح حكومته في تطوير دبلوماسية نشطة خلال الفترة الحالية، بعد تفعيل الحوار الستراتيجي مع الولايات المتحدة، والانتقال نحو التركيز على التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والثقافي، وكذلك النجاح في تخفيض عدد القوات الأجنبية بنسبة 60 بالمئة".
وأوضح أن "الدبلوماسية العراقية ساعدت العراق أيضا على الخروج من الأزمة الاقتصادية، حيث تم تشكيل (مجموعة التواصل الاقتصادي) بدعوة من الحكومة، والتي وقفت بجانب العراق في أزمته الاقتصادية وما زالت تقدم الدعم له في مسار الإصلاح الاقتصادي وتطبيق الورقة البيضاء".
وتابع: "انفتحنا نحو جميع القوى الإقليمية والدولية، ما خلق انطباعا إيجابيا عن العراق واستقراره السياسي والفرص التأريخية الكبرى له"، مشيرا إلى وجود "مذكرات تفاهم واتفاقيات عدة عملت عليها الحكومة خلال هذه الفترة مع كل من دول الجوار العرب والإيرانيين والأتراك، رغم كل الخلافات الموجودة بين هذه القوى".
ونوه الكاظمي، إلى أن العراق "طرح فكرة المشرق الجديد ويتم عمل على تطبيقها من خلال إيجاد مصالح مشتركة واسعة بين العراق والأردن ومصر، من شأنها أن تخلق منطقة اقتصادية مزدهرة تنتفع منها جميع القوى في المنطقة ويلعب العراق فيها دورا محوريا".
وأضاف: "لدينا علاقات متنوعة مع المملكة العربية السعودية وجميع دول الخليج الأخرى، وماضون باستثمارات عدة في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة"، مؤكدا بهذا الصدد "إكمال اتفاقية ربط السكك الحديدية بين العراق وإيران، ما سيربط العراق بشمال الصين ويخلق فرصا اقتصادية واسعة له".
ودعا الكاظمي، القوى السياسية والمجتمعية إلى "قراءة نماذج النجاح بين الشعوب الأخرى، ليروا كيف تحولت رواندا من أحد أسوأ تجارب التطهير العرقي إلى دولة مزدهرة في قارة افريقيا، وكيف نجحت جنوب إفريقيا في العبور من أحد أسوأ تجارب العنصرية إلى دولة ناجحة بتطبيق منهج صحيح للعدالة الانتقالية، وكذلك سنغافورة وشبه جزيرة البلقان، وغيرها من مناطق الصراعات الكبرى في العالم".
وشد على أيدي العاملين بالجهاز الدبولماسي في وزارة الخارجية بالقول "هناك إمكانات كبيرة لبناء السلام، ولصناعة فرص جديدة لجميع شعوب المنطقة، ويجب على العراق أن يأخذ دوره الفاعل في هذا المسار، وانتم جنود هذا السلام الشامل والدائم لنا ولجميع شعوب المنطقة، وهذه مسؤولية كبرى، وأرى أنكم على قدر المسؤولية".