العراق يكشف موقفه من التطبيع مع إسرائيل ويوجه رسالة لجيرانه
شفق نيوز/ اكد فؤاد حسين وزير خارجية العراق، الثلاثاء، ان على جيران العراق التعامل معه كدولة لدولة وليس معاملة العراق كدولة تابعة، فيما شدد على السعي لعلاقات اعتيادية وصحية مع الآخرين لا علاقات "تبعية"، مشيرا إلى أن العراق ملتزم بقرارات الجامعة العربية بخصوص العلاقات مع إسرائيل والقضية الفلسطينية.
وقال حسين في مقابلة اجرتها معه قناة "فرانس 24" تابعتها وكالة شفق نيوز، في اجابة له عن سؤال بشأن زيارته لباريس والجولة الاوربية، ان تقوية العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول ملفات كثيرة كانت في صلب زيارته الاوروبية؛ مشيرا الى انه التقى في بروكسل بالامين العام لحلف الناتو والمسؤولين في البرلمان الاوروبي وتناولوا قضية تثبيت الدعم للوضع العراقي لاسيما في المجالين الامني والاقتصادي.
وقال "طلبنا شطب العراق من لائحة الارهاب لأن هذا ظلم، فالعراق ضحية الارهاب وتم الاتفاق مع البنك المركزي العراقي على ازالة اسم العراق من القائمة"، لافتا الى ان "داعش ظاهرة عالمية يجب محاربتها بالتعاون بين الدول الاقليمية وجميع دول العالم".
وفيما يتعلق بالعلاقة مع تركيا، والعمليات العسكرية التركية في اقليم كوردستان العراق، اوضح وزير خارجية العراق، "لسنا مع التصعيد مع تركيا فهي جارة مهمة للعراق، وتركيا دخلت الى العراق وكوردستان العراق تحت شعار محاربة حزب العمال الكوردستاني، ولكن العمليات العسكرية والقصف تمدد ليطال المدنيين وقصف القرى والمدنيين في العراق، وتم قتل ضباط كبار في حرس الحدود العراقيين"، مردفا "تحركنا في المجال العربي والدولي والاوروبي لوقف هذه العمليات، ولكن ايضا وبخط مواز تواصلنا مع الجانب التركي وطلبنا الحوار لحل المسألة بالطرق الاخرى بين البلدين. ونحن على هذا الطريق لخلق حالة الحوار بين انقرة وبغداد لحل المسائل بطرق اخرى".
واكد حسين ان "هناك تدخلات اقليمية في الوضع العراقي من دول اخرى، احيانا تدخلات سياسية واحيانا في مواقع اخرى تدخلات عسكرية، وهذا خطأ لأن العراق دولة ذات سيادة؛ ونحن نطلب من الجيران التعامل معنا كدولة لدولة وليس معاملة العراق كدولة تابعة، نحن لسنا دولة تابعة، العراق ليس دولة تابعة، ومسيرة القرار في العراق واتخاذ القرار في العراق يجب ان يكون بيد العراقيين انفسهم، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، نحن نريد علاقات اعتيادية وصحية مع الآخرين لا نريد علاقات تبعية، من هذا المنطلق تحدثنا عن سياستنا مع دول الجوار وطلبنا منها ما نطمح اليه".
وعن العلاقات مع واشنطن اوضح حسين، "كنا في واشنطن بدأنا الحوار الاستراتيجي مع امريكا؛ الجولة الاولى كانت في بغداد والجولة الثانية في امريكا وضمن اطار الحوار الاستراتيجي والبيان المشترك سوف يكون هناك اتفاق بهذا الشأن حول وضع القوات العسكرية"، لافتا الى ان الامريكان بدأوا بسحب 1500 جندي و لازال يتواجد 3500 جندي، ومؤكدا على ان العلاقات مع الولايات المتحدة ستكون"في اطار آخر وبشكل آخر".
وبشأن التعامل مع اسرائيل، او اقامة علاقة معها، قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، "نحن ملتزمون بقرارات القمة العربية سواء قمة 2002 في بيروت او القمة العربية في بغداد 2012 لذا نحن نتحرك مع الدول العربية، وقراراتنا عراقية صرفة تستند الى قرارات البرلمان العراقي والحكومة العراقية، وفي هذا الاطار ايضاً نلتزم بقرارات القمم العربية".
وعن الانتخابات والسلاح المنفلت وموقف المرجعية، تابع حسين، "حديث المرجعية مع ممثلة الامين العام للامم المتحدة كان واضحا باتجاه استتباب الامن ودعم اجراء الانتخابات وشفافية الانتخابات والتهيئة لها، ودعم الحكومة في اجرائها".
وبشأن سيطرة الدولة على السلاح، شدد وزير خارجية العراق بالقول ان "على هذه الحكومة والحكومات المقبلة ان تعيد تنظيم كثير من الامور وبعضها يتعلق بمسألة السلاح، وهناك حديث في الساحة العراقية عن السلاح المنفلت؛ والسلاح المنفلت غير مقبول"، مشيرا الى ان"السلاح يجب ان يكون في اطار القانون والدستور وتحت سيطرة الحكومة"، ولافتا الى ان"الجو السياسي في البلاد مهيأ لأن تخطو هذه الحكومة والحكومات المقبلة خطوات مهمة في هذا الاتجاه".