72 خطاً في بغداد لوحدها.. شفق نيوز تفتح ملف النقل العام بالعراق
شفق نيوز/ تسعى الحكومة العراقية إلى تطبيق برنامج متكامل للنقل العام يبدأ في بغداد ومن ثم بقية المحافظات، يتضمن إنشاء خط "مترو" و"ترام" وحافلات ونهري، في محاولة للقضاء على أزمة الاختناقات المرورية في العاصمة.
وتعاني بغداد ومدن رئيسية كبرى من زحامات مرورية خانقة لاسيما في ساعات الذروة عند بداية الدوام ونهايته، ما دفع الحكومة إلى تغيير أوقات الدوام وتشييد عدد من الجسور والأنفاق الجديدة، للتخفيف من حدة الاختناقات في الشوارع.
ومساء أمس الأول الأربعاء، افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مجسّر تقاطع قرطبة في الباب الشرقي وسط بغداد، وهو أحد مشاريع الحزمة الأولى لفكّ الاختناقات المرورية، والذي تم إنجازه خلال 200 يوم عمل، بحسب بيان مقتضب للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء ورد لوكالة شفق نيوز.
لكن مجسر قرطبة غص في أول نهار له، أمس الخميس، بالعديد من السيارات ولم يحل أزمة الزحامات الخانقة، وفق ما رصدته عدسة وكالة شفق نيوز.
سباق يومي مبكر
ويحث أهالي بغداد الخُطى صباح كل يوم، وهم في سباق مع الوقت للوصول إلى وظائفهم وأعمالهم، وشغلهم الشاغل هو البحث عن الوقت المناسب في ساعات الصباح الأولى، الذي يهربون فيه من زحامات الشوارع المكتظة بالسيارات.
وأصبح معروفاً لدى أهالي العاصمة والوافدين إليها أن الزحامات تبدأ في وقت مبكر من صباح كل يوم، وتنحسر قليلاً بعد ذلك بساعات، ثم تعود لتختنق بالسيارات التي أصبحت تعد بالملايين، عند منتصف النهار، وتظل على حالها حتى منتصف الليل.
سبعة ملايين سيارة
وفي تصريحات سابقة، أكدت مديرية المرور العامة، أن عدد السيارات في العراق - عدا إقليم كوردستان - بلغ أكثر من سبعة ملايين سيارة، وكان للعاصمة بغداد الحصة الأكبر، حيث سجلت وجود أربعة ملايين سيارة في شوارعها.
برنامج كبير
ولمعالجة ذلك، أعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي، أن "هناك برنامجاً وخطة لتطوير نظام النقل العام يبدأ في بغداد ومن ثم في بقية المحافظات، وما يجري الآن هو عبارة عن فقرات بسيطة إلى أن نصل لإعادة تهيئة النقل العام بالكامل".
وأضاف الأسدي لوكالة شفق نيوز، أن "هذا البرنامج الكبير يتم العمل على تنفيذه حالياً، وسيكون على خطوات متسارعة لغرض تهيئة أفضل شبكة نقل عام في بغداد"، مبيناً أن "هذا البرنامج الكبير في مراحل الانتهاء من أماكن خطوط عملية النقل الجماعي في بغداد، أما المحافظات فإن مشكلتهم أهون من العاصمة".
وأوضح أن "الجزء الأكبر من هذا البرنامج سيكون في بغداد لكبر مساحتها واكتظاظها بالسكان وتعقيد شبكة النقل فيها، حيث سيتم إنشاء المترو والحافلات العامة والنقل الخاص والنهري والترام وهذه ستحل أزمة الزحامات بأكثر من النصف".
وتابع "أما المحافظات فإن وضعها أفضل، رغم ذلك هناك دراسات لكل محافظة ويجري تقييم ما تحتاجه من مترو أو نظام مونوريل أو نظام نقل بسيط".
وأكد أنه "تم تنظيم خط في الأنبار والمحاولات جارية على بقية المحافظات، أما في كربلاء والنجف فإن لها خصوصية وهناك مشروع قطار سريع لاستيعاب أعداد الزائرين فيهما كون أنظمة النقل لا تكفي لتلك الجموع، وهناك دراسة لتأهيل التنقل داخل هذه المدن".
72 خط نقل في بغداد
من جهته، أفاد مدير العلاقات والإعلام في وزارة النقل، ميثم الصافي، بأن "الوزارة شرعت منذ العام الماضي بتطبيق النقل الجماعي في بغداد من خلال افتتاح 24 خطاً في جانبي الكرخ والرصافة، و4 خطوط خلال عام 2024، وكان آخرها خط مدينة بسماية، وبهذا يكون مجموع الخطوط التي افتتحت في بغداد 28 خطاً من أصل 72 خطاً من المخطط افتتاحها في العاصمة".
وبين الصافي لوكالة شفق نيوز، أن "عدد حافلات وزارة النقل المفعلة حالياً في عموم العراق 185 حافلة، وهناك أكثر من 500 حافلة للشركة العامة للمسافرين والوفود جميعها جاهزة للتفعيل في أي مكان".
وأكد أن "في الأيام القليلة المقبلة سيكون هناك افتتاح لخطوط عديدة وسيتم التركيز على المدن ذات الكثافة السكانية وأبرزها مدينتي الصدر و الشعلة وغيرهما ذات الكثافة السكانية العالية".
وتابع أن "هذا جزء من مشروع شامل للنقل الجماعي والذي يتضمن مشاريع حكومية أخرى، ولاقى هذا المشروع ترحيباً من المحافظات التي اقترحت بعضها مسارات خاصة لحافلات النقل الجماعي".
ولفت الصافي إلى أن "هناك مخاطبات لبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بتزويدهم بعدد من الحافلات لنقل موظفيها من وإلى محل سكناهم للتخفيف من الزخم المروري في بغداد، وكذلك تم عرض هذا الموضوع على بعض المحافظات أيضاً".
وأشار إلى أن "هناك مبادرات للشركة العامة لإدارة المسافرين والوفود للتعاقد مع عدد من الكليات والجامعات في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، وستكون الخطوط القادمة في محافظة ذي قار، وأن كل المحافظات مشمولة بالنقل الجماعي لكن يجب توفير بنية تحتية لهذه المشاريع في البداية".
التزام المواطنين
لكن الخبير الاقتصادي، علي عبد الكاظم، نوّه خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "زيادة النقل العام جيد في حال إلزام الموظفين باستخدام النقل العام، وفي هذه الحالة قد تفك جزءاً كبيراً من الزحام الذي يحصل خاصة في أوقات الذروة في بداية وانتهاء الدوام، لوجود أكثر من أربعة ملايين موظف بالبلاد، كما أنها سوف تقلل من تكاليف البنزين الذي رُفعت أسعاره مؤخراً".
يذكر أن مجلس الوزراء العراقي قرر زيادة سعر البنزين المحسن من 650 ألف دينار للتر الواحد إلى 850 دينار للتر، والبنزين الممتاز من 1000 دينار إلى 1250 ديناراً للتر الواحد، اعتباراً من 1 آيار/ مايو المقبل، وذلك في إطار خطة واسعة اتخذتها الحكومة للحد من الزحامات المرورية.
فيما قرر في جلسته نفسها، تغيير أوقات الدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة للخلاص من الأزمة نفسها التي تستمر في البلاد منذ سنوات عديدة.
وتضمن القرار أن يبدأ الدوام الرسمي للدوائر الحكومية في المنطقة الخضراء ووزارات الخارجية، والتخطيط، والزراعة، والموارد المائية، والبيئة، والهجرة والمهجرين، والاتصالات، والشباب والرياضة، والثقافة، والصناعة والمعادن والبنك المركزي العراقي، وديوان الرقابة المالية الاتحادي، وأمانة بغداد، وسلطة الطيران المدني)، الساعة السابعة صباحاً وينتهي في الساعة الثانية بعد الظهر.
كما يبدأ الدوام الرسمي للرئاسات الثلاث ولوزارات الداخلية، والدفاع، والصحة، والمالية، والكهرباء، والعدل، والعمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة التربية والمدارس والمعاهد المرتبطة بها كافة، الساعة الثامنة صباحاً، أو بحسب الواجبات المكلفة بها الدوائر والمؤسسات الخدمية والأمنية وينتهي في الساعة الثالثة بعد الظهر.
أما وزارات (التعليم العالي والبحث العلمي، والنقل، والتجارة، والإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، والنفط) و(ديواني الوقف الشيعي والسني، ومؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين، والهيئة العليا للحج والعمرة، ومجلس الدولة، مع بقية الهيئات الأخرى غير المذكورة) فإن الدوام فيها يبدأ عند الساعة التاسعة صباحاً، وينتهي في الساعة الرابعة بعد الظهر، على أن يبدأ الدوام الرسمي للجامعات والكليات الحكومية والأهلية كافة، الساعة العاشرة صباحاً.