6 تواريخ يضرب العراقيون معها موعداً خلال سنة 2021
شفق نيوز/ تحمل السنة الجديدة 2021 بالنسبة الى العراقيين، عددا من التواريخ المهمة التي يترقبونها أكثر من غيرها، او يتحسبون لها قلقا، لانه قد تكون لها تداعيات تؤثر على حياتهم في الشهور المقبلة سلبا أو ايجابيا.
ولعل الثالث من يناير/كانون الثاني الحالي، هو التاريخ الاكثر قربا وتوجسا بالنسبة الى كثيرين، لانه يشكل الذكرى السنوية الاولى لاغتيال قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس اللذين اغتالتهما طائرة اميركية من دون طيار قبل عام بالتمام، بالقرب من مطار بغداد.
وتعيش بغداد، وعواصم الاقليم عموما، حالة ترقب قلقا من احتمال حصول تصعيد عسكري بين الاميركيين والايرانيين الذين توعدوا مرارا بالانتقام لاغتيال قائدهم العسكري الاكثر أهمية، وتهديد الاميركيين في المقابل، بانهم سينفذون ردا قاسيا على اي عملية انتقام يسقط فيها ضحايا اميركيون.
ولهذا، يخشى العراقيون من ان يؤدي اندلاع مثل هذه المواجهة العسكرية، مهما كان شكلها، الى تعقيد أوضاعهم الامنية والسياسية، ودخولهم في وضع أكثر خطورة وهم يكابدون من أجل النجاة من الازمات الاقتصادية والصحية التي ألمت بهم خلال العام 2020.
اما الموعد الثاني المرجح ان يكون محل متابعة من العراقيين، سياسيين وامنيين ومواطنين، فهو موعد 15 كانون الثاني/يناير الحالي، وهو الموعد المفترض لاستكمال تنفيذ مخطط واشنطن تخفيض عديد قواتها في كل من العراق وافغانستان بحلول هذا الموعد، التزاما بتعهدات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بتقليص الحضور العسكري الاميركي في ازمات وحروب لا تنتهي في الشرق الاوسط.
ورسميا، سيكون ترامب ما زال سيد البيت الابيض مع موعد اخراج المزيد من القوات الاميركية من العراق، لكنه في الوقت نفسه عمد في الايام الماضية الى تعزيز الحضور العسكري الاميركي في منطقة الخليج وشرق المتوسط، بعدما ادخل غواصة حربية برفقة طرادات عسكرية، وسمح باقلاع مقاتلات استراتيجية عملاقة من طراز "بي 52" في سماء المنطقة، في رسالة تحد واضحة لايران.
ولهذا، فان اهتمام العراقيين بهذا الموعد يبدو شيئا بديهيا، فمن جهة يتراجع الوجود العسكري الاميركي داخل العراق، وهذا له تداعياته ومعانيه الكبرى، ومن جهة اخرى، توجه رسائل اميركية الى الايرانيين لعدم اللعب بالنار، وهي حالة تتطلب أيضا متابعة عراقية حثيثة، ان لم يكن أكثر.
كما ان موعد تقليص عديد القوات، يأتي قبل خمسة أيام، من دخول الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن الى البيت الابيض، وتحديدا في الـ20 من كانون الثاني/يناير، وهو تاريخ يستدعي ايضا اهتماما عراقيا خاصا.
فاستبدال الرئيس في الولايات المتحدة، يفترض ان يعيد ترتيب العلاقات الاميركية – العراقية، على المستويات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية، ما يعني ان حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سترصد لحظة بلحظة كل تفصيل يتعلق بالسياسة الخارجية الاميركية الجديدة، لما قد تحمله من تأثيرات على هذه العلاقة الشديدة الخصوصية، وعلى اوضاع العراقيين عموما.
اما رابع التواريخ العراقية التي سيتم ترقبها، فهو تاريخ السابع من ايار/مايو، حيث تحل الذكرى الاولى لتشكيل حكومة الكاظمي، مع ما يعنيه ذلك ولو رمزيا، من حرص العراقيين على استعراض جردة حساب، قد تكون قاسية لاداء الحكومة بعد اكتمال سنتها الاولى في السلطة.
ومن المتوقع ان ينهمر سيل من التحليلات والقراءات والانتقادات والاشادات، بأداء الكاظمي ووزراء حكومته، منذ توليهم مسؤولياتهم قبل عام في خضم وضع عراقي شديد الاستثنائية والخطورة، حتى الان، وهو ما قد يجدد التساؤلات عما اذا كان دور الكاظمي سيقتصر على ما فعله حتى الان، اي قيادة العراق لمرحلة انتقالية، ثم الخروج من الحياة السياسية نهائيا، تماما كما دخلها، فجأة.
وبطبيعة الحال، فان غالبية العراقيين ينتظرون حلول موعد السادس من يونيو/حزيران حيث ستجري الانتخابات البرلمانية المبكرة التي اعلنها الكاظمي، كاستجابة لنداءات شريحة كبيرة من العراقيين بالاضافة الى المرجعية الشيعية الاعلى السيد علي السيستاني.
ولهذا، فان السادس من يونيو لن يكون تاريخا عاديا بالنسبة الى العراقيين، لانه سيشكل مناسبة لتجديد الحياة السياسية، وربما الأكثر اهمية، انه قد يغير من تركيبة معادلات القوى السياسية التي ستتسيد المشهد العراقي خلال الاعوام المقبلة.
اما سادس التواريخ العراقية المهمة خلال العام 2021، فسيكون على الارجح في الاول من تشرين الاول/اكتوبر حيث تحل الذكرى الثانية للثورة الاحتجاجية التي راح ضحيتها مئات الشباب من المتظاهرين ضد الفساد والبطالة وغياب الحريات.
وقد يكون شهر تشرين مناسبة لتجديد التظاهرات في الشارع، او ربما، بعدما تكون الانتخابات المبكرة قد أرست هدوءا في الشارع، يكون مناسبة رمزية لتكريم ضحايا الحراك والتغيير المأمول في العراق.