"أوضاع إقليمية معقدة وغير مسبوقة".. تساؤل اسرائيلي عن قدرة واشنطن في التصدي للتهديدات
شفق نيوز/ تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عما اذا كان بمقدور سلاح الجو الامريكي التصدي للتهديدات والهجمات الآتية من العراق وسوريا واليمن فيما تواجه واشنطن وضعا إقليميا معقدا، معتبرة ان الكرة الان في ملعب إيران فيما يتعلق باحتمالات بالتصعيد أو التهدئة.
وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي نشر بالانجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، الى حادثة تحليق أكثر من 20 طائرة أمريكية من طراز "اف ايه 18" وطائرات التشويش على الرادارات وطائرات استطلاع السبت الماضي، انطلقت من حاملة الطائرات "يو اس اس ايزنهاور" لشن هجمات امريكية بريطانية مشتركة على الحوثيين المدعومين من إيران، بعدما كانت طائرات "اف-18" تصدت الجمعة لعدة طائرات مسيرة كانت قوات الحوثي تستعد لإطلاقها.
ولفت التقرير إلى أن حاملة الطائرات هذه هي من طراز "نيميتز" ووزنها أكثر من 100 ألف طن، وعدد أفراد طاقمها حوالى 5 آلاف شخص، وهي بمثابة "مدينة في البحر"، إلا أنه قال إن التحدي هو أن المهمة "محيرة" بالنسبة للطيارين الأمريكيين، حيث تحاول الولايات المتحدة وقف هجمات الحوثيين، والمقامرة بشن ضربات فيما من غير الواضح ما إذا كان الحوثيون لديهم كمية لا تنضب من الصواريخ والطائرات المسيرة أم لا، فيما يتمتعون بافضلية اختيار الزمان والمكان لشن الهجمات، بينما امل الطيارين الأمريكيين هو بان يكونوا في ذلك الزمان والمكان المناسبين للتصدي للهجمات.
وتابع التقرير أن الأسئلة الرئيسية ستظل قائمة في حال استمرار الصراع، مشيرا مثلا عما اذا كان بمقدور الحوثيون استبدال واعادة بناء صواريخهم المضادة للسفن؟ وهل سيتم ردعهم؟
واضاف ان الايرانيين هم الذين يقفون خلف هجمات الحوثيين، مما يعني أن المسألة الحقيقية تتعلق بما اذا كانت ايران تسعى الى استمرار التهديدات للبحر الأحمر.
كما نوه التقرير إلى أن الوضع الحالي لا سابق له، حيث أنه في الماضي، عندما كانت اسرائيل وحماس تخوض الحرب، لم تكن هذه الصراعات تمتد عادة الى ما هو ابعد من غزة.
والان يقول التقرير ان ايران جاءت بالميليشيات الى حدود إسرائيل وقامت بتنشيطها لمهاجمة اسرائيل من الشمال مع حزب الله وكذلك لمحاولة اغلاق البحر الاحمر امام الشحن وكذلك لتنفيذ 160 هجوما على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بالاضافة الى انها دفعت المليشيات الى مهاجمة القوات الأمريكية في الأردن، مما أدى الى مقتل 3 جنود.
ولهذا، يقول التقرير ان ما يجري هو حرب ايرانية اقليمية تحاول طهران من خلالها السيطرة على المنطقة، وهي تحاول اغلاق البحر الاحمر امام سفن تجارية لكن ليس السفن المرتبطة باصدقائها في موسكو وبكين، وهو ما يمثل جزءا من استراتيجية إيران الأوسع المناهضة للغرب واسرائيل والولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، تساءل التقرير عما إذا كان بمقدور الحاملة "ايزنهاور" والتي هي بمثابة مدينة عائمة قبالة الساحل، وقف الهجمات.
وفي الوقت نفسه، ذكر التقرير ان واشنطن تعمل ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، مشيرا الى ان الولايات المتحدة نفذت هجمات على 85 موقعا في 2 فبراير/شباط ردا على مقتل الأمريكيين الثلاثة في الأردن في 27 يناير/كانون الثاني، مشيرا الى انه لا يبدو ان هذه الضربات اصابت اهدافا مهمة، مما يعني ان الفصائل لا تزال تمتلك عددا كبيرا من الصواريخ والطائرات المسيرة لمواصلة تهديداتها، وهي واصلت بالفعل شن هجماتها على القوات الامريكية في سوريا.
وتابع التقرير ان الولايات المتحدة تواجه عقبات بالفعل في ضرباتها في العراق وسوريا بسبب حقيقة ان بعض الدول لا ترغب في المشاركة في الضربات، وهو ما دفع الاردن مثلا الى التأكيد للعراق انه لم يشارك في الهجوم الانتقامي ردا على هجوم قاعدة التنف في الاردن.
وذكر التقرير ان العديد من دول المنطقة حذرة في رهاناتها، موضحا على سبيل المثال، ان شركاء الولايات المتحدة في الخليج يشعرون بالقلق ازاء السياسات الامريكية منذ سنوات.
ولفت الى ان الولايات المتحدة مارست ضغوطا على السعودية لإنهاء دورها العسكري في اليمن في محاربة الحوثيين، ثم تصالحت السعودية وايران في اتفاق دعمته الصين العام الماضي، وصار السعوديون يتساءلون لماذا ضغطت الولايات المتحدة عليهم لوقف حربهم في اليمن، فقط لكي تقوم الولايات المتحدة الآن بشن غارات جوية في اليمن.
وخلص التقرير الى القول ان هذه العوامل المعقدة تضيف الكثير من عدم اليقين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها في اليمن والعراق وسوريا، متسائلا مجددا عما إذا كان الضربات الامريكية ستوقف هجمات الفصائل المدعومة من إيران، أم أنها ستؤدي فقط إلى الحد من بعض القدرات؟ وختم قائلا انه "ستكون هناك دروس يجب تعلمها، ويبدو أن الكرة في ملعب إيران في الوقت الحالي".
ترجمة : وكالة شفق نيوز