هل تمهد لمناصب رئاسية؟.. النساء في حكومة السوداني أمام اختبار صعب
شفق نيوز/ على الرغم من مرور أكثر من 19 سنة على سقوط النظام السابق للعراق الا ان مشاركة النساء في الحكومات المتعاقبة لم تكن بالمستوى المرجو، حيث لم يبرز هذا التمثيل النسوي في الوزارات كما كان متوقع.
نسرين برواري كانت أول امرأة تتولى حقيبة وزارة الأشغال العامة بعد 2003 في الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي والتي كانت حكومته تضم ست وزيرات وهي المشاركة التي لم تصل اليها اي كابينة وزارية حتى اليوم.
فيما استلمت خمس نساء مناصب وزارية في حكومة ابراهيم الجعفري، لتقل النسب بعدها في الحكومات التي تلت الجعفري وسبقت الحكومة الحالية الى ثلاث وزيرات في حكومة نوري المالكي الاولى واثنتان في الثانية.
وفي حكومة حيدر العبادي تولت امرأة منصب وزيرة دولة وتم الغاؤه فيما بعد، الى أن أعطيت حقيبة وزارية لمرشحة أخرى في العام 2016.
اما حكومة عادل عبد المهدي فلم تضم وزيرة في البداية ولكن في الأيام الأخيرة من عمرها نالت امرأة ثقة البرلمان لتتولى وزارة التربية.
وتولت وزيرة واحدة ايضا وزارة الهجرة والمهجرين في حكومة مصطفى الكاظمي، اما الحكومة الحالية والتي كُلف محمد شياع السوداني بتشكيلها فتضم ثلاث وزيرات للمالية، والاتصالات، والهجرة والمهجرين.
وزيرات ثلاث
في الحكومة الحالية التي يترأسها محمد شياع السوداني جاء التمثيل النسوي بوزارات حكومته مرضيا على نحو ما حيث تولت ايفان يعكوب جابرو، وهي الاصغر سنا بين الوزراء، وزارة الهجرة والمهجرين للمرة الثانية على التوالي.
ايفان يعكوب جابرو
ايفان ولدت في البصرة عام 1981، وحاصلة على بكالوريوس أحياء مجهرية من كلية العلوم في جامعة البصرة، وكانت مقيمة في الموصل قبل أن يسيطر تنظيم داعش على محافظة نينوى.
وشغلت عدة مناصب منها وزير الهجرة السابقة، وعضو لجنة الاعمار والخدمات في مجلس الوزراء، وعضو المجلس التنسيقي الثلاثي العراقي الاردني المصري، وعضو لجنة التمكين الاقتصادي للمرأة في مجلس الوزراء، ورئيسة اللجنة العليا لإغاثة ودعم النازحين التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين، ورئيسة اللجنة الوطنية العليا لمتابعة اوضاع العراقيين في الخارج.
طيف سامي
اما وزارة المالية فذهبت الى طيف سامي وهي من بغداد ومن مواليد 1963 حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد كلية الادارة والاقتصاد من جامعة بغداد، شغلت عدة مناصب منها وكيل وزارة المالية من العام 2019 حتى تسمنها منصب وزير المالية، والمدير العام لدائرة الموازنة في وزارة المالية من العام 2010 حتى تشكيل الحكومة الحالية، وكانت عضو في العديد من اللجان الحكومية داخل وخارج البلاد.
هيام عبود
واخيرا كانت وزارة الاتصالات من نصيب الوزيرة هيام عبود الحاصلة على شهادة الدكتوراه في هندسة الاتصالات من جامعة كيرتن للتكنولوجيا في استراليا، والدكتوراه في هندسة الاتصالات من الجامعة التكنولوجية في بغداد، وشغلت عدة مناصب بينها، مديرة الدائرة الادارية المالية في مؤسسة الشهداء، ومستشارة وزير الاتصالات من العام 2007 الى 2021، ومناصب اخرى ضمن تخصصها في الجامعة التكنولوجية والحكومة العراقية.
دور متزايد
المديرة العامة لدائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، عطور الموسوي، أوضحت لوكالة شفق نيوز، ان "النساء قادرات على تغيير الواقع دائما كما حدث معي خلال تسنمي منصبي الحالي حيث تسلمت المنصب دون أن تكون هناك تخصيصات مالية في الدائرة والتي كانت معوقاً أساساً أمام اتمامي لعملي خاصة وان الدائرة معنية بدعم النساء فاقدات المعيل".
وأضافت "هناك تحديات تتمثل بالثقافة المجتمعية التي تفرض بان النساء غير قادرات على تولي او انجاح المناصب المهمة بالحكومة، وأداء المهام التي يكلفن بها ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك، اما عن بقية التحديات فهناك ثقافة التعميم ايضا حيث ان فشل امرأة واحدة كفيل بتعميمه على بقية النساء فيما لا يواجه الرجل اي امر من هذا القبيل".
واعربت عن أملها في أن يكون هناك دعم نسوي - نسوي، اي دعم النساء للنساء في أي مجال كان".
بعيدا عن الملف الأمني
عضو لجنة الامن والدفاع النيابية السابق بدر زيادي، قال الوكالة شفق نيوز، إن "الوضع الحالي يفرض بأن تكون الوزارات الامنية بقيادة مسؤولين من الرجال بسبب التوترات والتحديات الامنية، ولكن اعتقد ان المستقبل القريب سيشهد تغييرا اكبر لصالح المرأة العراقية خاصة مع تسنمها مناصب كبيرة بالحكومات السابقة والحالية والتي تولت فيها امرأة وزارة المالية والتي تشكل واحدة من أهم الوزارات في العراق".
صفات قيادية
الكاتب والباحث في الشأن السياسي أثير الشرع، يرى في حديثه الوكالة شفق نيوز، ان "الدورات السابقة أثبتت أن النساء يمكنهن اتخاذ قرارات صعبة وتولي مسؤوليات قيادية وإدارية كبيرة، خاصة أن الحقب السابقة أفرزت شخصيات نسوية يمكن الاعتماد عليهن لإدارة العديد من الملفات ولا نستبعد أن تتولى سيدة منصبا رئاسيا خلال الدورات المقبلة".
وتابع بالقول إن "الحكومة الحالية ضمت العديد من الشخصيات الوزارية النسوية من اللواتي أدرن فعلا بعض الوزارات الرئيسية لذا أنا مع فرضية أن المرحلة الحالية تؤسس لمراحل مقبلة كي تتولى النساء منصبا رئاسيا، وهذا ما ستترجمه الدورة الحالية في ظل تولي عدد من النسوة مناصب وزارية ليست بالهينة مع استمرار الأزمات والتحديات، والقبول بالنساء الوزيرات هو تحدٍ ربما يختلف عن التصورات والإنطباعات لدى البعض ممن يشكك بالنسوة من ناحية الأداء والقدرة على إتخاذ القرارات".