هل بدأ العد التنازلي لنقل الشورجة و"تنفيس" بغداد؟
شفق
نيوز/ سوق الشورجة.. اسم لهجت به ألسنة أمهاتنا كلما اقتربت مواسم الأعياد، فقد
كان هذا السوق الواقع في قلب بغداد المعين الذي لا ينضب لتزويد العائلة العراقية
من مختلف المحافظات بكل مستلزماتها، فلا حيرة
في الاقتناء ولا عناء في التفكير، فهذا السوق جمع الألوان والأصناف
والأحجام وترادف مع كل مناسبة.
ومع
التوسع العمراني بدأت منطقة الشورجة تضيق بكثرة روادها و تتأزم أكثر مع الزحامات
المرورية التي تشهدها مع كثرة السيارات، لذا ارتأت أمانة بغداد نقل الشورجة إلى
أطراف العاصمة لتخفيف الزخم.
تنظيم
عشوائية الشورجة
ويقول
مدير إعلام أمانة بغداد محمد الربيعي في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "أمانة
بغداد أعدت دراسة كاملة من قبل دائرة التصاميم لمخطط إنمائي شامل لغاية العام 2030
تم اعتماده والمصادقة عليه، ويشمل 17 سوقاً تجارية تحولت من بيع المفرد خلال
الأعوام الـ25 الماضية إلى سوق جملة ومفرد".
ويتابع
"أسواق الجملة أصبح لها تأثير سلبي على واقع العاصمة من حيث الحرائق التي
تندلع بين الحين والآخر والتشوه في الأسواق و الزحامات المرورية"، مستدركاً
"منطقة علوة جميلة غير مشمولة بعملية النقل إلى أطراف بغداد".
ويضيف
"سيتم تنظيم هذه الأسواق المفرد وأمانة بغداد لا تجبر المحال في إزالة
محالهم، فيما سينقل محال الجملة فقط إلى أطراف بغداد وبحيث لا تدخل الشاحنات
المحملة بالبضائع إلى داخل العاصمة"، مؤكدا أن "الشورجة أصبحت منطقة
عشوائية ويجب تنظيمها".
وسوق
الشورجة من أسواق بغداد القديمة والمشهورة ويعود تاريخ إنشائه إلى العصر العباسي
المتأخر، كان اسمه سوق الرياحين، ثم استبدله إلى سوق العطارين وأخيراً سمي بسوق
الشورجة.
مخازن
غير نظامية
ويؤيد
التاجر حيدر الحسني عملية نقل أسواق الجملة إلى أطراف بغداد، بقوله في حديث لوكالة
شفق نيوز، إنه "إصبح ضرورياً نقلها لأن المخازن في هذه الأسواق غير نظامية
وغالباً ما تندلع الحرائق فيها مع صعوبة وصول فرق الإطفاء إليها لإخماد النيران
بسبب ضيق الأزقة".
ويشير
إلى أنه "أمتلك مخزناً للبضائع في منطقة عويريج جنوبي بغداد، وهي مخازن كبيرة
ورخيصة الثمن مقارنة بما هو موجود في الشورجة فضلاً عن المرونة في نقل
البضاعة".
نقلها
سيخلق خللاً
من
جهته، يوضح مازن جمال في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "نقل سوق الشورجة إلى
أطراف بغداد سيحدث خللاً في هذه المنطقة حيث أن الناس تأتي إلى هنا للتبضع لرخص
الأسعار ولقربها من المناطق السكنية وفي حال نقلها ستتحول المنطقة إلى محال للبيع
بالمفرد حالها حال الأسواق الأخرى في بغداد".
ويلفت
إلى أن "كل دول العالم ورش تصليح السيارات وأسواق الجملة لا تكون في قلب
العاصمة بل في الأطراف، ولكن المشكلة أننا في بغداد لا تتوفر شوارع نقل سريع
توصلنا إلى أطراف العاصمة لكي نصل إلى هذه الأسواق والورش".
تشوه
بصري
ويقول
الخبير الاقتصادي هلال الطعان في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "هناك تشوها بصريا
لأسواق الجملة في بغداد، وعدم وجود تنظيم لها بحيث تكون أقرب للعشوائية".
ويضيف
"زيادة عدد الشاحنات والمركبات التجارية في مناطق أسواق الجملة يزيد من
انبعاثات العوادم والتلوث الهوائي، فضلاً عن النفايات الناتجة عن النشاطات
التجارية، ونقلها لأطراف بغداد سيخلق سوقاً أكثر تنظيماً".
ويختم
بالقول "تزايد أسواق البيع بالجملة في مراكز المدن وفي العاصمة بغداد
بالتحديد يؤدي إلى عدة مشكلات، منها الزحام المروري، حيث تدخل يومياً عشرات
الشاحنات المحملة بالبضائع ليتم تفريغها في منطقة الشورجة وجميلة مما يؤدي إلى
زحام كبير في الشوارع المحيطة، ويزيد من صعوبة التنقل".