هل العراق مقبل على عدوى جديدة؟.. كل شيء عن حمى الضنك
شفق نيوز/ أثار تحذير منظمة الصحة العالمية، من أن نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بفيروس حمى الضنك الذي ينقله البعوض، المخاوف من انتشاره في العراق، ورغم أن هذا البعوض غير موجودة في البلاد، ألا أن العدوى قد تنتقل عبر الأشخاص، خاصة مع تسجيل إصابات بالمرض عند معظم دول الجوار، وفق مختصين.
وحمى الضنك، هي عدوى فيروسية يسبّبها فيروس حمى الضنك، وتنتقل إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى، والذي ينتشر في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ التقنيات الاحيائية والأمراض الانتقالية، د.فراس رياض جميل، إن "حمى الضنك هي أحد أنواع الحمى النزفية المنتشرة حالياً في العراق، وهذه الحمى (الضنك) تظهر في المناطق الفقيرة والاستوائية بالعالم، بسبب انتشار البعوض المسبب الأول لها".
ويعتبر الناقل الرئيسي للمرض هو بعوضة "الزاعجة المصرية"، كما ينقل المرض بصورة أقل "الزاعجة المرقطة".
ويوضح جميل لوكالة شفق نيوز، أن "بعوض الزاعجة تنتشر في المستنقعات والمناطق الاستوائية، وفي ظل عدم وجود مكافحة لمغاطس الحيوانات والجزر العشوائي فهذه توفر بيئة ملائمة لانتشار البعوض الناقل للأمراض من حيوان لآخر، سواء حمى الضنك أو النزفية أو غيرهما".
خطورة المرض
وعلى الرغم من أن الكثير من حالات العدوى بفيروس حمى الضنك عديمة الأعراض أو لا تسبّب إلا اعتلالات خفيفة، فإن فيروس حمى الضنك يمكن أن يسبّب أحياناً حالات أكثر وخامة، وحتى الموت، وفق الصحة العالمية.
وهو ما يؤكده جميل الذي قال إن "جميع الأشخاص معرضون للإصابة، ولكن تزداد خطورة المرض بعد مرور من 10 إلى 14 يوماً، وكذلك الحال مع الأطفال تحت سن 10 سنوات، لأن الأوعية لديهم تكون رخوة، وبالتالي يكون النزف عن طريق الأنف أو العين أو داخل الجسم، ويؤدي إلى الجفاف أو الموت".
وعن كيفية التمييز بينها وبين الحمى النزفية يوضح، أنها "تتشابه في المراحل المتقدمة للمرض، من ظهور كدمات أو بقع تحت الجلد، بسبب النزيف، والتفريق يكون بالتحليل المختبري وأخذ عينات من المريض".
وفي وقت يؤكد مصدر طبي في وزارة الصحة العراقية لوكالة شفق نيوز، "عدم تسجيل أي إصابات بحمى الضنك حتى الآن في عموم البلاد"، فإن عدد الإصابات بحمى الضنك في العالم تقدر بنحو 400 مليون حالة سنوياً، كما أن 40 بالمئة من سكان العالم يواجهون التعرض للإصابة بالمرض.
وطبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 95 بالمئة من الحالات المبلغة على مستوى العالم، تظهر عليها أعراض مثل صداع حاد، وألم خلف العينين، وآلام بالعضلات والمفاصل، وغثيان، وقيء، وانتفاخ الغدد، وطفح جلدي.
وعادة ما تدوم الأعراض بين يومين إلى 7 أيام، وتستجيب للعلاج بمخفضات الحرارة (الباراسيتماول). وتتكرر التفشيات الوبائية للمرض ما بين 3 إلى 5 سنوات.
انتقال من إنسان إلى آخر
وفي هذا الجانب يشير مدير المستشفى البيطري في محافظة بابل احمد فاضل فرهود، إلى أن الكثير من الأمراض التي تندرج تحت مسمى الحمى النزفية يشترك فيها عرضان هما الحمى والنزف حيث هناك حمى القرم الكونغو النزفية والإيبولا وماربورغ والضنك والوادي المتصدع.
وينبه فرهود خلال حديثه إلى أن، البعوض الناقل لمرض حمى الضنك غير موجود في البلاد والمرض ينتقل فقط عن طريق لسعة البعوض ولا ينتقل من انسان مصاب الى شخص اخر.
التأثير البيئي
ويتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك في أماكن تجمع المياه الراكدة وتجمعات القمامة والصرف غير المغطى والخزانات المكشوفة، لذا فإن أفضل سبل المكافحة هي تحسين مستوى النظافة العامة، والعمل على منع تواجد القمامة والمستنقعات والمياه الراكدة.
وفي هذا السياق، يقول الخبير البيئي، أحمد صالح، إن "الانتشار البكتيري والفيروسي يكون أعلى في المناطق ذات الرطوبة العالية، فهي تكون بيئة خصبة لانتشار الفيروسات والميكروبات والاحيائيات المجهرية".
من جانب آخر، "تساهم ارتفاع درجات الحرارة بقلّة المناعة لدى الحيوانات، وبالتالي تكون عرضة للأمراض وانتشارها منها الحمى القلاعية أو النزفية وغيرها، وذلك يعود نتيجة ضعف الجهاز الدفاعي لدى الحيوانات الهزيلة التي لا تتلقى رعاية كاملة من حظائر نظيفة ومبردة ومعقمة بشكل جيد"، وفق ما قاله صالح لوكالة شفق نيوز.
وكانت منظمة الصحة العالمية، حذّرت الجمعة (21 تموز الجاري)، من أن عدد الإصابات بحمى الضنك ربما يقترب من مستويات قياسية هذا العام لأسباب منها ظاهرة الاحتباس الحراري التي يستفيد منها البعوض الذي ينشر هذا النوع من الحمى.
وسجلت وزارة الصحة السودانية، في مارس/ آذار، اكتشاف أول إصابة بحمى الضنك على الإطلاق في العاصمة الخرطوم، بينما تشهد أوروبا زيادة في عدد الإصابات، كما أعلنت البيرو حالة الطوارئ في معظم مناطقها.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، في يناير/ كانون الثاني، من أن حمى الضنك هي أسرع أمراض المناطق المدارية انتشاراً في العالم، وأنها تمثل "تهديداً وبائياً".
يذكر أن هناك لقاحاً وحيداً في الأسواق ضد حمى الضنك، وهو "سانوفي باستور"، ومرخص بالاستخدام في نحو 20 دولة.
ويحمي اللقاح الأشخاص الذين أصيبوا بحمى الضنك، ويتطلب تلقيهم ثلاث جرعات.