نيجيرفان بارزاني: كوردستان على خط المواجهة بين الامل والظلام
شفق نيوز/ نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا لرئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ذكّر فيه بريطانيا والعالم بان كوردستان تقع "على خط المواجهة بين الحرية والاستبداد والأمل والظلام"، مؤكدا على أهمية "الصبر الاستراتيجي" بالنظر الى ما جرى في أفغانستان حيث انتظرت حركة طالبان رحيل خصومها، فيما تنظيم داعش "ليست في عجلة من أمرها للاستسلام أو الفرار".
وكتب نيجيرفان بارزاني في المقال الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ان "الرحيل المتسرع للغرب من أفغانستان، ادى الى اشتعال الجدل حول التدخل الليبرالي"، مضيفا ان هذا النقاش غالبا ما يتجاهل حقيقة أنه "ليست كل التدخلات سيئة".
وتابع رئيس الاقليم ان "بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى أنقذت من خلال عملها في العام 1991 مئات الآلاف من مواطني بلدي من القتل على يد صدام حسين"، مشيرا الى "عملية توفير الراحة التي كانت من بنات أفكار جون ميجور ومنطقة حظر الطيران التي تلت ذلك".
واضاف ان هذا التدخل أدى إلى "حماية كوردستان لمدة 12 عاما، ووفر ذلك مساحة وأمانا نسبيين لتنظيم انتخابات وتشكيل برلمان ومؤسسات حكومية وإطلاق قوة عسكرية شرعية هي البيشمركة".
وتابع قائلا "عندما تم تحرير العراق في العام 2003، قمنا بإعادة إعمار آلاف القرى التي دمرها البعثيون وأنشأنا صناعة النفط واقتصاد السوق الصاعد".
وقال بارزاني "باختصار، فإن التدخل قبل 30 عاما سمح لنا ببناء دولتنا".
وكتب نيجيرفان بارزاني ان "شعب كوردستان وبريطانيا اليوم، صديقان قويان وشريكان تجاريان وحليفان ضد الإرهاب، وتحتفل زيارتي الى المملكة المتحدة بهذه الشراكة العميقة، التي انعكست في استثمار بريطانيا في كوردستان، وحرص شبابنا وشاباتنا على الدراسة في الجامعات البريطانية، والشتات الكوردي المزدهر في جميع أنحاء بريطانيا".
الا ان بارزاني حذر من ان "معركتنا المشتركة ضد الإرهاب لم تنته حتى الآن، ونحن بحاجة إلى صبر استراتيجي، اذ ما يزال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نشيطا داخل العراق وسوريا وخارجهما. تماما كما رأينا طالبان تنتظر حتى رحيل خصومهم، فإن داعش ليست في عجلة من امرها للاستسلام أو الفرار". وتابع ان البيشمركة، الى جانب القوات العراقية والغربية، مستمرة في مواجهة هذا التهديد لان مستقبلنا وامن الحلفاء الذين عانوا من اعمال ارهابية فظيعة في الداخل يعتمد عليه".
وذكر رئيس الاقليم بان "كوردستان تقع على خط المواجهة بين الحرية والاستبداد والامل والظلام، وان الجماعات المتطرفة والارهابية تهددنا وتهدد أسلوب حياتنا، لكننا نظل بمثابة ملاذ آمن ومنارة للتسامح".
واشار الى ان اقليم كوردستان "يستضيف ما يقرب من مليون لاجئ سوري ونازح عراقي فروا من داعش وكانوا سيقتلون او سينضمون إلى هجرة اللاجئين إلى اوروبا لو لم نفتح ابوابنا".
واكد على ان الاقليم "يرحب بجميع الأديان ونستوعبها: المسيحيون والايزيديون والمسلمون وغيرهم".
وختم نيجيرفان بارزاني بالقول ان "الجدل سوف يحتدم حول افغانستان، لكن التدخل في كوردستان كان انتصارا لبريطانيا وللانسانية المشتركة. في حين أنه أمر حيوي التعلم من اخطاء الانسان، فانه من المهم ايضا الاحتفال بنجاحه".