إنهاء المهمة أو بقاء طويل.. الخريطة الجديدة تضع العراق أمام الخيار الصعب
شفق نيوز/ في ظل التوتر الأمني الذي تشهده المنطقة وإسقاط
المعارضة السورية المسلحة لنظام بشار الأسد في سوريا، تصاعدت التحذيرات المحلية
والدولية من استغلال خلايا "داعش" الإرهابي للأوضاع الراهنة في سوريا
لإعادة بناء قدراته، فيما أشارت تلك التحذيرات إلى أن القضاء على التنظيم المتشدد
جذرياً، يتطلب إبقاء قوات التحالف الدولي في العراق.
لكن مراقبين أكدوا أن قرار إخراج التحالف الدولي من
العراق ثابت وفق التوقيتات المحددة وسيكون خروجهم النهائي من البلاد في سبتمبر/أيلول
2026، مطمأنين، بأن خروج قوات التحالف من العراق سيعقبه تحول العلاقة إلى ثنائية
وستشمل الملف الأمني أيضاً، كما أن القوات العراقية قادرة على حفظ الأمن وليس هناك
حاجة لتواجد قوات أجنبية على أرض البلاد، لذلك ليس هناك تخوف من عودة داعش على
الإطلاق.
وتشن القوات العراقية عمليات ضد عناصر تنظيم داعش في عموم
البلاد، أبرزها إعلان جهاز الأمن العراقي، أمس الجمعة، القضاء على
"إرهابي" يرتدي حزاماً ناسفاً في محافظة كركوك قبل تفجير نفسه، فيما كشف
مصدر أمني لوكالة شفق نيوز، أن "الانتحاري يعد المسؤول الأمني لقاطع داقوق
لعصابات داعش الإرهابي، وعمل لسنوات مع التنظيم الإرهابي حتى تدرج إلى مسؤول ملفها
الأمني في قضاء داقوق".
والثلاثاء الماضي، أعلن جهاز الأمن العام
"الآسايش" في السليمانية، اعتقال أحد أبرز عناصر جهاز الإعلام التابع
لتنظيم داعش الإرهابي، في عملية أمنية نوعية.
وتُظهر هذه العملية نجاحاً جديداً للأجهزة الأمنية في
إقليم كوردستان في ملاحقة العناصر الإرهابية، مما يعزز الاستقرار في المنطقة ويبعث
برسالة واضحة بأن النشاط الإرهابي لن يجد ملاذاً آمناً.
ويواصل جهاز الأمن العام "الآسايش" العمل على
كشف وتعقب الشبكات الإرهابية، وتنظيم داعش، المعروف بتنفيذه هجمات إرهابية كبيرة
في العراق وسوريا، يعتمد على شبكات إعلامية لترويج أفكاره المتطرفة وإثارة الخوف،
وتسعى السلطات الأمنية في الإقليم لتجفيف منابع هذه الأنشطة وتعقب الأفراد
المتورطين فيها.
كما يشن طيران الجيش العراقي ضربات على مضافات داعش،
آخرها إعلان قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء الماضي، أن طيران الجيش العراقي،
نفذ ضربة جوية في منطقة الرشاد ضمن قاطع العمليات في محافظة كركوك، مستهدفة مضافة
لعناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس
النواب العراقي، علي نعمة البنداوي، أن "القوات العراقية بمختلف صنوفها قادرة
على حفظ الأمن، وليس هناك حاجة لتواجد قوات أجنبية على أرض البلاد".
وأضاف البنداوي، لوكالة شفق نيوز، أن "رئيس الوزراء
العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني أكد خلال استضافته في
مجلس النواب الأسبوع الماضي، مضي العراق لطي هذا الملف دون تراجع، والموضوع تم حسمه"،
مشيراً إلى أن "قوات التحالف الدولي تواصل عمليات الإجلاء وخاصة في قاعدة عين
الأسد ووصلت مجموعة من معداتهم إلى قاعدة حرير في أربيل".
تحذيرات محلية ودولية
وفي مقابل تطمينات لجنة الأمن والدفاع النيابية، حذر وزير
داخلية إقليم كوردستان، ريبر أحمد، من أن تنظيم داعش في الوقت الراهن "أشد
خطورة" على العراق مما كان عليه في العام 2014.
وذكر أحمد، في جلسة نقاشية في 23 تشرين الثاني 2024، أن
"داعش لم ينته بعدُ وهو الآن أشد خطورة مما كان عليه في العام 2014"،
مردفاً بالقول إنه "للقضاء على التنظيم المتشدد جذرياً نحن بحاجة إلى قوات
التحالف الدولي".
وزير داخلية إقليم كوردستان ليس وحده الذي يستشعر خطر
داعش، حيث حذر محسن رضائي أمين مجلس التنسيق الأعلى لرؤساء السلطات الثلاث ورئيس
اللجنة الاقتصادية لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، من إمكانية مهاجمة العراق
من قبل 11 ألف عنصر من تنظيم داعش يتدربون في "معسكر أمريكي" شمال
سوريا.
وقال رضائي في كلمة له ألقاها خلال مؤتمر في 10 كانون
الأول 2024، إنه "يوجد معسكر أمريكي في شمال سوريا تم فيه تدريب 11 ألفاً من
عناصر داعش وعائلاتهم خلال السنوات الأربع الماضية"، محذراً من أن هؤلاء
العناصر "قد يهاجمون الموصل أو تكريت في العراق خلال الأشهر المقبلة".
وفي هذا الجانب أيضاً، حذر قائد قوات سوريا الديمقراطية
ذات الغالبية الكوردية، مظلوم عبدي، من استغلال مسلحي تنظيم "داعش"
الإرهابي للأوضاع الراهنة في سوريا.
وأكد عبدي في مقابلة متلفزة في 12 كانون الأول الجاري، أن
التنظيم الإرهابي قد بدأ يعود إلى النشاط بقوة في البادية السورية، مشيراً إلى أن
داعش أصبح الآن أكثر نشاطاً مقارنةً بالمرحلة السابقة.
وتابع عبدي: "نعلم أن خطتهم تشمل مهاجمة سجن جويران
ومخيم الهول"، مشدداً على ضرورة التصدي لهذا التهديد المتزايد بشكل عاجل،
محذراً من أن الأوضاع قد تشهد مزيداً من التدهور إذا لم يتم التعامل مع هذا الخطر
بشكل حاسم.
يُذكر أنه في 10 كانون الأول الحالي، أعدم تنظيم داعش
الإرهابي 54 عنصراً من القوات السورية، التي فرت مع سقوط نظام بشار الأسد، بحسب
بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهذا ما تحذر منه واشنطن، حيث اعتبر وزير الخارجية
الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا "فرصة عظيمة
لكنها تحمل أيضاً خطراً كبيراً" وفق تعبيره.
وتوقع بلينكن بتصريح في 9 كانون الأول الجاري، إن
"تنظيم داعش سيستغل هذه الفترة لإعادة بناء قدراته في سوريا"، لكنه أكد
أن بلاده "لن تسمح بذلك".
وبناءً على ذلك، أكد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي
لشؤون الشرق الأوسط، في وزارة الدفاع "البنتاغون"، دانييل شابيرو، بقاء
قوات بلاده في شرق سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال شابيرو خلال مؤتمر في 8 كانون الأول 2024، إن
"واشنطن ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش في سوريا،
وقواتنا ستبقى موجودة في شرق سوريا، وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور
التنظيم المتطرف"، مردفاً: "نحن ندرك أن الظروف الفوضوية والديناميكية
على الأرض في سوريا قد تمنح داعش مساحة لإيجاد القدرة على النشاط والتخطيط لعمليات
خارجية".
وتعليقاً على تلك التحذيرات وخاصة الأمريكية منها، يقول
الخبير الأمني، علي المعماري، إنه "لا نزال نسمع المسؤولين الأميركيين يقولون
إن بقاء قواتهم داخل العراق هو من أجل محاربة داعش، ما يعني أن داعش لا يزال يشكل
خطراً على العراق، حسب ادعائهم".
وبين المعماري لوكالة شفق نيوز: "لكن هؤلاء
المسؤولين الأمريكيين يتناسون بأن مخيم الهول في سوريا الذي تحرسه قوات (قسد) التي
تعمل بإمرة القوات الأمريكية، فيه 57 ألفاً من عوائل ومقاتلي داعش، وهم محجوزون في
شبه المعتقل هذا".
ويقع مخيم الهول جنوب مدينة الحسكة السورية وتشكل غالبية
سكانه من عائلات تنظيم داعش وهو تحت سيطرة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية المرتبطة
بحزب العمال الكوردستاني.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات
الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم أيضاً مناصرين للتنظيم المتشدد،
وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
ورأى علي المعماري، أن "بقاء القوات الأمريكية وقوات
التحالف هو بذريعة داعش وخطورته على أمن العراق، وسيكون بهذا النمط إلى فترة غير
معلومة، ومتى ما سمعنا انتهاء خطورة داعش على العراق من المسؤولين الأمريكيين
آنذاك قد تنسحب قوات التحالف".
واستدرك بالقول: "لكن القوات الأمريكية ستبقى ضمن
الاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية للتعاون العسكري
وكذلك في السياسة والاقتصاد، كما لا ينبغي تجاهل الوصاية الأمريكية على الأموال
العراقية ضمن البنك الأمريكي الكونفيدرالي".
وتابع: "لذلك الصورة غير واضحة في الوقت الحاضر
لانسحاب القوات الأمريكية مع التحالف أو بدونه من العراق، سواء كان العراق بحاجة
لها أو ليس بحاجة لها، وحتى لو تم تفكيك الفصائل والحشد وغيرها بحسب ما يتم تداوله
مؤخراً، فهذا لن يجبر الأمريكان للتخلي عن الاتفاقات الاستراتيجية مع العراق، نعم
قد يحصل انسحاب للتحالف لكن الاتفاق الاستراتيجي لا يستطيع العراق التخلي عنه وهذا
يعطي ديمومة لبقاء القواعد الأمريكية في العراق".
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل
إيرك كوريلا، قال في بيان للقيادة، الثلاثاء الماضي: "نحن ملتزمون بالهزيمة
المستدامة لداعش ومتمسكون بأمن شركائنا الذين يجاورون سوريا، بما في ذلك العراق
والأردن ولبنان وإسرائيل".
فيما أكد السوداني خلال استقباله الجنرال كوريلا في بيان
للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن "العراق عضو أساسي في هذا التحالف
وهو ملتزم بالتعاون مع التحالف الدولي، للتصدي ومتابعة الجماعات الإرهابية، بما
يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة". في المقابل أكد كوريلا "التزام
التحالف الدولي في دعم العراق لحفظ أمنه وسيادته بالضدّ من أيّ تهديد
إرهابي".
"لا تريث"
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني، سرمد البياتي، إن
"العراق لم يغير قراره لغاية الآن بخصوص إخراج قوات التحالف الدولي من
البلاد، وأن التوقيتات هي نفسها بخروجهم من قاعدة عين الأسد في سبتمبر عام 2025،
ومن قاعدة حرير في سبتمبر 2026، ولا يوجد أي قرار بالتريث، بل هو ثابت".
وأوضح البياتي، لوكالة شفق نيوز، أن "بخروج قوات
التحالف ستتحول العلاقة إلى ثنائية وهي تتضمن دعم الملف الأمني، لذلك لا يوجد
تخوف، ويعزز ذلك تأكيد الجنرال كوريلا وبلينكن في زيارتهما الأخيرة للبلاد بأنهم
متضامنون مع العراق ومنع داعش من الدخول مرة أخرى للعراق".
ونوّه البياتي، إلى أن "العراق بحاجة للتحالف الدولي
في جزء وفي جزء آخر ليس هناك حاجة إليهم، فعلى الأرض ليس هناك حاجة نهائياً، لكن
هناك حاجة للعمليات الجوية والاستخبارات الجوية لرصد عناصر داعش من السماء لافتقار
العراق لمثل هذه المعلومات، لذلك هناك حاجة لهم في الضربات الجوية".
وكان مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قد أثنى
على دور التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مساعدة بلاده بإلحاق
الهزيمة من الناحية العسكرية بتنظيم داعش، وذلك خلال استضافته في جلسة نقاشية في
23 تشرين الثاني 2024.
واستدرك الأعرجي بالقول "لكن نعتقد في الوقت الحاضر
ينبغي أن تتحول العلاقة بين العراق والتحالف الدولي إلى علاقات أمنية
ثنائية"، مضيفاً أن "هذا لا يمنع أن يكون هناك تعاون أمني واستخباراتي
لمساعدة العراق في مواجهة أي تنظيمات إرهابية".
وأكد الأعرجي، أنه "تم الاتفاق على ذلك ولدينا فرصة
لمدة سنتين ستكون مرحلة تقييم للوضع ثم يتخذ قرار الانسحاب الكامل".
انتهاء المهمة
وكان التحالف الدولي، قد أعلن في 27 أيلول 2024، رسمياً
عن انتهاء مهمته في العراق خلال 12 شهراً، وذلك في بيان مشترك مع العراق، مبيناً
أن إعلان الجدول الزمني لانتهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي جاء بعد هزيمة
داعش في العراق.
وفي بيان عن حكومتي الولايات المتحدة والعراق، اطلعت عليه
وكالة شفق نيوز، جاء فيه: "ترتبط العراق والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقة
استراتيجية، ونتيجة للمشاورات والمناقشات مع قيادة التحالف الدولي لهزيمة داعش
والدول الأعضاء الصديقة، والمناقشات المكثفة داخل اللجنة العسكرية العليا
الأمريكية العراقية، التي عملت بجد ومهنية في اجتماعات مكثفة على مدى الأشهر
التسعة الماضية".
وتابع: "بعد دراسة وتقييم الوضع العسكري والأمني في
العراق والمنطقة، تعلن اختتام المهمة العسكرية للتحالف في العراق على مدى الاثني
عشر شهراً القادمة، وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2025، والانتقال إلى شراكات أمنية
ثنائية بشكل يدعم القوات العراقية ويحافظ على الضغط على داعش".
ولفت البيان إلى أن "العراق عضو أساسي في التحالف،
ولمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي من شمال شرق سوريا، وبموجب الظروف الميدانية
والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، فإن المهمة العسكرية
للتحالف العاملة في سوريا من منصة محددة في اللجنة العسكرية العليا ستستمر حتى
أيلول 2026".
وبين أن "الهيئة العسكرية العليا تلتزم بصياغة
الإجراءات اللازمة لتحقيق ما ورد في الفقرات أعلاه، والتوقيتات، والآليات
لتنفيذها، بما في ذلك الإجراءات لضمان الحماية الجسدية لمستشاري التحالف
المتواجدين في العراق خلال فترة الأزمة، بما يتفق مع الدستور والقوانين العراقية.
وقد بدأت الخطوات العملية لتنفيذ هذه الالتزامات".
وأشار إلى أن "العراق يشكر التحالف على الدعم
والمساندة التي قدمها للقوات الأمنية العراقية لمواجهة هذا التهديد المشترك وتأمين
هزيمة داعش على الأرض في العراق، وفي مقدمة هذه الدول كانت الولايات المتحدة
الأمريكية التي وقفت مع العراق في ظروف صعبة. ويثمن التحالف دور العراق والتضحيات
الكبيرة التي قدمتها كافة القوات الأمنية العراقية في محاربة هذا التنظيم الإرهابي
الذي شكل تهديداً للعالم أجمع، ويؤكد على ضرورة مواصلة كافة الجهود لضمان عدم عودة
التهديد من هذا التنظيم الإرهابي بأي شكل من الأشكال".
وتابع أيضاً بالقول: "نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين
العراق والولايات المتحدة، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز المساعدة الأمنية والتعاون
على أساس الاحترام المتبادل، بما يتفق مع اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات
المتحدة والعراق والدستور العراقي، وتعزيز شراكة ثنائية دائمة بما يتفق مع البيان
المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الصادر خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع
السوداني إلى واشنطن العاصمة، في 15-16 نيسان/أبريل 2024 والبيان المشترك بين
الولايات المتحدة والعراق في أعقاب الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين
العراق وإسرائيل الذي عقد في واشنطن العاصمة في 22-23 يوليو 2024".
وأوضح أن "هذا التحول التاريخي يمثل مرور عقد من
الزمان منذ تشكيل البعثة العسكرية للتحالف في العراق ويواصل العراق العمل مع
الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في التحالف لإقامة علاقات أمنية ثنائية حيثما كان
ذلك مناسباً".
وختم بالقول: "في إطار تعزيز الختام الآمن والمنظم
للمهمة العسكرية للتحالف الدولي، تؤكد حكومة العراق التزامها بما يتفق مع
التزاماتها الدولية، بحماية المستشارين الدوليين المتواجدين في العراق بدعوة من
الحكومة العراقية".
بدورها، علقت وزارة الدفاع البريطانية، في 28 أيلول 2024،
على إعلان بغداد وواشنطن المشترك، إنهاء مهام التحالف الدولي "العسكرية"
في العراق خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
وبحسب بيان للوزارة، فإن المملكة المتحدة ستواصل دعم أمن
العراق، لافتة إلى أن "الأشهر المقبلة، ستشهد عمل لندن مع بغداد لتطوير علاقة
دائمة كجزء من هذا الانتقال إلى شراكة أمنية ودفاعية جديدة".
وأشادت بريطانيا باحتراف جنودها الذين لعبوا دوراً في
مهمة هزيمة داعش، كما أشادت بشجاعة وفعالية قوات الأمن العراقية، والبيشمركة،
وفقاً للبيان.
وأضافت أن بفضل الأهداف الأساسية التي يتم تحقيقها، يمكن
أن تبدأ عملية الترتيبات الأمنية الجديدة، مؤكدة أن المملكة المتحدة ما تزال
ملتزمة بضمان هزيمة داعش، مما يعزز التزام بريطانيا بأمن العراق والمنطقة الأوسع.
وأنشئ تحالف "العزم الصلب" في عام 2014،
لمساعدة القوى الشريكة على ضمان هزيمة داعش، وإقامة تعاون أمني دائم.
وعملت البعثة البريطانية، في إطار التحالف الدولي، الذي
كان مكوناً من 87 شريكاً، بما في ذلك 82 حكومة وخمس منظمات أعضاء، كما لعبت
المملكة المتحدة، دوراً رائداً من خلال عملية شادر، وهي مساهمة بريطانية في عملية
العزم الصلب.
وبناء على دعوة من الحكومة العراقية حينها، قدمت قوات
المملكة المتحدة دعماً وتدريباً ومساعدة قيمة لأكثر من 111 ألف من أفراد قوات
الأمن العراقية.
وشمل ذلك أكثر من 21000 من البيشمركة، في المشاة، وصيانة
الأسلحة، ومكافحة العبوات الناسفة، والمهارات الطبية والهندسية، ووفق بيان الدفاع
البريطانية، نفذ سلاح الجو أكثر من 10000 طلعة جوية، وضرب 1400 هدف.
يشار إلى أن الجولة الأولى من المحادثات بين بغداد
وواشنطن بدأت في كانون الثاني يناير الماضي، فيما أفضت الجولة الأولى للحوار
الثنائي الذي عُقد في بغداد إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة
التحالف الدولي وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.
واستؤنفت مفاوضات بغداد وواشنطن في شباط/فبراير الماضي،
مع اعتماد خفض مدروس وتدريجي، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة
داعش، وفق البيانات الرسمية العراقية، لتتبعها جولتان أخريان في آذار مارس ونيسان
أبريل الماضيين.
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ضمن التحالف
الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أيلول/سبتمبر عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة
مواقع رئيسة في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل،
ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية، قوات
فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن الناتو في
العراق.