"نقص في التجنيد".. تحذيرات من انهيار الجيش الأمريكي: آخذ في الانكماش
شفق نيوز/ كشفت صحيفة أمريكية، اليوم السبت، أن الجيش الأمريكي آخذ بـ"الانكماش" برغم من ان المهمات الموكلة إليه "لا تتقلص"، وفيما بيّن أنه يواجه حقيقة مفادها أنه يعاني من "أزمة تجنيد غير مسبوقة"، حذر من وصول الجيش الأمريكي الى مرحلة "الانهيار" في حال عدم إجراء تغييرات هيكلية رغم عدم وجود "حالة حرب".
ولفتت صحيفة "ذا هيل" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز إلى "مرور الذكرى الخمسين لنظام التطوع في الجيش الأمريكي، ونهاية قانون التجنيد الإلزامي في العام 1973، ما شكل لحظة حاسمة لكل من الجيش والمجتمع الأمريكيين"، فيما دعا إلى "الاعتراف بـ"الحقيقة غير المريحة بأن حجم الجيش آخذ بالتقلص في ظل أزمة التطوع".
وأشار التقرير إلى أن "المخططين في الجيش دعوا في العام 2018 الى زيادة عديد القوة بحلول العام 2023"، مضيفا أن "الجيش ليس بمقدوره الآن الاحتفاظ بمستويات القوة الحالية"، موضحا أن "في العام 2022، حدد الجيش هدفا نهائيا لقوة الخدمة الفعلية يبلغ 485 الف جندي، إلا أنه بسبب النقص في التجنيد، فإن الكونغرس قلص أهدافه بمقدار 33 الف جندي في العام 2023، وبرغم ذلك فان الجيش يقر بانه لن يتمكن من تحقيق هذا الهدف أيضا".
وبحسب التقرير، فإن هناك "مجموعة مختلفة من العوامل ساهمت في أزمة التجنيد"، مشيرا إلى أن "مكافآت التجنيد والوعود بسداد ديون الدراسات الجامعية، اصبحت اقل جاذبية بالنسبة الى مجموعة من الشباب الأمريكيين غير المهتمين بالتطوع للخدمة العسكرية، واصبحوا راغبين اكثر باستكشاف فرص العمل في سوق العمل."
وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير الامريكي ان "الحروب الكارثية في العراق وافغانستان أدت الى زعزعة الثقة في القيادة العسكرية"، مضيفاً ايضاً أن "الجيل الذي نشأ في ظل الأزمة المالية ووباء كورونا العالمي، أصبح أكثر ميلا لتجنب المخاطر، إلا أن الأكثر اهمية من ذلك، أن 77 % من الأمريكيين الذين تتراوح اعمارهم بين 17 و 24 عاما غير مؤهلين للخدمة ، بسبب عدم اللياقة البدنية او العقلية، أو تعاطي المخدرات السابق أو نقص التعليم".
وفي الوقت نفسه، لفت التقرير الى "استمرار المطالب التي لا تنتهي بالحفاظ على وجود عسكري أمريكي موسع على مستوى العالم، مثلما تبين في الأمر الذي أصدره الرئيس جو بايدن مؤخرا حول تعبئة نحو 3 آلاف جندي احتياطي لتعزيز القوات الامريكية المنتشرة في أوروبا"، مشيرا إلى أن "الجيش الأمريكي يمتلك حاليا وتيرة عملياتية اعلى مما كان عليه في ذروة الحرب العالمية على الإرهاب".
ولهذا، حذر التقرير من "انه من دون اجراء تغييرات كبيرة في هيكل قوته او مهماته، فان الجيش الامريكي قد يصل الى نقطة الانهيار، برغم من ان الولايات المتحدة، ليست في حالة حرب."
واوضح التقرير ان "حجم القوات العسكرية الفعلية للولايات المتحدة قد تصبح قريبا في أصغر مرحلة لها منذ الهجوم على بيرل هاربور في الحرب العالية الثانية"، مبيناً أنه "على عكس قوات الجيش فيما قبل الحرب العالمية الثانية، فإن الجيش اليوم يؤدي مجموعة من المهمات المتزامنة في اوروبا والشرق الاوسط وشرق آسيا".
وبعدما لفت التقرير الى "جنود الجيش المتمركزين في اوروبا يمثلون غالبية الجنود الامريكيين الـ100 ألف المنتشرين في مسرح العمليات، في ظل دعم دفاعات حلف الناتو واحتدام الحرب الأوكرانية"، قال التقرير ان "الالتزامات العسكرية الامريكية في الشرق الأوسط لم تتوقف، على الرغم من الرواية التي تتحدث عن الانسحاب الامريكي من المنطقة".
واوضح التقرير ان "2500 جندي امريكي يتمركزون في العراق، بينما تقوم الوية سلاح الجو بمهمات قتالية روتينية من سماء الكويت المجاورة في إطار دعم مهمدة محاربة داعش في العراق وسوريا، كما تم نشر وحدات الدفاع الجوي والصاروخي في السعودية للحماية من صواريخ ووكلاء إيران، حتى برغم تراجع حرارة التوتر السياسي في المنطقة".
وفي سياق مواز، تحدث التقرير عن "الالتزامات العسكرية الامريكية في كوريا الجنوبية واليابان، في ظل احتمالات الحرب المستقبلية مع الصين".
وتابع التقرير ان "الانكماش في القوات، من دون إجراء تخفيضات متكافئة في عمليات الانتشار الخارجية في ظل السلم، يتسبب في آثار سلبية على استعداد الجيش لحروب محتملة".
ولفت الى "لجوء الولايات المتحدة الى الاعتماد على في الحرس الوطني وجنود الاحتياط في الجيش للتعويض عن النقص في الأفراد العاملين في الخدمة الفعلية لأداء متطلبات مهمات مختلفة، حيث أظهرت السنوات الماضية الطلب من الحرس الوطني القيام بمهمات من بينها دعم جهود الدولة خلال جائحة كورونا، والتعامل مع الاضطرابات المدنية وأعمال الشغب كما جرى في مبنى الكابيتول من جانب أنصار دونالد ترامب".
كما أن من بين هذه المهمات، "التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات والفيضانات والأعاصير، وهي مهام تفرض أعباء متزايدة على وقت الحرس الوطني وموارده".
وتابع التقرير انه "عندما دمر إعصار كاترينا ولاية لويزيانا في العام 2006، تم نشر الآلاف من الحرس الوطني في العراق، بعدما اضطر الجيش الى ارسال قوات المارينز في الخدمة الفعلية بشكل عاجل الى نيو أورليانز للمساعدة في جهود الإغاثة والحفاظ على النظام العام". واضاف مشيرا الى "مثال آخر جرى في العام 2020، عندما لم تتمكن ولاية أوريغون من استخدام 6 طائرات هليكوبتر تابعة لها لمكافحة حرائق الغابات المستعرة لأنها كانت تقوم بمهمات في أفغانستان".
وخلص التقرير الى أن "الجيش الامريكي يحتاج إما الى اعداد اضافية من الجنود، أو الى تكليفه بمهمات اقل"، محذرا من "الوصول الى المرحلة الصعبة والمتأخرة باتخاذ قرارات تتعلق بتحديد أي عملية الانتشار هي بالفعل ضرورية للأمن القومي الأمريكي".
وحذر التقرير من أن "استدامة الوضع الراهن بالنسبة لعديد القوات يهدد بالانزلاق نحو تشكل قوة عسكرية فارغة".
ترجمة: وكالة شفق نيوز