نازحون: الخوف من "الانتقام" يمنع العودة و"جرف الصخر" صارت من الماضي
شفق نيوز/ كشف قائممقام قضاء العامرية شرق محافظة الانبار، شاكر العيساوي، عن رفض العوائل النازحة بمخيم العامرية العودة إلى مناطق سكناهم.
وعزا أسباب عزوف النازحين عن العودة إلى مشاكل أمنية واقتصادية، مشيرا إلى ان جميعهم لديهم مشاكل أمنية أو عشائرية، أو أنهم يعيشوا أوضاع اقتصادية مزرية.
وقال العيساوي في حديث لوكالة شفق نيوز؛ إن "قسماً من النازحين بمخيم العامرية لم يتم شمولهم بالعودة، وهم عوائل منطقة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل وعوائل العويسات، حيث لم يتم إلى الآن صدور قرار يسمح بعودتهم الى مناطقهم".
وبين العيساوي؛ أن "وزارة الهجرة والمهجرين عاجزة عن إيجاد حل للعوائل النازحة، كون إعادتهم تتطلب توفير منحة العائدين، أو تأهيل المنازل المدمرة، أو توفير بدل ايجار لهم بالتنسيق مع المنظمات الدولية".
وتابع قائممقام قضاء العامرية؛ أن "وزيرة الهجرة وعدت خلال زيارتها إلى محافظة الأنبار، بإنهاء ملف النزوح خلال شهر واحد، غير أنه إلى الآن لم يتم عودة أي منهم، رغم صدور قرار من وزارة الهجرة والمهجرين بعودتهم إلى مناطق سكناهم، لكن جميع النازحين رفضوا العودة، بسبب مشاكل أمنية واقتصادية، وقسم كبير منهم رفضوا العودة خوفا من الثأر منهم، كون احد أبنائهم من ضمن عناصر تنظيم داعش، وفيما يخص أسباب عدم عودة نازحي مناطق جرف الصخر والعويسات، فهذا يعود إلى انه لم يصدر قرار يسمح بعودتهم".
من جانبه يقول المواطن أرشد صالح (47 سنة)، "انا من قضاء الكرمة، ولا يمكنني العودة إلى منزلي، كون أحد ضباط الشرطة استولى على منزلي مستغلا انضمام ابني في صفوف داعش الإرهابي، والذي أعلنت البراءة منه قبل سنوات".
ويضيف صالح، قائلا لمراسل وكالة شفق نيوز؛ "لم تبقَ جهة أمنية أو قضاء او مسؤول إلا وقدمت شكوى عنده ضد من
سرق منزلي، إلا أن جميع محاولاتي فشلت"، ويستطرد قائلاً بغضب "داعش هجرنا من منازلنا، والآن قوات الأمن تهجرنا أيضا!".
وتقاطعه زوجته، رؤى نايف (39 سنة) "ليس هذا فحسب، بل أيضا عشيرتنا لم تقف بجانبنا، بل تبرؤوا منا حتى، ولم يبقى سوى الله بجانبنا"
فيما يقول بكر علي ( 41 سنة )، "نحن اخوة إثنين، وكل منا لديه عائلة ومنزل، اخي انضم في صفوف داعش، ما ذنبي انا وعائلتي لندفع ثمن خطأ لم نرتكبه؟ أم أننا أصبحنا ذريعة تتخذها الحكومة لتستجدي الأموال من الدول والمنظمات بإسمنا؟".
ويضيف قائلا، "أنا من قضاء الحبانية، ولا يمكنني العودة لأسباب عدة، أولها أن العشائر ستقتلنا حال عودتنا، بحجة الثأر لضحايا داعش، والثاني هو منزلي الذي دمر ابان الحرب ضد داعش، ولا حكومة تحمينا ولا تعطينا حقوقنا".
ويقول يعقوب محمود (51 سنة) من سكنة منطقة جرف الصخر، "لا اعتب على اي جهة ترفض عودتنا أو لا يمكنها التحدث بشأننا، فنحن دولة تحكمها الميليشيات التي تحتل جرف الصخر، وتمنع عودتنا".
ويأمل محمود من مسؤولي محافظة بابل أن "يتفاوضوا مع اي محافظة لتخصيص مكان لنا بدلا من جرف الصخر، كوننا لا نحلم بالعودة إليها أصلا".
من جهته؛ يبين قائد شرطة محافظة الانبار هادي رزيج كسار، أن "ملف النازحين ملف شائك، وهناك لجان مختصة تعمل على غلق هذا الملف بالكامل"
وأضاف كسار لوكالة شفق نيوز؛ أنه "منذ تحرير الأنبار من داعش، كانت هناك ستة مخيمات فقط في مدن الرمادي والعامرية، واليوم لم يتبقَ في الانبار سوى مخيم العامرية وعدد قليل في مدينة السياحية في الحبانية، وهناك خطة ورؤى من قبل الحكومة المحلية والمركزية لإغلاق هذا الملف نهاية العام الحالي".
وأشار كسار، إلى أن "ملف النازحين بحاجة إلى مصالحة مجتمعية وتعاون شيوخ العشائر مع الحكومة المحلية والقيادات الأمنية، من أجل إعادة ودمج الذين عليهم شبهات أمنية للتأكد منها وإصلاحها".