من ساحات التظاهر إلى البرلمان الخامس.. 3 أعوام حافلة بالتغيرات الجذرية
شفق نيوز/ سلط موقع "مودرن ديبلوماسي" الأوروبي، الضوء على الأعوام الثلاثة الماضية في العراق، والتي حفلت بالأحداث البارزة منذ بدء احتجاجات "تشرين" عام 2019، وصولا إلى انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان العراقي، لولاية جديدة واحتمال انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأيام القليلة المقبلة.
حراك تشرين
وبحسب التقرير الأوروبي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، لم يكن السياسيون العراقيون عام 2019، يدركون حجم الفجوة بين مطالب المتظاهرين المتراكمة منذ أكثر من 17 سنة، وبين انعزال السياسيين عن حاجات الناس.
الاحتجاجات التي بدأت كموجات صغيرة في مناطق مختلفة، سرعان ما توسعت كأنها "كرة ثلج متدحرجة في كثير من المحافظات، إذ لفت التقرير، إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين كان لهما التأثير الكبير في توحيد الشعب ضد الحكومة وتعزيز حركة الاحتجاج".
حركة الاحتجاج التي شهدت "مداً وجزراً في ضغطها على السلطة السياسية"، كانت مطالب المتظاهرين فيها تتعلق بـ"استرداد الحقوق المنهوبة والإصلاح الاقتصادي وخلق فرص العمل وتغيير السلطة وإسقاط حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي".
مرحلة جديدة
لكن التقرير الأوروبي، اعتبر أن تاريخ العراق دخل في مرحلة جديدة، بعدما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة التحرير "آيقونة الحراك الاحتجاجي في بغداد"، والعديد من المحافظات في الجنوب، حيث استخدمت الغازات المسيلة للدموع والرصاص لإجبار المتظاهرين على التراجع وتفريقهم حيث سقط عدد كبير من منهم بين قتيل وجريح نتيجة العنف ضدهم.
ونوه التقرير، إلى أن الضغط القوي من الحركة الاحتجاجية وسقوط العديد من الشهداء، "أتى بثماره عندما تحرك مجلس النواب من أجل الاستجابة لمطالب المتظاهرين من خلال تغيير قانون الانتخابات، حيث وافق البرلمان في 24 ديسمبر/كانون الأول العام 2019، على تغيير قانون انتخابات (سانت ليغو) الظالم، واعتماد قانون الدوائر المفتوحة الذي قسم العراق إلى 83 دائرة انتخابية".
وبالاضافة إلى ذلك، فإن التظاهرات العنيفة أدت إلى إنهيار حكومة عادل عبد المهدي، الذي اضطر الى الاستقالة في أواخر العام 2019، وفيما رشح السياسيون العديد من الأسماء السياسية لخلافة عبد المهدي، إلا أن المتظاهرين رفضوها لارتباط المرشحين بأحزاب سياسية مختلفة، إلى أن جرى ترشيح مصطفى الكاظمي الذي كان يدير المخابرات، وليس له حزب سياسي، وكان معروفا بغموضه وبعيدا عن أضواء الإعلام.
حكم الكاظمي
وسرعان ما تعهد الكاظمي، للمتظاهرين بتنظيم انتخابات مبكرة تحدد موعدها في 10 يونيو/حزيران عام 2021، لكن العديد من السياسيين حاولوا تأجيل الانتخابات المبكرة أو إلغائها، إلى أن جرى تأجيلها تحت ضغوطاتهم وتثبيت موعدها في 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
العمق العربي
وفي سياق مواز، استعرض التقرير أيضاً بعض الأحداث البارزة في الثلاث سنوات العراقية الماضية، بإشارته إلى أن خلال فترة رئاسة الكاظمي للحكومة، جرى "فتح قنوات جديدة مع الدول العربية لتعزيز التعاون وجرى عقد العديد من القمم لدعم العراق في المرحلة المقبلة".
هزيمة "نخب" سياسية
وبعد إجراء الانتخابات في موعدها رغم محاولات تأجيلها، لفت التقرير الأوروبي، إلى أن "العديد من (التشرينيين) والشخصيات المؤثرة، سعوا إلى تشجيع المواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات، وأن اليوم الانتخابي شهد إقبالاً متدنياً، حيث اقتنع الناس بهذه الدعوات وأن التغيير غير ممكن، برغم وجود قانون انتخاب جديد".
وأشار إلى أن بعد إعلان مفوضية الانتخابات العراقية، نتائج الاقتراع "تعرضت للعديد من الإدانات واتهامها بالتزوير والتلاعب بالنتائج، إثر هزيمة فادحة للعديد من قادة النخبة السياسية".
صراع جديد
واعتبر التقرير أن "نتائج الانتخابات أعطت انطلاقة جديدة من خلال قادة جدد كانوا يدعمون ثورة اكتوبر/تشرين الاول"، منوهاً في الوقت نفسه، إلى "صراع جديد بدأ بين الخاسرين والفائزين الجدد، كما أن العديد من الأشخاص المستقلين فازوا في الانتخابات، وأن هذا الصراع سيؤدي إلى تعميق حجم الشقاق بين الخاسرين والفائزين.
وبين أن "جميع الادعاءات التي أثيرت بشأن تزوير الانتخابات لم تؤد إلى تغيير الوضع السياسي"، إذ تم إعلان النتائج النهائية للانتخابات، وحُدد موعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان لترشيح وانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب العراقي.
الصدر والإطار
وذكر تقرير "مودرن ديبلوماسي" الأوروبي، أن من تداعيات نتائج الانتخابات حصول التيار الصدري، على 73 مقعداً، وأطاح بمنافسيه الشيعة وأجبر الخاسرين منهم على تشكيل تحالف (الإطار التنسيقي)، في حين احتل تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، المرتبة الثانية في الانتخابات بـ37 مقعدا، وهو ما سهل إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة لمجلس النواب، فيما يتواصل حراك انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يرجح حسمه خلال الأيام المقبلة.