ما أهمية استعادة الرمادي من داعش.. للعراق وامريكا؟

ما أهمية استعادة الرمادي من داعش.. للعراق وامريكا؟
2015-12-22T16:33:23+00:00

شفق نيوز/ تراهن القوات العراقية مدعومة جويا من الجيش الأمريكي على استعادة مدينة الرمادي من تنظيم داعش في مسعى له أهداف رمزية واستراتيجية ودفعت الحكومة في سبيل ذلك بقوات وآليات عسكرية ضخمة لقتال عناصر التنظيم المتحصنين فيها ما ينذر بوضع إنساني صعب ينتظر آلاف المدنيين العالقين في المدينة المحاصرة منذ أسابيع. وتعتقد الحكومة العراقية، ومعها الأمريكيون، أن الفرصة قد تكون مواتية لإلحاق الهزيمة بالتنظيم كما فعلت في سنجار وتكريت وبيجي. وتعد الرمادي مركز الأنبار، أكبر محافظات العراق من حيث المساحة، و تكتسب اهمية بالغة للتنظيم الإرهابي والتحالف الذي يقاتله في نفس الوقت، فهي ثاني مركز محافظة في العراق بعد الموصل لا زال يسيطر عليه التنظيم. وكان تنظيم “داعش” سيطر على الرمادي منتصف شهر مايو الماضي بعد أسابيع من القتال دافعا بالقوات العراقية إلى الانسحاب من المدينة في أكبر تقدم ميداني له في العراق خلال عام، واستخدم في الهجوم أسلحة ثقيلة وصواريخ وسيارات مفخخة واستولى على مستودعات أسلحة ودخائر، واعترف الأمريكيون حينها إنهم كانوا يركزون على بيجي التي تضم منشآت نفطية كبيرة تجعلها في نظرهم اهم من الرمادي. ويكتسب موقع الأنبار اهمية مضاعفة لقربها مع جارتيها بغداد وكربلاء وحدودها الممتدة مع سوريا ما جعلها ضمن أهداف داعش لضمها إلى ما يسميه دولة الخلافة، كما يبقيها قريبة من خطوط الإمداد الموصولة بمعاقل داعش في الموصل والرقة، وهي بذلك تشكل ممرا أساسيا بين العاصمة بغداد وحدود العراق مع الأردن وسوريا، وتراهن الحكومة العراقية على أن يعجل سقوط الرمادي باستعادة الفلوجة، المدينة الأخرى الكبيرة في محافظة الأنبار التي لاتزال بحوزة داعش منذ نحو عامين، وتخضع بدورها لحصار كبير من القوات العراقية. في خضم ذلك يعيش المدنيون من أهالي الرمادي والفلوجة ظروفا مأسوية تزداد تعقيدا مع الوقت، وألقت القوات العراقية عدة مرات خلال الشهر الجاري منشورات تحض السكان على مغادرة المدينة ورد تنظيم داعش بمنعهم من الرحيل والتهديد بتصفية من يفعل، ويصعب تفادي سقوط كثير من المدنيين لو اعتمدت القوات الأمريكية نفس الطريقة في استعادت بها مدينة سنجار مؤخرا. حيث مهدت للهجوم البري بعملية قصف مركز دمر أغلب البنية التحتية للمدينة قبل دخول قوات البيشمركة إليها، وعكس سنجار لا زالت الرمادي آهلة بالسكان، وضغط الأمريكيون لمنع “الحشد الشعبي” في الهجوم الجديد لاستعادة الأنبار، متأثرين على ما يبدو بالصور التي نقلت عن تجاوزات كبيرة ارتكبها هؤلاء في حق أهالي مدينة تكريت خلال طرد مسلحي داعش منها. وبدأت القوات العراقية اليوم الثلاثاء هجوماً مسلحاً لطرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من وسط مدينة الرمادي. وبحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان، فإن القوات العراقية دخلت فجر اليوم مركز المدينة. وقال "دخلنا إلى مركز الرمادي من عدة محاور وبدأنا تطهير الأحياء السكنية" في المدينة التي تحاصرها القوات العراقية منذ أسابيع، موضحا أنه سيتم "تطهير المدينة في الساعات الـ72 ساعة القادمة بالكامل". وأضاف أن "قواتنا بلغت حي البكر والأرامل ولم تواجه مقاومة شديدة في داخل المدن باستثناء القناصين والانتحاريين وهذا التكتيك كنا نتوقعه". وأوضح ضابط رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب أن "قواتنا استطاعت بناء جسور هندسية نهر الفرات تمكنت من خلالها العبور الى داخل الأحياء السكنية في مركز الرمادي". وقال أن "المسافة بين قواتنا والمجمع الحكومي الواقع في منطقة الحوز أقل من كيلومتر واحد وتدور اشتباكات مع عناصر داعش في هذه المنطقة بكافة الأسلحة". وتحاصر القوات العراقية مدينة الرمادي من جميع الجهات منذ عدة أسابيع مما سمح لها بقطع الإمدادات لعناصر التنظيم واستعادة السيطرة على حي التاميم غرب المدينة وقيادة عمليات الأنبار السابقة شمال المدينة. وأكد المتحدث نفسه أن "عناصر داعش فروا إلى المناطق الزراعية وتمكنا حتى الآن من تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان وقتل 12 مسلحا".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon