"لغز تسوركوف".. اسرائيل تدرس عملية "كوماندوس" داخل العراق وجوازها الروسي قد ينقذها
شفق نيوز/ ذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي أن إسرائيل ربما تعمل على إعداد خطة لتنفيذ عملية كوماندوس لإنقاذ الإسرائيلية اليزابيت تسوركوف المخطوفة في العراق، لكنه لفت إلى أن هناك رهان ايضا على امكانية استعادتها من خلال جنسيتها الروسية بدور من موسكو. كما استبعد التقرير إمكانية قيام التنظيم المشتبه بتورطه في خطفها، باعدامها، باعتبار أن طهران تنظر إليها كجائزة ثمينة، ويمكن ان تستخدمها كورقة تفاوضية.
وبداية، نقل التقرير الإسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن تسوركوف وصفا سابقا لها للعراق عندما قالت عنه بأنه "بلد تتحرك فيه الميليشيات الموالية لإيران بحرية، وتقوم باغتيالات في وضح النهار، وتبتز الناس".
وذكر التقرير باعلان اسرائيل ان كتائب حزب الله هي الجهة المتورطة في اختطاف تسوركوف التي بحسب التأكيدات الإسرائيلية كانت تقوم بدراسات أكاديمية لصالح جامعة برينستون الأمريكية.
كما اشار الى ان الكتائب المدعومة مباشرة من إيران، ممولة من حكومة بغداد، لكن ولاءها هو لإيران وكثيرا ما ترفض تنفيذ اوامر بغداد وتهدد سياسيين عراقيين، وهو ما يعني بحسب التقرير أنه حتى لو حاول رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني المطالبة بإطلاق سراح تسوركوف، فإن طهران هي التي ستحدد ما يجب أن يجري.
وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير إلى أنه قد لا يكون للسوداني مصلحة في تأمين إطلاق سراح "عدو" اسرائيلي بسبب الأضرار التي قد تصيب سمعته سواء في أوساط شعبه أو في طهران، موضحا أنه من المحتمل أن الخوف من مثل هذا العار يتفوق على علاقته بالولايات المتحدة التي كانت ستضغط عليه للتصرف منذ لحظة وصول أنباء الخطف الى واشنطن.
وتابع التقرير أن التغطية الإعلامية الأخيرة لقضية تسوركوف قد تجبر السوداني على التحرك، إلا ان ذلك يعتمد أيضا على ما إذا كانت ستبقى في العراق أو أنه تم نقلها إلى إيران.
الى جانب ذلك، ذكر التقرير أنه برغم الردود الصامتة الحكيمة من تل أبيب وواشنطن، أشار الى وجود جهود كبيرة تبذل خلف الكواليس لتأمين الإفراج عنها سراحها، مضيفا أن العمل على تحرير المخطوفين مسألة شديدة الحساسية ومحفوفة بالمخاطر، وهي بمثابة سباق مع الزمن وتتطلب صبرا كبيرا.
ومع ذلك، قال التقرير ان الخطوة الاولى من جانب الحكومة الإسرائيلية عندما علمت بخطف تسوركوف هي إعطاء الأوامر للقوات الخاصة للاستعداد من أجل تنفيذ عملية إنقاذ، في حال أظهرت المعلومات الاستخبارية وجود فرصة قابلة للتطبيق، سواء خلال ايام او اسابيع او شهور.
واضاف التقرير انه رغم ما تتمتع به إسرائيل من قدرات لامثيل لها في عالم المخاطر، إلا أن الاحتمال ضئيل بتنفيذ عملية إنقاذ لتسوركوف.
واوضح التقرير ان كتائب حزب الله تدرك منذ البداية أن مثل هذا الخيار مطروح عند التعامل مع رهينة اسرائيلي، ولهذا فإنها بذلت كل ما في وسعها لضمان إبقاء موقعها سريا، وفي حال تم تنفيذ محاولة انقاذ، فإنها لن تنجح.
وبرغم ذلك، قال التقرير إن العمل الاستخباراتي يظل أمرا بالغ الاهمية ليس فقط من أجل تنفيذ عملية إنقاذ محتملة، وإنما أيضا للعمل على إطلاق سراح تسوركوف بوسائل اخرى، موضحا ان الاستخبارات تعمل من خلال مواردها الخاصة ومن خلال الاستفادة من موارد الأجهزة الحليفة، بما في ذلك الامريكية والبريطانية وشركاء اخرين في الشرق الاوسط، من اجل تطوير الصورة الأكثر اكتمالا حول موقع تسوركوف الذي قد يتغير بشكل متكرر، أيضا حول الخاطفين المتورطين مباشرة في احتجازها، وحول من بامكانه التأثير بشكل رسمي او غير رسمي.
والى جانب ذلك، لفت التقرير الى وجود اتصالات استخباراتية بعيدا عن الأضواء وتواصل ودبلوماسي مع المسؤولين العراقيين، بالاضافة الى اتصالات غير رسمية ربما بشكل مباشر أو من خلال جهات تواصل.
إلا أن التقرير اعتبر أن "الفرصة الأفضل" أمام تسوركوف قد تكون في "جواز سفرها الروسي" في ظل تمتع موسكو وطهران بعلاقات وثيقة، الا ان ذلك لا يعني ان الرئيس فلاديمير بوتين سيسعى إلى العمل على اطلاق سراحها، أو أن "آيات الله" سيلبون طلبه.
وتابع التقرير أنه رغم اشارة زملاء لتسوركوف أنها "ليست صهيونية" وهي ناقدة حادة للسياسات الأمنية الإسرائيلية، ومتعاطفة بعمق مع شعوب الشرق الاوسط، الا ان ذلك لن يؤثر في موقف كتائب حزب الله أو اي طرف متشدد متورط في خطفها، فهي بالنسبة إليهم، اسرائيلية ويهودية وتدرس في الولايات المتحدة، ما يعني أنها عدو، وما يهمهم هو تأثيرها السياسي على اسرائيل بما يمكنهم من استغلاله.
وبينما لفت التقرير إلى استبعاد احتمال إعدام تسوركوف كما جرى سابقا مع مخطوفين من جانب إرهابيين كتنظيم القاعدة، اوضح ان كتائب حزب الله برغم أنهم من الإرهابيين، إلا أن تصرفاتهم تخضع لسيطرة طهران التي لديها أجندتها الاستراتيجية الخاصة.
وتابع التقرير أن هذه الإسرائيلية هي بمثابة "جائزة كبيرة" لآيات الله، ولهذا فإنه من المرجح انهم قد يستخدمونها كـ"ورقة مساومة"، ربما مقابل اسرى ايرانيين او الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة، وهو مطلبهم المعتاد للإفراج عن رهائن أجانب.
وختم التقرير بالقول انه قد يكون من سوء حظ تسوركوف، أن القيادة في طهران قد ترغب في ممارسة لعبة انتظار تتضمن حبسها لوقت طويل.
ترجمة: وكالة شفق نيوز