لتحويل العراق إلى مركز إشعاع ثقافي.. الكشف عن شراكة أمريكية جديدة

شفق نيوز / أعلنت "جامعة فاندربيلت" الأمريكية، إحدى أبرز الجامعات على مستوى العالم، عن اتفاق مع الجامعة الامريكية في بغداد، لتنفيذ مشروع تطوير مستوى التعليم في العراق، معربة عن أملها أن تمتد آثاره لأجيال قادمة وتُحوِل العراق إلى مركز إشعاع ثقافي وفكري على مستوى الشرق الأوسط.

وذكرت "جامعة فاندربيلت" في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن "كلية بيبودي التابعة لها والمتخصصة في التعليم والتنمية البشرية، كانت حصلت مؤخرا على منحة قدرها 2.5 مليون دولار لمدة عامين من وزارة الخارجية الامريكية من اجل تصميم وإطلاق كلية تعليم جديدة في العراق تعمل بشكل مركز على تدريب وتأهيل المعلمين، في حين يجري التخطيط للحصول على موافقة الوزارة العراقية لإنشاء الكلية بحلول خريف العام 2023".

أهداف الشراكة

وبحسب التقرير الأمريكي، فإن المسؤولين في "كلية بيبودي" والجامعة الأمريكية في بغداد، سيعملون خلال فترة المنحة على إنجاز ثلاثة أهداف، الأول بناء القدرات المؤسسية من خلال تصميم وإطلاق الكلية بمنهج تدريب المعلمين من مرحلة روضات الأطفال وصولا الى الصف الثاني عشر، وتطوير أفراد هيئة التدريس والإدارة، وإعداد استراتيجية لتعزيز نظام تعليمي قائم على الادلة والاستجابة الثقافية.

والهدف الثاني، هو التقدم لنيل الاعتماد من قبل الجهات الامريكية والعراقية المختصة، بينما يتمثل الهدف الثالث، بدعم النساء والاقليات في العراق من خلال منح الدراسة والتوظيف والدورات التي تركز على المساواة بين الجنسين والخدمات، وفقا للتقرير.

وأشار التقرير الأمريكي، إلى أن أستاذة سياسة التعليم شيو كرافينز من "كلية بيبودي" هي التي ستقود جهود الشراكة هذه الى جانب مديرة مشروع الجامعة الامريكية في بغداد نانسي ديكسون التي كانت مسؤولة عن "برنامج فولبرايت" للتبادل للقادة التربويين من البلدان النامية.

ونقل التقرير عن عميدة التعليم والتنمية البشرية كاميلا بينبو، قولها انه "على مر التاريخ، قدمت كلية بيبودي مساهمات مهمة لصياغة النتائج والسياسة التعليمية حول العالم من خلال تدريب قادة التعليم والاساتذة على تغيير البيئة التعليمية وتطوير النتائج".

المنح الدراسية

وقالت بينبو، إن هذه المنحة "تؤمن فرصة فريدة لاعضاء هيئة التدريس والطلاب لدينا من اجل تعميق فهمنا للقضايا التعليمية وتعزيز انخراطنا العالمي في المشهد الجيوسياسي المعقد والمضطرب بشكل متزايد اليوم."

كما نقل التقرير، عن مدير الجامعة الامريكية في بغداد مايكل دبليو مولنيكس، تأكيده على أهمية هذه الشراكة، حيث قال إن "الجامعة الامريكية في بغداد، تتعاون مع أفضل الجامعات في أنحاء العالم كافة من أجل تطوير جامعة على الطراز الامريكي، ولأجل قيادة الطريق إلى نهضة وإحياء العراق كمركز ثقافي وفكري للشرق الأوسط".

جامعة فاندربيلت

وتابع مولنيكس: "فاندربيلت هي واحدة من أفضل الجامعات في الولايات المتحدة والعالم، ومع قيادة كلية بيبودي مهمة تطوير كلية التربية في الجامعة الامريكية في بغداد، فان التأثير على التدريس والتعليم من روضات الاطفال وصولا الى دراسات الدكتوراه، سيكون ملموسا في العراق على مدى الاجيال المقبلة".

ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن "كلية بيبودي، صنفت دائما بين افضل خمس كليات عليا في التعليم، وهي احتلت في العام 2022، المرتبة الاولى في كل من ادارة التعليم والاشراف والتعليم الخاص، بالاضافة الى المرتبة الثانية في سياسة التعليم، والمرتبة الرابعة في تطوير معلمي المرحلة الابتدائية والمرتبة الثامنة في كل من ادارة التعليم العالي وتعليم معلمي المرحلة الثانوية".

وبحسب التقرير فإن "كلية بيبودي" تأمل من خلال الشراكة مع الجامعة الامريكية في بغداد، في المساهمة في اعادة بناء نظام التعليم في العراق، مشيرا الى ان النزاعات والنقص الكبير في المدرسين والمدارس، الى جانب الصعوبات التي خلقها وباء كورونا، تسببت في تقليل الوقت الذي يمضيه اطفال العراق في المدارس الى 4 سنوات فقط مع بلوغهم سن 18 سنة".

وأوضح أن "أساتذة العراق بحاجة ملحة الى التدريب والدعم من اجل تعزيز مشاركة الطلاب والتفكير النقدي ومهارات حل المشكلات وبناء المجتمعات"، مشيراً إلى أن "الشراكة تستهدف تدريب جيل جديد من المعلمين الملتزمين بمعايير تعزز قيام مجتمع اكثر عدلا وازدهارا في العراق".

ونقل التقرير أيضاً، عن كرافينز قولها إن "الشراكة مع الجامعة الامريكية في بغداد، ستركز على اشراك الخبرات العراقية وبناء الطاقات المحلية"، مضيفة انه "هذه المنحة التي تبلغ مدتها عامين، ستكون الخطوة الاولى فقط ، لكنك تدرك ما يقولونه عن رحلة الالف ميل".

وخلص التقرير الأمريكي إلى الإشارة لـ"أهمية شمولية الخطة، وان جزءا كبيرا من المنحة سيتم تخصيصه للمنح الدراسية، والتركيز على دعم النساء وبذل الجهود من اجل توظيف المحرومين تاريخيا من الوصول الى مراحل التعليم العالي لاسباب مالية او جنسية او عرقية او دينية، وتوفير تعليم اللغة الانجليزية لمن حرموا من الالتحاق بالكلية بسبب ضعفهم اللغوي".