كانت هنا بحيرة.. مشاهد مخيفة لأحد أكبر الأحواض المائية في العراق (صور)
شفق نيوز/ تلفظ بحيرة حمرين، وهي من أكبر الأحواض المائية في محافظة ديالى، أنفاسها الأخيرة بعد ان ضربها الجفاف وشح المياه وأصبحت ممراً للسيارات والمارة، في مشهد "مؤثر" و"مخيف" لبحيرة كانت المياه تملؤها على مد الأفق لتكون مجرد مساحة يابسة تشكو العطش حالياً بعد أن كانت تتسع لأكثر من (ملياري متر مكعب) من المياه.
عدسة شفق نيوز تجولت في المنطقة التي كانت تغطي مساحة مائية واسعة ويلجأ إليها الصيادون من مختلف المناطق والمحافظات، كما أنها كانت تشكل خزاناً استراتيجياً للمياه في محافظة ديالى التي تعد من أكثر المحافظات تضرراً من جراء شح المياه في بلاد الرافدين.
ورصدت الكاميرا تحول البحيرة المائية الكبيرة والحوض الذي كان يتغذى من سد دربندخان وهو يلفظ آخر أنفاسه ويتحول بفعل "شح المياه" إلى ممر لعبور السيارات والمارة من الناس، وسط تخوف من اندثارها نهائياً وبالتالي التأثير على معلم سياحي وثروة طبيعية في البلاد.
وبفقدانها فان محافظة ديالى تفقد أكبر ممول مائي للمحافظة التي تعرف بالزراعة واعتمادها المستمر على المياه لإنتاج سلة غذاء العراقيين من مختلف الفواكه والخضروات، فيما يرسم منظر البحيرة الخالية من المياه منظراً "مخيفاً" ومتخيلاً لنهري دجلة والفرات وبقية المساحات المائية في العراق مثل بحيرة ساوة وهي تعاني شح المياه وسط تخوف أصبح "حقيقياً" من جفاف هذه الأنهر والمساحات المائية لتكون مجرد مساحات يابسة بفعل شكوى العراق من جيرانه المتشاطئين وحرمانه من نسب المياه التي يطالب بها.
وبهذا الخصوص قال مدير عام السدود في إقليم كوردستان، رحمن خاني، لوكالة شفق نيوز، إن هناك تحركاً لزيادة اطلاقات الطوارئ المائية من سد دربندخان نحو بحيرة حمرين في ديالى، فيما اكدت الأخيرة ان التجاوزات "تنهب ثلثي الاطلاقات".
وبحيرة حمرين 55 كم شمال شرق بعقوبة، تتبع سد حمرين الذي يقع على مجرى نهر الوند في محافظة ديالى، والذي افتتح في حزيران عام 1981، بهدف حماية مدن حوض نهر ديالى من الفيضانات الموسمية.
وتقع بحيرة حمرين شرقي ناحية السعدية وتشكل الخزان الاستراتيجي للمياه في ديالى، وتزود حاليا أكثر من 70% من مناطق ديالى بمياه الشرب ومياه الري وهي قادرة على استيعاب مليارين و400 مليون متر مكعب.
وتعد ديالى المحافظة الأكثر تضرراً من الأزمة المائية بسبب اعتمادها على الإيرادات الخارجية من دول الجوار وانعدام الأمطار في الموسم الشتوي الماضي إلى جانب نفاد مخزونها المائي الاستراتيجي في بحيرة حمرين ومناطق أخرى.