قُبيل الذكرى السنوية لسقوطها.. شوارع بيجي لا تزال تئن تحت وطأة آلة الحرب
شفق نيوز/ لليوم الثاني على التوال تواصل قطعات الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية ومقاتلين من الحشد الشعبي وابناء عشائر بيجي عملياتهم العسكرية لاستعادة بيجي ابرز مدن محافظة صلاح الدين واكثرها اهمية.
وتضم بيجي احد اكبر مصافي تكرير النفط العراقي وكان يزود البلاد بنحو 170 الف برميل يوميا من المشتقات النفطية قبل التوقف اثر اجتياح داعش للمنشأة في حزيران العام الماضي.
وقبل ثلاثة ايام فقط من ذكرى سقوط المدينة الاولى بيد مسلحي داعش تواصل القوات العراقية قتالها في المدينة.
وبدأت القوات امس عملياتها لاستعادة المدينة التي تناوبت القوات العراقية ومسلحو داعش السيطرة عليها ثلاث مرات منذ صيف العام الماضي.
وتحظى المدينة باهتمام داعش والحكومة العراقية على حد سواء بفضل مصفاة النفط (شمال) الى جانب وجود عدد كبير من مصانع وزارة الصناعة فضلا عن موقعها الاستراتيجي بين العاصمة بغداد ومحافظة نينوى.
ووقعت بيجي الصيف الماضي كما باقي مناطق محافظة صلاح الدين بيد داعش بعد يوم من سقوط الموصل مركز محافظة نينوى.
ورغم ان بعض سكان المدينة يميلون للفكر السلفي الا ان غالبيتهم مناوئون لداعش وخاصة ابناء عشيرة الجبور في جنوبي المدينة.
وظلت المناطق الجنوبية خاضعة لسيطرة الحكومة والحشد الشعبي (متطوعون موالون للحكومة) رغم تقدم داعش في بقية المناطق.
ومصفاة بيجي مثلها مثل المدينة كانت واحدة من أكثر المواقع التي دارت عليها معارك طاحنة في العراق منذ أن اقتحم متشددو داعش شمال البلاد الصيف الماضي وأعلنوا قيام خلافة.
وفي العام الماضي ظلت القوات الحكومية شهورا تحت الحصار بداخل المصفاة. وكسر الحصار في تشرين الثاني الماضي ولكن المتطرفون شنوا هجوما جديدا الشهر الماضي بعد طردهم من مدينة تكريت القريبة.
وبعد أن سيطر المتشددون على جزء كبير من المجمع قال مسؤولون عراقيون في 18 نيسان إنهم عادوا للسيطرة الكاملة على المصفاة. ولكن بعد ذلك حقق المتشددون مكاسب مرة أخرى.
ووفق مراسل شفق نيوز فان القوات العراقية استعادت في اليوم الثامي من الحملة العسكرية منطقة الحي العصري التي تعد احد اهم واكبر ضواحي المدينة وتقع في الجهة الشرقية بينما ظلت احياء البو جواري والمهندسين والجديدة تحت سيطرة تنظيم داعش بالاضافة الى مناطق الكهرباء والرسالة.
وحول المباني التي تخضع لسيطرة الحكومة منذ الامس قال ضابط شرطة لشفق نيوز ان القوات العراقية سيطرت على مباني القائممقامية والمرور والتسجيل العقاري، لكن الدفاع المدني ومديرية الشرطة وقصر العدالة ما يزال تنظيم داعش يسيطر عليها.
وقال مصدر في مستشفى سامراء العام (اقرب مستشفى للمدينة 100 كلم جنوبا) ان ستة قتلى على الاقل وصلوا الى المستشفى بينما وصل ستة جرحى اخرين وجميعهم من الجيش والحشد.
وتحاول السلطات العراقية استعادة المدينة ومن ثم المصفاة التي يتقاسم التنظيم مع قوات حمايتها المنشأة العملاقة التي تقع ضمن مساحة مترامية الاطراف.
وهاجم التنظيم مساء امس المصفاة ثلاث مرات منطلقا من الحي الجيكي داخل المصفى لكن قوة الحماية صدت تلك الهجمات.
وقتل امس نحو ثلاثة من المقاتلين الموالين للحكومة في بيجي ونقلت جثثهم الى سامراء.
وتعد سامراء اكبر مدن محافظة صلاح الدين واحد المدن التي بقيت في قبضة قوات الامن العراقية وهو ما جعلها مركزا لانطلاق العمليات لاستعادة بقية مناطق المحافظة.
وفي اكبر انتصار للقوات العراقية استعادت في نيسان الماضي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد) اضافة الى الدور. كما استعادت مؤخرا محيط سامراء وبلد والدجيل.