"قشلة كركوك".. من معسكر للقوات العثمانية إلى معلم سياحي (صور)
شفق نيوز/ ما تزال مباني الحقبة العثمانية
شاخصة في مركز مدينة كركوك، ومن أبرزها مبنى "القشلة"، الذي كان المقر
العسكري للجيش العثماني في المحافظة، ورغم أنه بني في العام 1863، فقد حافظ على
هيكله الخارجي، رغم تعرض بعض الأجزاء الداخلية فيه للانهيار.
هذا المبنى، الذي يسمى اليوم "قشلة
كركوك"، يقع على مساحة 24 ألفاً و282 متراً، ويعود تاريخه إلى السلطان
العثماني عبد العزيز خان، قد تحول اليوم إلى معلم سياحي يقصده الزوار العراقيون
والأجانب على حد سواء.
ويعود اسم "القشلة"، إلى اللغة
التركية، ويعني المكان الذي يمكث فيه الجنود بالشتاء، أو المكان الذي يحتمي به
الإنسان في فصل الشتاء، ثم تحول المبنى إلى ثكنة عسكرية عامة في أوقات الحرب
والسلم على مدار السنة، و"قشلة كركوك"، آوت آلاف الجنود والإداريين
والمسؤولين والمخازن والمستودعات، وكانت دائرة مدنية وعسكرية في الدولة العثمانية.
وتتكون واجهة "قشلة كركوك" الأمامية،
من إيوانين يتوسطهما المدخل الرئيس الذي يفضي إلى رواق طويل على جانبيه غرف كبيرة
عدة ذات أقواس دائرية قائمة على ثمانية أعمدة حجرية إسطوانية، وهي بطابقيها،
مستطيلة الشكل مبنية بمادتي الحجر والجص (مادة بديلة للإسمنت في ذلك الوقت)،
وتحتوي على 24 قاعة فسيحة، إضافة إلى اثنتي عشر غرفة هيكلها أعمدة وأقواس وقباب،
ذات أعمدة مربعة في الطابق السفلي، وأسطوانية في الطابق العلوي، وتمتاز أقواسها
بأنها مدببة ومتعانقة.
جزء من التاريخ
ويقول مدير دائرة الآثار والتراث في كركوك،
رائد عكلة، لوكالة شفق نيوز، إن "القشلة تعتبر جزءاً مهماً من تاريخ وحضارة
كركوك، وما تبقى من القشلة ضلعان، أحدهما تعرض للانهيار بسبب عوامل التعرية
والأمطار في العام 2016، وحاولت الدائرة إعادة إعمار الأجزاء المتضررة وفق نفس
طراز البناء، كون البناء العثماني معروف بأنه يستخدم مواد الحجر والإسمنت الابيض".
ويضيف أنه "يوجد في الضلع المتبقي متحف
فولكلوري يضم مجموعة من التماثيل والأدوات التي تعكس العادات والتقاليد لأهالي
مدينة كركوك، والتعايش السلمي وثقافة القوميات، والمهن الشعبية التي تشتهر فيها
المحافظة، حسب نوع المهنة التي موجودة في أسواق كركوك مثل الخياطة وبائع الشاي
والمهن الشعبية الأخرى، التي كان أهالي كركوك يعملون فيها".
مقصد للوفود الأجنبية
من جانبه، يبين المتخصص بالسياحة والآثار في
كركوك، سالم يوسف، لوكالة شفق نيوز، أن "القشلة تعتبر جزءاً من تاريخ وحضارة
محافظة كركوك، وهي ما تزال شاخصة لمن يزورها، حيث تشتهر بطبيعة البناء ونظام
الأقواس والمساحات الواسعة، وهذا أبرز ما تمتاز به".
ويشير إلى أن "قشلة كركوك كانت مقراً
للجنود العثمانيين في فترة سيطرتها على المدينة، ولقوة ومتانة البناء بقيت القشلة
محافظة على الهيكل الرئيسي لها، ولكن البناية تحتاج الى صيانة وخاصة من الجهة
الخلفية".
ويؤكد أن "هناك المئات المن الزوار،
يقصدون القشلة، سواء من خارج المحافظة أو الوفود الأجنبية، للاطلاع على طريقة
بنائها والمتحف الموجود فيها والذي يرمز إلى ثقافة ومكونات كركوك".
إلى ذلك، يؤكد عباس علي (35 عاماً)، من أهالي
محافظة البصرة، وهو أحد زوار قشلة كركوك، أن "كركوك مدينة تاريخية ولها حضارة
كبيرة، حيث قمنا بتنظيم زيارة الى المدنية للاطلاع على آثارها ومواقعها التاريخية،
منها قلعة كركوك والقشلة والقيصريات، وهذه المواقع تحتاج إلى توفير خدمات
للزوار".
ويضيف علي لوكالة شفق نيوز، أن "المواقع
التاريخية والأثرية في عموم العراق بحاجة إلى أن تمتد لها يد الحكومة العراقية
لتوفر الخدمات، إلى جانب وجود خارطة ودليل سياحي، للتعريف بالمواقع وأهميتها
التاريخية، لأن السياحة تعتبر رافداً مهماً لأي دولة، وتوفر زيادة في المدخول
المالي، حتى أن هناك بعض الدول تعتاش على السياحة وتصل واردتها منها إلى مليارات
الدولارات".