في كركوك.. سيطرة نوعية على "المواشي" وإجراءات احترازية من المستورد
شفق نيوز/ يقفون في حائط الصد الأول وهم جزء من جنود مجهولين يعملون بصورة مميزة ويحددون مواقع الأمراض ويتحركون عليها، ويمكن وصفهم بأنهم "الجيش الأبيض" المكمل للعاملين في القطاع الصحي.
دائرة المستشفى البيطري في كركوك، كشفت عبر وكالة شفق نيوز، عن جملة إجراءات مهمة تمس القطاع الإنتاجي من الأغنام والدواجن والأمراض التي تنشر بين المواشي، معلنة في الوقت نفسه عن خلو كركوك من مرض "اللسان الأخضر" الذي يصيب الأغنام العراقية.
اللسان الأخضر، فهو وباء يصيب الأغنام والأبقار والمجترات عموما، يسببه فيروس ينتقل عن طريق الحشرات، وهناك مجترات وحشية تصاب بالمرض لكنها لا تتأثر به وتعتبر في نفس الوقت خازنا للوباء، الذي يؤدي غالباً إلى نفوق الأغنام، لكنه لا يمثل خطورة على حياة الإنسان.
وفي هذا الصدد، قال مدير المستشفى البيطري في كركوك، د. منصور أحمد البياتي، لوكالة شفق نيوز، إن "أولى الإصابات بمرض اللسان الأخضر ظهر في قرية الخازر في ناحية الزاب جنوب غربي كركوك وتلاها في نواحي العباسي والرياض وسركلان ويايجي، وبعد تأكد إصابة 15 من الأغنام في تلك المناطق، جرى فرض حظر ومنع نقل الأغنام في هذه المناطق قبل شهر ونصف، وتمكن المستشفى من فرض طوق كامل عليها ومنع انتشاره".
وأضاف البياتي، أن "الحشرات مثل البعوض وغيرها هي المسبب لهذا المرض في صفوف الحيوانات المجترة ولا سيما الأغنام، وهذا المرض ينتج عن فيروس يسبب الحمى وتقرحات في الفم، وفي بعض الحالات يحول لسان الحيوان إلى اللون الأزرق، ويمكن أن يكون خطيرا جدا على الأغنام والأبقار، ولكن بفضل جهود العاملين والجهات ذات العلاقة تمكنا السيطرة على هذا المرض بصورة كاملة".
حجر وفحص المستورد
وبحسب البياتي، فإن "إعلان وزارة الزراعة الأخير تسهيل إجراءات دخول الأغنام والأبقار كان موجوداً ولكن جرى اختزال جملة إجراءات وجرى دخول أعداد إضافية لغرض السيطرة على أسعار اللحوم في الأسواق كون الأسعار ارتفعت بشكل كبير"، مبيناً أن "الأغنام المستوردة تحجر لمدة 15 ويجرى عليها الفحص المباشر من قبل الأطباء البيطريين لمعرفة خلوها من الأمراض وسلامتها الكاملة".
"الحمى القلاعية"
وعن مرض الحمى القلاعية، بين البياتي، أن "كركوك سجلت حالتين مؤكدتين بين الجاموس في ناحية تازة وناحية ليلان جنوب كركوك وتم حظر مواقع الحالتين ومنع إخراج أي من الجاموس أو الأبقار منها للسيطرة على هذا المرض الذي ظهر قبل أيام، وباقي المناطق خالية من هذا المرض وهذا المرض يظهر في الشهر الثاني من كل ونحن نسيطر على المرض بشكل كامل".
والحمى القلاعية، هو مرض فيروسي، غير قاتل غالبًا، لكنه معدٍ جدا، يصيب الأبقار والخنازير، وأيضًا الماعز والأغنام وحيوانات أخرى كالفيلة والفئران، لا تُصَابُ الخُيْوُلُ بهذا المرض، ونادرًا ما يصيب الإنسان، وأعراضه تظهر في فم الأبقار المصابة.
منع خروج المواشي
وفي هذا السياق، أشار مدير المستشفى البيطري في كركوك، إلى "التعليمات الجديدة التي صدرت من قبل إدارة المحافظة، والمتمثلة بمنع انتقال الاغنام والأبقار من كركوك، للسيطرة على الأسعار وعدم استمرار ارتفاع أسعارها".
ويوجد في كركوك نحو6 معامل لإنتاج البيض وفروج اللحم وتساهم في دعم المنتج المحلي في الأسواق المحلية.
قائمة الممنوعات
ولمحاذاة محافظة كركوك مع محافظات إقليم كوردستان، فإن الحكومة الاتحادية، وعبر وزارة الزراعة وضعت قائمة بالمواد المسموح دخولها وأخرى غير مسموح بدخولها.
وأوضح البياتي، أن "الحيوانات الحقلية المستوردة (الأغنام) وإناثها لأغراض التربية، والحيوانات المهددة بالانقراض كأسماك البيرنا المفترسة، واللحم المفروم بأنواعه كافة وأجزاء من ذبائح الرأس والأطراف، والبروتين الحيواني وكافة الحيوانات المفترسة وحتى الخيول ممنوعة، إلا الخيول المستوردة لأغراض البحث والرياضة فقط مسموح بدخولها".
وأكد أن "الدجاج الحي ممنوع أن يدخل إلى كركوك عبر محافظات إقليم كوردستان وكذلك بيض التفقيس غير مسموح بدخوله، إضافة إلى الحيوانات الحلقية المستوردة كالجاموس ذكور وإناث، وهذه التعليمات صادرة من الحكومة الاتحادية".
وخلص البياتي، إلى القول إن "الأطباء البيطريين يستحقون أن يطلق عليهم الجيش الأبيض كونهم في خط صد الفيروسات والأمراض التي تظهر في الحيوانات، حيث تتمثل مهماتهم بالحفاظ على الأمن الغذائي وسلامة المنتوج الموجود في الأسواق وهي جزء يومي من حياة المواطن، كل هذا الإجراءات المتبعة هي لسلامتهم في عموم المحافظات".