فنان بابلي يزرع الجمال على جدران مدينته ويوزع أعماله مجاناً (صور وفيديو)
شفق نيوز- بابل
بفرشاة مغموسة بالحب، وألوان تفيض بالأمل، اختار الفنان
العراقي علاء عوفي من مواليد بابل قضاءً المحاويل 1964، وهو مدرس أن يحوّل بيته
وحديقته وجدران مدينته ومقاهيها إلى معرض مفتوح للجمال، يرسم فيه ويهدي أعماله
مجاناً لكل من يستحق لحظة فرح.
علاء، خريج أكاديمية الفنون الجميلة في بابل بالعام
1988، بدأ شغفه بالرسم منذ طفولته، حين كان يملأ دفاتره بـ "الشخبطات"،
قبل أن يصقل موهبته أكاديمياً ويتقن تقنيات فنية خاصة.
وابتكر علاء طريقة مميزة للرسم بالزيت على ألواح خشبية
تُعرف بـ "ان دي اف"، بعد أن وجد أن الزجاج لا يمنحه اللمعة والتأثير
المطلوب.
هذه التقنية تطلبت صبراً ودقة عالية، لكنها منحته تميزاً
بصرياً واضحاً في لوحاته التي باتت تزين كل زاوية من منزله وحديقته، إضافة إلى
جدران المحال والشوارع القريبة من مكان سكنه.
ويقول علاء، لوكالة شفق نيوز: "أنا أحب رائحة
الخشب، ومنه ابتكرت طريقتي، أرسم ليس فقط من أجل تزيين الجدران وإنما أرسم حتى
أزرع الفرح في قلوب الناس".
وعلى مدى سنوات، رسم علاء أكثر من ألف لوحة وقدّمها
مجاناً لأصدقائه، ومعارفه، وأشخاص كافحوا في الحياة دون أن يلتفت إليهم أحد.
ولأن الفن بالنسبة له رسالة وليس تجارة، جعل من حديقته
ورشته المفتوحة في الهواء الطلق مكاناً للرسم المباشر، حيث يجلس وسط الزهور
والأشجار ويبدع لوحات جديدة، ثم يوزعها على الناس في المدينة دون مقابل.
بعض أعماله وصلت إلى أوروبا عن طريق الاصدقاء وتلقى
دعوات لإقامة معارض في أكثر من دولة لكنه رفض.
وكان الإنترنت بوابته للعالم، إذ أتاح له مشاهدة تفاصيل
الطبيعة والحيوانات التي لم يرَها من قبل، مثل النسور أو مناظر البحر، والتي
انعكست بوضوح على أعماله الفنية.
ورغم تكاليف المواد العالية، لم يتوقف علاء عن الرسم،
فقد تحوّل بيته وحديقته إلى معرض دائم للوحات، تزدان به جدران السوق والمحال
المحيطة، حاملاً رسالته الإنسانية "العمر ما بقي كثير.. بس
البصمة الطيبة تبقى".