عندما وحّدت الأهالي في زمن الحروب.. شغف العراقيين بـ"لعبة الفقراء"
شفق نيوز/ سلط موقع "اس بي اس" الاسترالي الضوء على شغف العراقيين بكرة القدم والذي تخطى العشق الجماهيري لهذه الرياضة، ليصبح رمزا للوحدة في الأوقات الصعبة.
وكان العراق من أوائل دول المنطقة التي تمارس اللعبة في العشرينات من القرن الماضي، وتشكل اتحادا للعبة وتنضم إلى "الفيفا".
واستعاد الموقع الاسترالي في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أجواء بطولة آسيا في العام 2007 حيث فاز منتخب العراق بالكأس وعندما عاد الى البلد وبرغم وجود حرب اهلية، فان المشجعين وقفوا على طول الطريق من مطار بغداد الدولي في غرب بغداد الى فندق الرشيد في وسط بغداد في تحد للانفجارات والمخاطر الأخرى.
ويستذكر الإعلامي الرياضي العراقي رفيق العقابي الذي كان مع المنتخب عندما فاز بالبطولة الآسيوية في العام 2007 قائلا، إن هذا الانتصار "وحد الشعب العراقي في ظل ظروف صعبة في ذلك الوقت".
وقال التقرير الأسترالي، إنه "من الصعب ان تجد عراقيا لا يحب كرة القدم المعروفة باللهجة المحلية باسم "الطوبة"، مذكراً بأن "العراق كان من أوائل الدول العربية التي تمارس لعبت كرة القدم من خلال اتحادها المحلي الذي انضم إلى "الفيفا" في العام 1950".
ونقل التقرير عن المعلق الرياضي طارق الحارس قوله إن "معرفة العراقيين بكرة القدم تعود الى عشرينيات القرن الماضي عندما عرفهم عليها عمال النفط البريطانيين في كركوك والعاملين في ميناء البصرة في الجنوب".
وأضاف، ان "الاتحاد العراقي لكرة القدم تأسس في العام 1948 بعدد 14 فريقا، وانضم الى الاتحاد الدولي (الفيفا) رسميا بعد ذلك بعامين".
اما العراقي حمودي النشمي، المقيم في جنوب استراليا، فيقول، إن "العراقيين يتحمسون لكرة القدم لانها لعبة "الفقراء" وهي لا تحتاج الى الكثير من المعدات أو الملاعب الفاخرة من أجل لعبها.
ويضيف النشمي، انه "كان يلعب كرة القدم عندما كان صغيراً وكنا لا نحتاج سوى الى ساحة بها المرمى الذي اعتدنا صنعه من حجارة او حتى من كتبنا المدرسية".
وذكر التقرير انه برغم ان العديد من الناس في العالم يعشقون كرة القدم، الا ان عشق العراقيين لكرة القدم تخطى بجماهيريته ذلك لأن هذه الرياضة أصبحت رمزا للوحدة في المراحل الصعبة.
ونقل التقرير عن المدرب الرياضي العراقي باسم راشو، المقيم في ملبورن، قوله إن كرة القدم هي "المنفذ الوحيد للشعب العراقي"، مشيرا الى ان متابعة مباريات المنتخب العراقي لكرة القدم كان في بعض الأحيان "الشيء الوحيد الذي يوحدهم".
واشار التقرير الى ان متابعة مونديال كأس العالم هذا العام يشكل معضلة بالنسبة للعراقيين في استراليا بسبب فارق التوقيت، حيث قال النشمي ان المشكلة الأكبر التي تواجه الجماهير العراقية في استراليا هي "فارق التوقيت" بين 8 و12 ساعة، ما يعني ان غالبية المباريات ستبث في الساعات الاولى من الصباح بتوقيت استراليا.
الا ان طبيب التخدير في مدينة أديلايد الدكتور العراقي وليد الخزرجي قال انه "سيسعى اذا امكنه ذلك، تعديل جداول عمله في حال كانت هناك مباراة مهمة في ساعات الفجر الاولى بتوقيت استراليا".
الى ذلك، ذكر التقرير بأن "المشجعين العراقيين بذلوا جهدا كبيرا لدعم منتخب بلادهم خلال بطولة آسيا لكرة القدم التي أقيمت في عدة مدن أسترالية في العام 2015، حيث قال الدكتور النشمي مثلا انه سافر الى مدن بريسبان وسيدني وبيرث لمشاهدة فريقه يلعب".
وتابع التقرير انه خلال نفس البطولة، استخدم الملحن بسام بولص، المقيم في ملبورن، الموسيقى كتعبير عن عشقه للمنتخب العراقي، حيث قام، بمساعدة من شعراء بتأليف أغنية مخصصة للفريق وغناها المطرب محمد النجار.
ونقل التقرير عن بولص قوله "ذهبنا الى الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب العراقي في العام 2015 في سيدني وأدينا الأغنية امامهم لتشجيعهم على بذل اقصى جهدهم".
وذكر التقرير انه "برغم ان المنتخب العراقي لم يتمكن من الوصول الى نهائيات بطولة آسيا العام 2015، غير ان اداءه القوي اثار ارتياح الجماهير خاصة في استراليا".
واشار التقرير الى انه "خلال 70 سنة من عمر الكرة العراقية، فان المنتخبات الوطنية حققت العديد من الانجازات، لعل أهمها كان التأهل الى نهائيات كأس العالم في المكسيك في العام 1986.
عراقيون في استراليا
وذكر التقرير ان شغف المجتمع العراقي الموجود في أستراليا، أصبح ملموسا، حيث يتذكر المدرب باسم راشو انه بعدما وصل الى ملبورن، قام بتنظيم مجموعة من زملائه العراقيين فوق عمر الثلاثين لتشكيل فريق لكرة القدم. ولم يتوقف راسوا هنا، بل فتح باب التدريب ايضا امام الفتيات في ناد رياضي، وكانت ابنته شاميران من بين الفتيات اللواتي التحقن بالتدريب.
ونقل التقرير عن شاميران قولها ان فريق الفتيات العراقيات تحت سن 18 في ملبورن، يعتبر الافضل، وهو على وشك المشاركة في دوري كرة القدم في هذه الفئة العمرية في بطولة "اوول فيكتوريا" الاسترالية في الموسم المقبل.