عقدان على الاحتلال الأمريكي.. آمال شباب العراق بعيون إسبانية

عقدان على الاحتلال الأمريكي.. آمال شباب العراق بعيون إسبانية
2023-03-20T19:56:55+00:00

شفق نيوز / رأى تقرير إسباني، أن العاصمة العراقية بغداد، حافلة بالحياة، حيث يتمتع أهلها براحة سلمية نادرة في تاريخها الحديث الذي اتسم بالألم، وذلك بعد عقدين على الاحتلال الأمريكي للعراق.

وذكر تقرير لصحيفة "الباييس" الإسبانية، ترجمته وكالة شفق نيوز، تحت عنوان "شبان عراقيون يرون مؤشرات أمل بعد 20 سنة على الغزو الأمريكي"، أن "شبانا وشابات كانوا يرقصون على ضفاف نهر دجلة، وهم يرتدون الجينز والاحذية الرياضية على موسيقى لمغني راب محلي، وذلك خلال غروب شمس أحد الأيام من خلفهم".

وأضاف التقرير، أن "بغداد تعيش عالماً بعيداً عن الإرهاب الذي أعقب الغزو الأمريكي قبل 20 عاماً"، مشيراً إلى "سوق الكتب المفتوح في الهواء الطلق والمدينة المكتظة بالمتسوقين، الشباب الأثرياء الذين يقودون سياراتهم الرياضية، والمباني البراقة بعدما كانت تتساقط عليها الصواريخ فيما مضى".

وأشار التقرير الإسباني، إلى أن "الرئيس جورج بوش، كان قد وصف الغزو في 20 آذار/مارس العام 2003 بأنه مهمة تستهدف تحرير الشعب العراقي، مشيرا الى انه تمت الاطاحة بالدكتاتور الذي أبقى حكمه 20 مليون شخص تحت حياة الخوف طوال ربع قرن".

لكن الحرب دمرت أيضاً دولة موحدة في قلب العالم العربي، فيما قتل وجرح مئات الآلاف من العراقيين وآلاف العسكريين والمتعاقدين الأمريكيين، وفقاً للتقرير.

ولفت التقرير، إلى أن "نصف سكان اليوم ليسوا بعمر كبير يتيح لهم تذكر الحياة خلال عهد صدام حسين"، ومشيراً إلى أن "الشبان من بغداد إلى الفلوجة، كانوا ينتقدون الفوضى التي أعقبت الاطاحة بصدام، إلا أن الكثيرين كانوا متفائلين أيضا بالحريات والفرص التي تلوح أمامهم".

ونقل التقرير تصريحات للرئيس عبد اللطيف رشيد لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، تحدث خلالها بتفاؤل عن الآفاق أمام العراق، رافضا تصوير العراق فقط كدولة مزقتها الحرب، قائلا "لقد عاد السلام. إذا تحلى الشباب بالصبر قليلا، فاعتقد ان الحياة ستتحسن بشكل كبير في العراق".

وبرغم أن التقرير نوه إلى أن "معظم العراقيين ليسوا متفائلين بنفس الدرجة، إلا أن عند التحدث مع الشباب، يتولد الشعور بوجود جيل على استعداد لطي الصفحة".

ونقل التقرير عن صفاء راشد (26 سنة) وهي كاتبة كانت تتحدث بقضايا سياسية مع أصدقائها في مقهى في حي الكرادة، قولها: "بعد الغزو انكسر العراق، وانتشر العنف لكن اليوم الوضع مختلف"، مضيفة "أعتقد أن الشباب سيحاولون إصلاح هذا الوضع".

كما نقل التقرير عن نور الهدى سعد (26 سنة) التي تدرس للحصول على شهادة الدكتوراة، وهي أيضا ناشطة سياسية، قولها إن "جيلها يقود احتجاجات تندد بالفساد ويطالب بالخدمات وباجراء انتخابات شمولية"، مردفة: "هذا لن يتوقف الى أن يتم إنشاء عراق أفضل".

وبغداد هي ثاني أكبر مدينة في الشرق الأوسط، حيث تنتشر لوحات الإعلانات والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق في المدينة التي يقطنها أكثر من 7 ملايين نسمة، والشوارع تعج بالتجارة، لكن هناك أيضا اشتباكات متفرقة في شمال وغرب العراق، مع فلول تنظيم داعش، بالإضافة إلى وجود الفساد على غرار قضية "سرقة القرن" التي كشفت من خلال تدقيق مالي في العام 2022 والتي طالت 2.5 مليار دولار، وفقاً للتقرير.

وفي مدينة الفلوجة، وهي الرئيسية في محافظة الأنبار، والتي كانت فيما مضى، معقلا لتنظيم القاعدة في العراق، ولاحقا لتنظيم داعش، وكانت الشمس تغيب من خلف أعمدة الجسر العابر على نهر الفرات، وهو جسر شهد في العام 2004، مشهداً مروعاً حيث تم نصب كمين لأربعة أمريكيين من شركة المقاولات العسكرية "بلاك ووتر" حيث سُحلت جثثهم في الشارع وعلقوا على الجسر.

لكن التقرير، أشار إلى أن هذه القصة، بالنسبة إلى الشباب بعمر الـ18 سنة، قد سمعوها من عائلاتهم، ولا علاقة لهم بحياتهم، فهناك شاب يريد أن يصبح طياراً، ويطمح آخران بالعمل في الطب، وينصب تركيزهم على نيل العلامات الدراسية الجيدة".

ونقل التقرير الإسباني، عن إمام مسجد يدعى حذيفة العيساوي، وهو يتذكر سنوات الحرب، قوله "خسرنا الكثير، عائلات بأكملها"، مضيفاً: "لو استمر هذا الأمان على هذا الحال، فسيكون شيئا مثالياً".

وفي مدينة الصدر، حيث يقطن أكثر من 1.5 مليون نسمة، وفي شارع مليء بالتلوث، يتواجد صديقان يمتلكان متجرين متجاورين، الأول حيدر السعدي (28 عاما) وهو يصلح الإطارات، وعلي المنصوري (22 عاما) الذي يبيع الخشب، وهما يسخران من وعود الرئيس العراقي بأن الحياة ستكون أفضل.

ونقل التقرير عن السعدي قوله "كل هذا كلام.. ويؤيده صديقه علي قائلا إن "صدام كان ديكتاتورا، لكن الناس كانوا يعيشون حياة أفضل بسلام".

ولفت التقرير، إلى خليفة أو.جي، الذي كان يغني الراب عن صعوبات الحياة ويسخر من السلطة، وفي إحدى أغانيه التي أداها على ضفاف نهر دجلة، كان يسخر من "الشيوخ" الذين يتمتعون بالسلطة في العراق الجديد من خلال الثروة والعلاقات.

ونقل التقرير الإسباني، عن عبد الله الربيعي (24 سنة)، قوله إن "السلام بالتأكيد يجعل الأمر أسهل لأحزاب مثل هذه"، وأيده شقيقه أحمد (30 عاما).

وفي الختام، تناول التقرير، قصة محمد (18 سنة) الذي يكدح في مقهى عائلته في أحد أحياء بغداد الفقيرة، ويعبر عن استيائه من سيطرة الميليشيات على السلطة، باعتباره عقبة أمام مسيرته الرياضية، إذ يحلم أن يكون لاعب كرة قدم، إلا أنه لا يستطيع اللعب لأحد الأندية في بغداد، لأنه لا يمتلك علاقات مع العصابات المرتبطة بالميليشيات"، مردفاً بالقول: "لو استطعت من الوصول إلى لندن، لكنت سأعيش حياة مختلفة".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon