أطنان من المتفجرات وعشرات المنازل المفخخة.. داعش ما زال يحصد أرواح الانباريين (صور)
شفق نيوز/ رغم مرور اكثر من خمس سنوات على إعلان تحرير محافظة الأنبار غربي العراق، من سيطرة تنظيم داعش، وانطلاق عمليات اعادة النازحين الى مناطقهم بعد تطهيرها من مخلفات الارهاب والحرب ضده، إلا ان الانبار ما زالت تعاني من متفجرات داعش التي تسببت بمقتل الكثيرين من منتسبي الاجهزة الامنية والمدنيين أثناء عودتهم لمناطقهم.
وبحسب باحثين بالشأن الأمني في الانبار، فما زالت هناك العديد من المناطق في المحافظة، يصعب الوصول إليها بسبب ما تحتويه من ألغام وقنابل خلفها داعش.
3 أطنان من المتفجرات في عام واحد
ويقول الباحث الأمني، عمر الدليمي، لوكالة شفق نيوز، إن "مناطق عدة يتطلب العمل على تأمينها من خلال رفع الألغام منها، رغم رفع نحو ثلاثة أطنان من مخلفات داعش، فقط خلال السنة الأولى بعد التحرير".
وأكد انه "ما تزال هناك أعداد كبيرة من الالغام لم يتم رفعها حتى الان، رغم تسببها بمقتل الكثيرين من ابناء الاجهزة الامنية والمواطنين، وذلك اثناء عودتهم لمناطقهم".
وشدد الدليمي أن "على القوات الامنية تفعيل دورها بشكل اكبر بهدف تأمين الانبار، وخاصة الجانب الشرقي من مدينة الفلوجة بالقرب من الطريق الدولي السريع، فضلا على ناحية الصقلاوية، ومناطق اخرى غربي الانبار، منها ناحية البغدادي واقضية عنه والقائم والرطبة".
50 ألف عبوة في الرمادي فقط
بدوره قال قائممقام قضاء الرمادي، مركز المحافظة، ابراهيم العوسج، لوكالة شفق نيوز، إن "الرمادي كانت المدينة الأكثر تلوثاً بمخلفات داعش على مستوى العراق عموماً، حيث ترك تنظيم داعش أكثر من 50 ألف عبوة مختلفة الحجم والشكل".
وبين أن "تلك المخلفات ادت الى مقتل الكثير من ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية والمدنيين".
واشار إلى أنه "منذ تحرير الانبار والبت بقرار اعادة النازحين الى مناطق سكناهم، تمت المباشرة بإزالة الألغام بالتعاون مع منظمة (Janus Global Operations ) الامريكية، والتي تمكنت من رفع نحو 25 الف عبوة، وعلى اثر ذلك تمكنا من اعادة عدد كبير من سكان الرمادي الى منازلهم، ثم تأهيل البنى التحتية".
وتابع العوسج "بعد انتهاء عقد المنظمة الامريكية، تم الاتفاق مع ثلاث منظمات بريطانية ونرويجية وامريكية ايضاً، ورغم ما قدمته من مساعدة بهذا الشأن، إلا ان منظمة (Janus) الامريكية التي تعاقدنا معها سابقا قدمت اكثر مما قدمته المنظمات الثلاث مجتمعة".
وأردف أن "القوات الامنية العراقية، كان لها دور كبير بعمليات رفع الالغام، رغم بساطة معداتها وتجهيزاتها، لكن هناك انواع كثيرة من الالغام تحتاج الى خبرات عالية ليتم تفكيكها".
ولفت العوسج الى ان "اكثر المناطق التي ما تزال تشكل خطورة على الواصلين اليها، هي مناطق الحزام الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي من الرمادي، فضلا على مناطق الشمال الغربي، كون التنظيم كان يتخذ من المناطق المذكورة خطوط صد له، خاصة ابان الحرب ضده".
واكد بالقول "ما زلنا نسعى بالعمل على تنظيف المدينة من المخلفات بشكل كامل، بهدف تسهيل عمل الاجهزة الامنية والكوادر الخدمية وعموم السكان، والحفاظ على حياتهم".
وطالب العوسج، بـ"ضرورة تدخل المجتمع الدولي، ومساعدتنا بعملية رفع الالغام بشكل نهائي في الرمادي، كون الامر يشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين العزل".
134 منزلاً مفخخاً في راوة
فيما اشاد قائممقام قضاء راوة غربي الانبار، حسين الراوي، بدور منظمة مساعدات الشعب النرويجي، مؤكداً أنها "الوحيدة التي لبت نداءنا وازالت المخلفات الحربية من المنازل في راوة".
واضاف الراوي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلاً إن "134 منزلاً في راوة وحدها كان قد تم تفخيخه من قبل عناصر التنظيم الارهابي، ونتمنى من المنظمة النرويجية الاستمرار بجهودها لإزالة المخلفات من موقع الطمر الرئيسي، وكذلك محيط القضاء، لغرض فرز الاراضي وتوزيعها على المواطنين".
واشار، الى أن "دور القوات العراقية بهذا الملف يعد محدوداً، ليس تقصيرا ولكن بسبب عدم امتلاكها تقنيات متطورة".