"طائر فينيق عراقي".. من كفيف ضحية تفجير إلى أعلى المراتب العلمية

 "طائر فينيق عراقي".. من كفيف ضحية تفجير إلى أعلى المراتب العلمية
2021-09-01T10:37:47+00:00

شفق نيوز/ سلط موقع "ستادي انترناشيونال" الاميركي المتخصص بقضايا التعليم، الضوء على قصة المواطن العراقي "قصي حسين" وهو طالب دكتوراه في جامعة تكساس الامريكية، كان قد نجا في صغره من هجوم انتحاري، وفقد بصره وأصيب بتشوهات جسدية كبيرة.

واستهل الموقع تقريره، الذي نشر باللغة الانكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، بالقول إن قصي حسين بمثابة "طائر الفينيق نهض من تحت الرماد".

ولد "قصي حسين" في شمال العراق، قبل ان ينتقل الى مدينة الحضر القديمة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، وكان بعدما ينتهي من عمله، يذهب الى المدرسة المسائية، ثم يلعب الكرة الطائرة مع اصدقائه في ملعب مجاور.

وفي العام 2006 ، دخلت شاحنة صغيرة الى الملعب حيث كان حسين واصدقاؤه يلعبون، وانفجرت في هجوم انتحاري، ما ادى الى مقتل 16 شخصاً واصابة 56 آخرين، فيما قال الطبيب الذي عالج حسين لوالده انه لم يتبق امامه سوى ساعة واحدة للعيش.

لكن المعجزات حصلت، كما اشار التقرير، حيث نجا حسين الذي فقد انفه وخده الايمن ونصف جمجمته، وكان وقتها في الـ17 من عمره، ولم يستفق من غيوبتبه سوى بعد 12 يوماً، وطلب من الممرضات أن يفتح عينيه لكنهن قلن له "ليس اليوم".

فقد حسين بصره، وخلال العامين التاليين، لم يغادر منزله ابداً، والشيء الوحيد الذي جعله قادراً على تحمل الحياة، هو والده الذي ظل الى جانبه وكان يروي له القصص عن أناس نجحوا في التغلب على تحديات كبيرة في حياتهم.

وكانت اصابات حسين بحاجة الى علاج وتكنولوجيا لم تكن متوفرة في العراق، وعندما سمع اعلاناً تليفزيونياً عن خدمات طبية تقدم جرحى مصابين بشكل خطير، تواصل معهم فوراً، وتم قبوله في برنامج الجراحة الترميمية في مستشفى في الاردن تديره منظمة اطباء بلا حدود الانسانية.

وفي المستشفى، امضى حسين ثلاثة اعوام وخضع لعدة عمليات جراحية، واثناء وجوده هناك انضم الى رحلة بالحافلة مع مرضى اخرين الى البحر الميت، وهناك استمعت اذناه الى لحظات الفرح من الرقص والغناء والضحك، وشكل ذلك الهاماً له ليكون لديه نظرة ايجابية حول حالته الصحية.

وفي ظل عدم توفر الدعم للمكفوفين في العراق، بدأ حسين يفكر بمستقبله مع قرب انتهاء مرحلة علاجه، وشارك في برامج  لمنظمة الهجرة الدولية، وهناك تعرف على طبيب فلسطيني مكفوف تلقى علومه في الولايات المتحدة، وشجعه على متابعة تحصيله العلمي في الخارج.

وبعدما تعلم اللغة الانكليزية، التحق حسين بكلية قبل أن يتخرج من جامعة تكساس بدرجة البكالوريوس في العمل الاجتماعي وعلم النفس، وهو الان يتابع درجة الماجستير في العمل الاجتماعي على أمل يحصل لاحقاً على درجة الدكتوراه في علم النفس.

وفي مقابلة مع الموقع الامريكي، قال حسين إنه قبل وقوع الهجوم الانتحاري، كان يطمح لمتابعة دراسته في الجراحة التجميلية، لكنه فقد بصره، فاضطر الى ترك المدرسة والتعليم، وخلال وجوده في الاردن تقدم بطلب لجوء الى الولايات المتحدة، وبدأ من الصفر كما قال.

ودرس في جامعة تكساس حيث تخرج بمرتبة الشرف بشهادة البكالوريوس، ويعمل حاليا دراسة الماجستير ويأمل بان يحصل عليها في اغسطس/آب المقبل حيث يستعد للتقدم بطلب للحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس.

وردا على سؤال عن خططه للحصول على الدكتوراه في علم النفس، قال حسين "اخطط للتدريس. اريد أيضاً انشاء منح لمساعدة الضعفاء وانشاء منظمات لدعم الاشخاص ذوي الاعاقة".

وقال حسين "انا اعتبر نفسي قائداً مجتمعياً، وقد علمت نفسي ايضاً بأنني لست مع نفسي، انا مع العالم، واحب مساعدة الناس، ولهذا فأن مهمتي هي التواصل مع الجميع وهو ما ارغب في العمل من اجله. يقول حسين أيضاُ لقد اجريت ايضاً العديد من المقابلات (مع الغارديان ونيويورك تايمز) مما دفعني الى كتابة كتابي الاول وارسلته الى دار للنشر.

ورداً على سؤال عما يفتقده في العراق، قال حسين "احب الاسماك، واحب ان أطهو السمك على الشواية.. في العراق يسمونه "المسكوف".

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon