صور.. البرد والجوع يأتي على مخيم "بزيبز" ويفاقم معاناة النازحين المتردية أصلاً
شفق نيوز/ رغم إعلان وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن إغلاق آخر مخيم للنازحين في الأنبار وهو مخيم عامرية الفلوجة شرقي المحافظة، إلا أن مخيم "بزيبز" ما زال قائماً يضم آلاف النازحين منذ نزوحهم بعد اجتياح داعش لمدن عراقية في 2014.
ويقطن مخيم "بزيبز" نازحو ناحية جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل، وأهالي قرية العويسات التابعة لقضاء العامرية في محافظة الانبار، وعشرات العوائل من ناحية يثرب في محافظة صلاح الدين، وبات الجوع والبرد يشكل أولى معاناتهم، في ظل غياب الدعم الحكومي والمنظمات الإغاثية.
وتقول منظمات حقوقية أن فصائل شيعية مسلحة باتت تسيطر على ناحية جرف الصخر بعد تحريرها من قبضة داعش، وتمنع الأهالي من العودة إليها، بحجة وجود مخاوف من تسلل عناصر التنظيم إليها، وشن هجمات على بغداد وبابل.
مدير الادارة المركزية في قطاعات العامرية ضمن مخيم "بزيبز"، رحيم رشيد، يقول إن "المخيم يتألف من 18 قطاعاً وغالبية العوائل التي تسكنه أهالي جرف الصخر من النازحين، ويبلغ عددهم قرابة 1900 عائلة، فيما يبلغ عدد عوائل العويسات نحو 800 عائلة، و45 عائلة من ناحية يثرب".
وأضاف رشيد، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "عدد النازحين من مدن الانبار في المخيم يبلغ حوالي 400 عائلة، وهناك اسباب عدة تمنع هؤلاء من العودة الى مناطق سكناهم، فمنهم من لديه مشاكل عشائرية او أمنية لم تحل، والعديد منهم اضطروا للبقاء بالمخيم بسبب عدم تمكنهم من تأهيل منازلهم المدمرة نتيجة الحرب ضد داعش وعدم صرف تعويضاتهم".
واشار الى ان "النازحين هنا يعانون من قسوة البرد وانعدام الدعم الحكومي لهم، ولولا فاعلي الخير لهلك الكثير منهم جوعاً، فحتى المنظمات الاغاثية لم تعد تعينهم، ووصل النازحين في هذا المخيم لحالة يرثى لها، حتى أن بشرتهم أصبحت متهالكة من شدة برد الشتاء وحر الصيف داخل الخيام".
وبين أن "غالبية العوائل هنا تعتمد على احد افراد عائلتها بالعمل كعامل بأجر يومي ليوفر لهم الطعام والشراب، والعائلة التي لا تملك معيلاً فهي تعتاش على ما يقدمه لهم جارهم في المخيم، أما وزارة الهجرة فمنذ ستة اشهر لم تعد تقدم لهم شيء".
وطالب رشيد، الحكومتين المحلية والاتحادية بضرورة "توزيع وقود النفط للنازحين على الاقل، ليهون عليهم معاناتهم".
وتقول الناشطة المدنية في الانبار، كوثر المحمدي، أن "مخيم بزيبز مغلق منذ سنتين رسمياً بأمر من وزارة الهجرة، والمتواجدون هناك يعيشون بمخيمات عشوائية متفرقة بدون إدارة مركزية".
وأضافت في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "النازحين هناك لم يتلقوا اي معونات منذ أكثر من ثمانية أشهر، وكذلك الحال بالنسبة للنازحين الذين يقطنوا في مجمع واطئ الكلفة بالعامرية والذي يأوي ما بين 1500 - 2000 عائلة، وبقائهم مستند على اعانة أهالي العامرية لهم، كما أنهم يعيشوا في أماكن لا تصلح للسكن البشري".
وتابعت "الأطفال حفاة يلبسون ملابس صيفية رغم أننا في فصل الشتاء حتى أن ملامح الطفولة اختفت من وجوههم جراء سوء التغذية، وبالنسبة للنساء فأنهن يعانين من اضطرابات نفسية بسبب الاعتقالات والتغييب لذويهن"، مؤكدة أن "لا وجود لمراكز صحية تهتم بهم سوى طبيب واحد يتفقدهم أسبوعياً، أما مستوى التعليم فسيء جداً".
من جهته يقول مستشار محافظ الانبار لشؤون النازحين، مازن الريشاوي، إن "مخيم بزيبز ملفه يدار من قبل الحكومة الاتحادية حصراً، أما بالنسبة للنازحين من ابناء الانبار، فكلهم عادوا لمناطقهم ولم يتبق سوى مخيمات عشوائية".
وبين الريشاوي في حديث له مع وكالة شفق نيوز، أن "كل ما يحتاجه النازحون في المخيم تعمل الحكومة المحلية في الانبار على توفيره، ووزارة الهجرة والمنظمات تعمل على دعمهم بين الفينة والاخرى، لكن بالنتيجة هم نازحون وليسوا في فندق خمس نجوم"، مؤكداً أن "كل الدوائر في الانبار تسعى لتوفير الخدمات لهم".