صفقات مقاتلات جوية ستغير جيوشا شرق اوسطية بينها العراق
شفق نيوز/ ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي أن هناك أربع صفقات لشراء مقاتلات جوية قد تتم مع دول في الشرق الأوسط، بينها العراق، من شأنها ان تعيد تشكيل اكبر جيوش المنطقة التي ظلت طوال عقود تستورد طائرات حربية متطورة بأعداد كبيرة وحطمت في بعض الأحيان الأرقام القياسية في مشترياتها.
وأشار التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى أن السعودية كانت قد اشترت 84 مقاتلة من طراز "اف-15 اس ايه" بقيمة 60 مليار دولار في العام 2017 ما شكل الصفقة الأكبر من نوعها لشراء اسلحة من الولايات المتحدة.
وبين ان الامارات ايضا طلبت شراء 80 طائرة من طراز "رافال" بقيمة 19 مليار دولار في العام 2021، وهو أكبر طلب اجنبي تتلقاه الشركة الفرنسية على الاطلاق لطائرتها هذه.
ثاني أكبر أساطيل F-16
وافاد التقرير ان منطقة الشرق الأوسط تمثل حالياً موطناً لثاني وثالث ورابع أكبر أساطيل طائرات F-16 في العالم، بينما تمتلك اسرائيل اسطولاً كبيراً ومتزايداً من مقاتلات الشبح F-35.
والان يقول التقرير، ان عمليات استحواذ محتملة من جانب تركيا والعراق وايران ومصر، تظهر ان هذا الاتجاه لن يتغير في وقت قريب، مضيفا انه برغم ان هذه المشتريات لن تمثل ارقاما قياسية، الا انه من الممكن ان يكون لطلبات السلاح الجوي هذه تأثير عميق على الدول المشترية وعلى المنطقة.
العراق
وذكر التقرير ان العراق كان يجري مفاوضات بشأن 14 طائرة "رافال"، وفي حال تمت فإن الصفقة ستمثل المرة الاولى التي تشتري فيها بغداد طائرات مقاتلة من فرنسا منذ طلب نظام صدام حسين 133 طائرة "ميراج اف 1" في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
واشار التقرير الى ان القوات الجوية العراقية كافحت في السنوات التي تلت العام 2003 لكي تتعافى وسط حرب العراق والقتال ضد داعش، مضيفا ان اكبر عملية شراء لمقاتلات جوية كانت عندما اشترى العراق 36 طائرة امريكية من طراز "اف-16 سي/دي اس".
ولفت الى ان بغداد اشترت ايضا اسطولا متواضعا من طائرات التدريب "تي-50" من كوريا الجنوبية وطائرة قتالية خفيفة من طراز "ال-159" تشيكية الصنع.
ولفت التقرير الى ان العراق تسلم اولى طائرات F-16 في العام 2015، واصبحت بمثابة العمود الفقري لسلاح الجو العراقي، الا انه في غضون خمس سنوات، اصبح مستقبل هذه الطائرات محل تساؤل بسبب مشكلات الصيانة والجوانب الفنية.
وتابع قائلا ان هذه الطائرات اصبحت خلال الشهور الاخيرة، السلاح الجوي الاول في العراق والمستخدم ضد فلول تنظيم داعش، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الحرب في أوكرانيا حالت دون قيام روسيا بإمداد العراق بقطع الغيار التي يحتاجها من أجل طوافاته الروسية الصنع.
واستبعد التقرير ان يكون العراق يرغب بأن تكون طائرات "رافال" مكملة لاسطوله الاكبر من F-16 في شن الهجمات على المسلحين على الارض، مرجحا ان تكون رغبة بغداد من خلال المقاتلات الفرنسية، استخدامها لاغراض الدفاع الجوي بالدرجة الاولى.
ولفت التقرير الى انه في حين ان F-16 هي مقاتلة متخصصة في الدفاع الجوي، الا ان الولايات المتحدة لم تبيع العراق صواريخ "ايه اي ام-120" (جو-جو) ليستخدمها في طائراته هذه، فإن العراق يأمل الان في ان يمنحه اعتماده على فرنسا، مقاتلة عالية القدرة مسلحة بصواريخ "ميتيور" (جو-جو) مما يعزز بدرجة كبيرة قدراته الدفاعية الجوية المحدودة.
وذكّر بأن العراق كان قد لجأ بالفعل الى فرنسا للحصول على رادار بعيد المدى "جراوند ماستر 403"، والذي بدأ تشغيله في ايلول/ سبتمبر الماضي، والذي ربما يحقق الأغراض المرجوة منه منذ ان تم تدمير نظام الدفاع الجوي المتكامل "كيه ايه ار اي" الذي أقامته فرنسا في العراق في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وذلك خلال حرب الخليج.
تركيا
وذكر التقرير أن تركيا تخطط منذ فترة طويلة للحصول على 100 طائرة من طراز F-35 لتستبدل تدريجياً طائراتها الـ270 من طراز F-16 التي تعتبر بمثابة العمود الفقري لسلاحها الجوي، الا أن واشنطن كانت تستبعد ذلك حتى الآن منذ ان قامت تركيا بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور "اس-400".
وتابع التقرير ان انقرة اقترحت بديلا في العام 2021 من شأنه ان يمنح تركيا 40 من أحدث طرازات F-16 والمعروفة باسم "فايبر"، بالاضافة الى 79 طائرة محدثة لأسطولها، إلا أن هذه الصفقة تواجه معارضة حادة من المشرعين الامريكيين.
وأضاف أن أنقرة بدأت بتحديث 35 من اقدم طائراتها من طراز F-16 من خلال تزويدها بأجهزة كمبيوتر وإلكترونيات طيران جديدة، وتجهيزها بأنظمة مسح ضوئي من طراز "مراد".
واشار التقرير الى انه على الرغم من النجاحات الجديرة بالملاحظة التي حققها برنامج Ozgur، فمن المحتمل ان تظل انقرة بحاجة الى مجموعات التحديث وطائرات F-16 الجديدة تماما لضمان تحديث الجزء الاكبر من اسطولها على مدار العقد المقبل ، حيث تنتظر ادخال خامسا مطورا محليا - الجيل المقاتل، TF كان.
ومع ذلك، فإن انقرة ما تزال بحاجة الى الطائرات المحدثة F-16 من اجل ضمان تطوير اسطولها للمستقبل، مشيرا الى ان المشرعين الامريكيين يعارضون ذلك اساسا بسبب تصرفات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الصعيدين الداخلي والخارجي، بما في ذلك استهداف حلفاء الولايات المتحدة الكورد في سوريا، وتهديداته لليونان ومحاولته عرقلة انضمام السويد إلى حلف الناتو.
وحول الموقف من السويد والتبدل الأخير في موقف تركيا من القضية، قال التقرير إن هذا التحول قد يؤدي الى كسر الجمود، حيث كانت ادارة جو بايدن أعلنت انها تعتزم المضي قدما في بيع طائرات F-16، مضيفا أنه في حال تم المضي قدما في الصفقة، فإنها ستكون اكبر صفقة أسلحة منذ أن بدأت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في التدهور قبل عقد من الزمن.
ايران
وذكر التقرير أن العلاقات العسكرية الايرانية الروسية وصلت الى آفاق جديدة بعد هجوم موسكو على أوكرانيا في العام الماضي، مشيرا الى قيام إيران بتسليم طائرات مسيرة وذخائر للروس.
وفي المقابل، قال التقرير إن المعلومات الاستخباراتية لدى البيت الأبيض تشير الى ان ايران ستتلقى من روسيا طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي-35 فلانكر" في وقت ما من العام الحالي.
وتابع التقرير أنه بينما من غير الواضح عدد الطائرات التي سيتم تسليمها الى ايران، الا انه من المعتقد أن موسكو ستبدأ بتسليم 20 طائرة من طراز "سوخوي-35"، كانت صنعتها في الأساس لصالح مصر، مشيرا إلى انه برغم أن الطائرة مصنفة كمقاتلة متطورة من الجيل الرابع، الا انه مثل "رافال" تفتقر الى الميزات الرئيسية لهذا الجيل، وخصوصا "رادار AESA".
ولفت التقرير الى ان ايران لم تستورد مقاتلات من الجيل الرابع منذ شرائها طائرات "ميغ-29 ايه" السوفيتية في العام 1990، ويعود معظم اسطولها الحربي الى فترة ما قبل 1979 عندما كانت ايران حليفة للولايات المتحدة وامتلكت وقتها اسطولا كبيرا من طائرات "اف-14 ايه توم كاتس"، لتصبح الدولة الأجنبية الوحيدة التي تستحوذ على هذا الطراز من الطائرات الفريدة.
الا ان التقرير اشار الى انه من غير الواضح أيضا متى ستتسلم ايران مقاتلات "سوخوي" الجديدة لكن مسؤولين ايرانيين كانوا أشاروا إلى أن ذلك قد يتم خلال العام الحالي في ظل تصريحات إيرانية متناقضة حول الموعد المحتمل.
مصر
وذكر التقرير أن مصر ومنذ أن أبرمت السلام مع اسرائيل في العام 1979، أصبحت زبونا رئيسيا للاسلحة من الولايات المتحدة، حيث استحوذت بكميات كبيرة على طائرات F-16 وطوافات "ايه اتس -64" الهجومية، ودبابات "ام -1".
لكن في المقابل، أشار التقرير إلى انه لم يتم السماح لمصر بالاستحواذ على طائرات "اف-15 ايغيلز" على الرغم من موافقة الولايات المتحدة من حيث المبدأ على بيعها، وعلى الرغم ايضا من ان الولايات المتحدة باعتها الى السعودية وقطر اللتين لم تقيما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وتابع التقرير أن اسرائيل توصلت في العام 2002، الى سلسلة تفاهمات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بمبيعات الاسلحة الامريكية لمصر، كان احد بنودها منع شراء مصر لطائرات F-15.
وتابع التقرير أنه في حين تمكنت مصر في النهاية من امتلاك طائرات F-16، وصار لديها رابع أكبر أسطول من هذا الطراز في العالم، إلا أنه لم تتمكن من الحصول على طائرات "ايه اي ام-120"، وهو ما قلص بشكل كبير من قدراتها للدفاع الجوي.
واضاف ان حرمان مصر من مقاتلات F-15 طوال 40 سنة، جعل مصر تلجأ الى روسيا لتطلب شراء نحو 40 طائرة "ميغ-29" مقابل 2 مليار دولار في العام 2014، ثم طلبت دزينتين من طراز "سوخوي-35" بقيمة 2 مليار دولار في العام 2018.
الا ان التقرير لفت إلى أن الطائرات الروسية لم تتمكن من تبادل المعلومات مع الطائرات الامريكية الصنع لدى سلاح الجو المصري، مضيفا أن القاهرة كانت تأمل في ان يتمكن هذا الاسطول الروسي من العمل "كقوة جوية داخل سلاح الجو" وتعويض قدراتها الجوية المحدودة جزئيا.
وأضاف ان القاهرة تراجعت منذ ذلك الحين عن صفقة "سوخوي-35" على الأرجح بسبب التهديد بفرض عقوبات امريكية، ولان الحرب في أوكرانيا قد تؤثر على صادرات الاسلحة الروسية.
والآن، يقول التقرير انه من حسن الحظ بالنسبة لمصر أن الفرصة للاستحواذ على مقاتلات F-15 قد ظهرت أخيرا على ما يبدو.
وتابع قائلا ان رئيس القيادة المركزية الامريكية الجنرال فرانك ماكنزي قال في اذار/ مارس الماضي أمام المشرعين الأمريكيين "اعتقد ان لدينا اخبارا جيدة تتمثل في أننا سنزودهم بطائرات F-15، وهي عملية طويلة وصعبة".
وتابع التقرير بالقول ان موافقة اسرائيل تظل امرا حاسما لأي عملية شراء مصرية لطائرات F-16، مرجحا أن توافق إسرائيل على ذلك.
واضاف ان اسرائيل بدأت في تسلم طائرات F-35 الاكثر تطورا منذ العام 2016، والان بعدما طلبت 25 طائرة اضافية من هذا الطراز، فمن المرجح أنه سيكون لديها 75 طائرة من طراز الشبح بحلول الوقت الذي قد تستلم فيه مصر أول مقاتلة من طراز F-15.
ترجمة: وكالة شفق نيوز