صحيفة بريطانية: نساء الانبار يتمتعن بحريات جديدة بعد حقبة داعش

صحيفة بريطانية: نساء الانبار يتمتعن بحريات جديدة بعد حقبة داعش
2021-11-17T12:30:01+00:00

شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، يوم الاربعاء، ان الغزو الداعشي لمحافظة الانبار وفترة النزوح التي سببها لكثيرين، جلب نتيجة "ايجابية غير متوقعة" تتمثل في "الحريات الجديدة".

ونقلت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عن العراقية بلسم صديق (27 عاما) والتي تعمل حاليا في مقهى وتحلم بان تمتلك مقهى خاص بها، قولها "لو لم يأت داعش الى هنا ولم نكن نازحين، فربما ما نزال غير قادرين على العمل هنا كنساء".

ولفتت الصحيفة الى انه "عندما يستولي الجهاديون القتلة على بلدتك ويفرضون عليك النزوح، فمن الصعب أن تتصور أن مثل هذه الفظائع يمكن ان يكون لها جانب إيجابي"، الا انه بالنسبة لبلسم صديق التي كانت ترتدي سروالا باللون الفيروزي وهي الملابس التي كان محظور عليها ارتدائها من قبل، فقد "جلب غزو داعش لمحافظة الانبار في النهاية شيئا غير متوقع: حريات جديدة".

واشارت الصحيفة الى ان الانبار التي تعتبر من اكثر مناطق العراق محافظة في تقاليدها، وعانت من التطرف الاسلامي منذ الغزو الامريكي العام 2003، يمر مجتمعها، العشائري بغالبيته السنية، ببعض "التغييرات الطفيفة ولكنها مهمة".

ونقلت الصحيفة عن عبير، وهي فنية تعمل في مختبر وكانت واحدة من عدد قليل من النساء اللواتي كن يعملن قبل ظهور داعش، قولها ان "العائلات كانت في السابق تمنع الفتيات من الذهاب إلى العمل، والان هناك منافسة لإلحاقهن بالوظائف".

وبحسب تقديرات منظمة العمل الدولية فان مشاركة المرأة العراقية الاجمالية في قوة العمل تبلغ 20 % فقط. ولا تتوفر تقديرات مشابهة لكل محافظة عراقية بشكل منفصل.

وتابعت الصحيفة ان الانباريين يقولون "يمكنكم شكر داعش" الان اذ انه في الماضي كان من غير المألوف ان تسمح العائلات في هذه المحافظة لبناتها بالعمل او قيادة السيارة، لكن القيود بدأت تتلاشى حاليا.

واوضحت الصحيفة ان هذا التغيير "مثير للدهشة بالنظر الى ان الجرائم البشعة التي ارتكبها داعش ضد النساء خلال حكم الخلافة"، اذ ان مسلحي التنظيم خطفوا نساء وفتيات من الاقلية الايزيدية وسجنوهن واستعبدوهن واجبروهن على تغيير دياناتهن والزواج القسري وتاجروا بهن في اسواق العبودية، وهو ما قالت الامم المتحدة انه يرقى إلى مستوى "الابادة الجماعية".

واشارت الى انه بينما قام داعش بأبشع الجرائم بحق الايزيديين الذين اعتبرهم "هراطقة"، الا ان قوانين التنظيم المتطرفة طالت ايضا المسلمات من المذهب السني، وان الشهادات التي جمعتها منظمات حقوقية افادت بان نساء السنة أجبرن على تغطية أجسادهن بالكامل، أو كن يواجهن عقاب شرطة الاخلاق التابعة لداعش.

وتابع التقرير ان نحو نصف مليون من سكان الانبار فروا من داعش في العام 2014، واضطروا الى الانتقال الى بغداد والى إقليم كوردستان، مضيفا ان كثيرين انتقلوا من الفلوجة، وهي مدينة بلسم صديق، إلى مدينة شقلاوة في كوردستان، حيث اطلق عليها اسم "شقلوجة"، وهذه المناطق كانت عموما ليبرالية بشكل اكبر من الناحية الاجتماعية مقارنة بالأنبار.

ونقلت الصحيفة عن أحد المعلمين الذي غادر الفلوجة في العام 2014، قوله ان هذه الخطوة غيرت رؤيته للامور، وانه "عندما نزح إلى شقلاوة، رأى ثقافة أخرى"، وانه بمجرد وصوله الى هناك، خلعت زوجته النقاب عن وجهها.

كما نقلت الصحيفة عن أبرار العاني (29 سنة)، وهي اول سيدة تترأس دائرة الانبار للتنسيق مع المنظمات الدولية غير الحكومية، قولها انه خلال فترة النزوح الطويلة بين عامي 2014 الى 2016 وما بعدها، فان الانباريين انفتحوا على مناطق اخرى، مضيفة انه عندما "نزحت النساء، كان عليهن العمل لكسب لقمة العيش ومساعدة الرجال.. وهذا كان بمثابة تمكين للمرأة".

وتحدث التقرير عن متجر لمستحضرات التجميل مزدحم في الرمادي، يضم معروضات من الملابس الداخلية المثيرة، وقال ان رجلا مسؤولا عن المحاسبة، كان يشيد بالتغييرات التي حدثت والتي تخلق سوقا اكبر لمنتجات التجميل النسائية، مشيرا الى ان العديد من زملائه العاملين هم الان من النساء.

ريحان فوزي (27 عاما)، التي تعمل في محل لبيع الملابس، واجهت معارضة من اقاربها الذين "لم يتمكنوا من تقبل" عملها في مجال المحاسبة المالية.

واشارت الصحيفة الى ان ريحان فوزي التي نزحت عائلتها الى بغداد، تقول ان من انتقدوها سابقا يحاولون حاليا العثور على عمل لبناتهم.

ولفتت الصحيفة الى ان ريحان فوزي رفضت مؤخرا عرضا للزواج لان خطيبها اراد منها التوقف عن العمل. ومع ذلك، فان هناك حدود لحريتها المتاحة الان، اذ ما يزال اقاربها يقودونها الى العمل كل يوم حتى لا تضطر الى ركوب سيارة التاكسي بمفردها.

وختمت الصحيفة بالقول ان بلسم صديق التي اضطرت للنزوح الى بغداد، وعادت الان الى الفلوجة، تحاول الان ادخار المال من اجل شراء سيارة، مضيفة انه فيما اصبح العديد من صديقاتها ربات بيوت، فانها لا تعتزم الزواج الان قائلة بتحد "انا امراة حرة.. لا اريد أن يأتي احد ويسيطر علي".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon