"شهر الصيام" يحلق بالأسعار عاليا والمواطنون يستغيثون ووزارة الزراعة لا ترد
شفق نيوز/ استعدت الأسواق في العراق لشهر رمضان، لكنها كالعادة شهدت زيادة في الأسعار وخاصة المواد الغذائية الاساسية التي تستخدم في مائدة الافطار كالعدس والرز والزيت وبعض المواد التي تستخدم يوميا وتراوحت الزيادة، بحسب تجار ومستوردين، ما بين 15% و20%، الا ان هذه المرة شهدت ارتفاعا ايضا في الخضر والفواكه المنتجة محليا، خاصة الطماطم والبطاطا والخيار والباذنجان، فيما ظلت البامية تحلق عاليا منذ بداية نزولها للأسواق.
وتجولت وكالة شفق نيوز في أسواق الخضر ورصدت وجود ارتفاع أسعار الخضر إلى الضعف، حيث كان سعر كيلو الطماطم 1500 دينار للكيلو غرام الواحد، وكيلو الخيار 1500 دينار، والباذنجان 1500 دينار والبطاطا 1500 دينار، والبصل تراوح ما بين 750 الى 1000 دينار.
"العلوة" شبه خالية
"الأسعار مرتفعة للأسف، في أول أيام رمضان"، هذا ما قاله محمد صلاح أحد بائعي الخضر في منطقة الكرادة ببغداد، في حديث لوكالة شفق نيوز، مبينا أن "سوق الجملة للخضر والفواكه أو ما يعرف محليا بـ(العلوة) في منطقة جميلة والدورة شبه خالية من محاصيل الخضر".
وتابع ان "اي سيارة محملة بالخضر تدخل الى العلوة يتهافت عليها أصحاب محلات بيع الخضر لشرائها وبالتالي فإن الفلاح يقوم برفع السعر اضعاف ما كانت عليه قبل شهر رمضان"، مؤكدا أنه "كان مترددا في بداية الأمر في التسوق والعودة من حيث جاء نظرا لهذه الأسعار المرتفعة".
واشار الى ان "ارتفاع اسعار الخضر ادى الى قلة المتسوقين لديه وشراء كميات أقل مما كان يشترون منه سابقا"، لافتا الى ان "محاصيل الخضر لا تتحمل الخزن لأكثر من يوم واحد وبالتالي فإنه قد يتعرض للخسارة نتيجة ذلك".
انتاج محلي وارتفاع غير مبرر
وقال المواطن محمد حسين وهو سائق سيارة أجرة، في حديث لوكالة شفق نيوز؛ إن "المائدة الرمضانية هذا العام لأسرته المكونة من خمسة أفراد، ستكون مكلفة جدا"، مبينا أن "أسواق المواد الغذائية تشهد في هذا العام غلاء غير طبيعي، لا سيما المواد الاساسية كالزيت والبقوليات والرز، لتنضم اليها الخضر".
واضاف ان "الارتفاعات والزيادات التي طرأت على أسعار الخضر مع بداية شهر رمضان غير مبررة لأنها تنتج محليا "، مستغربا من صمت "الحكومة تجاه ذلك وعدم وجود الرقابة لمنع ضعاف النفوس من استغلال المواطن في هذا الشهر الفضيل".
وتقول ام احمد وهي ربة منزل في حديث لوكالة شفق نيوز إنها "اعتادت شراء ما تحتاجه من الخضر والفواكه من احد المحلات القريبة من منزلها"، مبينة أنه "بين ليلة وضحاها ارتفعت أسعار الخضر الى الضعف بدون اي سبب، مستدركة ان "السبب الوحيد هو قدوم شهر رمضان".
واشارت الى ان "هذه الارتفاعات لا تتناسب مع دخول المواطنين وخاصة الأسر الكبيرة والتي يترتب عليها بالإضافة إلى تأمين السلع الغذائية المنزلية، التزامات مالية أخرى كالايجارات ودفع الأموال لأصحاب المولدات الأهلية وغيرها من الامور الحياتية الاخرى".
اقتصادي: أنماط استهلاكية خاطئة
ويقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لوكالة شفق نيوز ان "النمط الاستهلاكي الخاطئ بالإقبال على الشراء بكثافة بوقت محدد يزيد الطلب بدون سبب موضوعي مما يزيد الطلب على مستويات العرض وهو مايرفع السعر عند كل بداية رمضان دون وجود تثقيف بتعديل هذا السلوك".
وتابع ان "على المواطنين اتباع الثقافة الاستهلاكية وهو ما يؤدي إلى التوازن في الأسواق والقضاء على الارتفاعات غير المبررة في أسعار الخضروات وجميع السلع".
واشار الى ان "تقنين استيراد المنتجات الزراعية الموسمية ولد ضغطا متزايدا على المعروض بسبب الزيادة غير المنطقية في الطلب".
بدورها قامت وكالة شفق نيوز بالاتصال عدة مرات بوزارة الزراعة للرد على استفسارات المواطنين وشكواهم حول أسباب هذا الارتفاع في أسعار الخضر وانعدام الرقابة، إلا أنها لم ترد على اتصالات مراسلنا.
وشهدت اسواق بغداد والمحافظات العراقية الاخرى ارتفاعا ملحوظا في اسعار المواد الغذائية وخاصة الزيت والطحين والرز مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ليصاحبها ارتفاع في اسعار اللحوم قبل ان تلتحق بالركب أسعار الخضر والفواكه مع بداية شهر رمضان.