شلل بعصب سامراء التجاري.. كيف اصبح "خارج نطاق الخدمة"
شفق نيوز/ يعاني اكبر واقدم اسواق مدينة سامراء كبرى مدن محافظة صلاح الدين من الاغلاق بسبب الاجراءات الامنية المشددة المتخذة في محيطه وهو ما تسبب بترك نحو 4 الاف شخص لمتاجرهم هناك وفق ما اكده سكان محليون.
وبسبب الاجراءات الامنية التي تترافق لحماية مزار الامام علي الهادي وابنه الحسن العسكري المقدسين لدى الشيعة الاثني عشرية والذي يتوسط السوق اصبحت اغلب الطرقات مغلقة وباتت صعوبة في دخول السوق والخروج منه.
ويقع المزار متربعا اربعة شوارع اكبرها هو شارع البنك بينما الشوارع الثلاثة الاخرى وهي شارع الشواف والشروق وباب القبلة تعد اصغر حجما، ولكن جميعهما باتت مغلقة متاجرها وفنادقها تحولت الى هياكل اشباح.
وترك اصحاب المتاجر المختلفة ذلك السوق وتجهوا نحو اسواق استحدثت مؤخرا بأطراف سامراء بسبب شدة الاجراءات الامنية ومنع اصحاب المتاجر والفنادق القريبة نسبيا من المزار من الدخول اليها منذ 2007 وتشدد ذلك في 2014 مع اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” لاغلب محافظة صلاح الدين.
وكان مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة قد فجروا المزار الشيعي بسامراء عام 2006 وتبعه تفجير اخر في 2007 و هو ما تسبب بنازع بالبلاد وحول المناطق المختلطة الى مناطق ذات طائفة واحدة.
وقال محمد حامد وهو صاحب متجر لبيع الاقمشة لشفق نيوز ان متجره كان يدر عليه يوميا نحو 300 دولار امريكي عندما كان السوق مفتوحا، مشيرا الى ان زائرين شيعة كانوا يشترون منه بالاضافة الى سكان المدينة الاصليين من العرب السنة لكن ذلك اختلف العام الماضي.
وكان الحشد الشعبي وهم متطوعون شيعة موالون للحكومة بالاضافة الى الجيش العراقي والشرطة قد استخدموا سامراء على بعد 120 كلم شمال العاصمة بغداد مقر انطلاق لهم لتحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين وباقي المدن الخاضعة لسيطرة “داعش”.
وقال متحسرا كان “السوق يضم نحو 4 الاف متجر متوزعات في شارع البنك والشواف والشروق وباب القبلة والافرع المحيطة الاخرى لكنها اغلقت بشكل جماعية ولم يبق سوى بعض المحال الصغيرة التي تقع بمداخل السوق”.
وبسبب كثافة التواجد الامني وشدة الاجراءات الامنية المتخذة احيط مركز المدينة او ما يعرف بسامراء القديمة بالاسلاك وعشرات المقاتلين المدججين بالسلاح خصوصا في المناطق القريبة من المزار.
وعلى نحو 1500 متر عن المزار تجد حواجز التفتيش بينما اخذت تلك المسافة الممتدة الى المزار تبدو خالية من السكان.
ويقول عبد الرحمن السامرائي وهو صاحب متجر للمبلاس النسائية في شارع البنك لشفق نيوز ان “الاجراءات الامنية تحد من حركة المتبضعين والنساء تخاف وحتى الرجال”.
ويضيف "المتاجر يوما تلو يوم يغلقها اصحابها حتى بات شارع البنك مغلقا تماما وجميع الاسواق الثلاثة الاخرى كذلك”.
ويقول ضابط بقيادة عمليات سامراء لشفق نيوز ان “الاجراءات الامنية المتخذة هناك تهدف لحماية اصحاب المتاجر وجميع المارة والعراقيين بشكل عام”.
وقال “لو وقع اعتداء على مزار العسكريين لكان العراق في حرب اهلية واسعة”، مشيرا الى ان “السلطات الامنية تسعى لفرض الامن ومنع وقوع اي كارثة قد يتسبب بها الارهابيون من خلال استهداف المزار”.
وتحدث ايضا عن ضرورة تحمل السكان اغلاق السوق هذه الفترة من اجل سلامة البلاد وطرد تنظيم “داعش”.
ويرى قائممقام قضاء سامراء محمود خلف ان “السوق المغلق اثر على واقع سامراء الاقتصادي رغم ايجاد السكان اسواق اخرى تم فتحها مؤخرا”.
واضاف خلف لـشفق نيوز ان “اغلاق السوق رغم انه جاء لدواع امنية لكنه في حقيقة الامر تسبب بمشكلات عدة لاصحاب المتاجر هناك الذين يقدر عددهم بالاف خصوصا ان للسوق رمزية بسبب قدمه”.
ويتطلع المسؤول المحلي الى المستقبل القريب مؤكدا وجود اتصالات مكثفة لاعادة احياء السوق ليس فقط للقضايا التجارية وانما استثمار الاماكن التراثية الموجودة داخلها، مؤكدا وجود تنسيق بين السلطات المحلية وقوات الامنة اضافة الى منظمة اليونسكو للعمل على ذلك”.
ويتفرع من السوق احياء تراثية قديمة من بينها الحي اليهودي وسوق القصابين بالاضافة الى ضمها احد اقدم مساجد المدينة وهو الجامع الكبير.
ومنذ عام تقريبا بدء متاجر السوق بالاغلاق حتى باتت اليوم عشرة محال واكثر مفتوحة فقط.