شركات تدعو الولايات المتحدة ودول أخرى للدخول على خط الأزمة "النفطية" بين بغداد وأربيل

شركات تدعو الولايات المتحدة ودول أخرى للدخول على خط الأزمة "النفطية" بين بغداد وأربيل
2022-09-02T18:38:52+00:00

شفق نيوز / كشف تقرير اقتصادي، اليوم الجمعة، عن طلب شركات نفطية تعمل في اقليم كوردستان، المساعدة من واشنطن لنزع فتيل الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل بشأن عملها وتدفق النفط الى تركيا، وفيما بيّن أن موقف تركيا "غير واضح" حتى اللحظة من القضية، أكدت شركة تعمل في الاقليم تواصلت مع أربع حكومات بهذا الشأن.

وقالت وكالة "رويترز" الاخبارية ان "شركات النفط العاملة في اقليم كوردستان طلبت من الولايات المتحدة المساعدة في نزع فتيل التوتر المتزايد بين الحكومة الاتحادية وبين حكومة الإقليم".

واستندت رويترز في تقريرها الذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز على "رسالة أطلعت عليها، وعن ثلاثة مصادر تقول إن هذا التدخل الأمريكي ضروري من أجل ضمان استمرار تدفق النفط عبر شمال العراق الى تركيا لمنع الاخيرة من زيادة شحنات النفط من إيران وروسيا".

وبحسب هذه الرسالة والمصادر، فإن "اقتصاد اقليم كوردستان، قد يكون معرضا لخطر الانهيار اذا خسر عائداته من مبيعات النفط".

وذكر تقرير رويترز أن "العلاقات توترت في فبراير/شباط الماضي عندما اعتبرت المحكمة الاتحادية ان قانون النفط والغاز المتعلق بتنظيم الصناعة النفطية في كوردستان، غير دستوري"، مبيناً ان "بعد صدور الحكم، فإن الحكومة الاتحادية عززت من جهودها بهدف السيطرة على عائدات التصدير من أربيل".

وبحسب نسخة الرسالة التي اطلعت عليها رويترز، فإنه "وقبل صدور الحكم، كتبت شركة (اتش.كي.ان انرجي)، التي تتخذ من دالاس مقرا لها، الى سفيري الولايات المتحدة في بغداد وانقرة وتحديداً في كانون الثاني/يناير الماضي، تطلب فيها الوساطة الامريكية في قضية منفصلة تعود الى العام 2014 وتتعلق بخط الانابيب العراقي التركي (ITP)".

وأوضح التقرير أن "بغداد "تزعم ان تركيا انتهكت اتفاقية "ITP" من خلال سماحها بعبور صادرات حكومة اقليم كوردستان والتي تعتبرها بغداد غير قانونية، وذلك من خلال خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي".

واشار التقرير الى ان "وزارة النفط العراقية قالت إن الجلسة الاخيرة للنظر في القضية كانت قد عقدت في باريس في يوليو / تموز الماضي، وأن غرفة التجارة الدولية ستعلن قرارها النهائي خلال الشهور المقبلة".

ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر قولها إن "الخطوات التالية المحتملة من جانب تركيا، ما زالت غير واضحة في حال صدر الحكم لصالح بغداد، وهو احتمال مرجح".

ونقلت الوكالة عن ممثل عن الشركة طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن "شركة نفط واحدة اخرى على الاقل تحركت متواصلة مع جهات عليا في أربع حكومات معنية مباشرة وغير مباشرة، من أجل تشجيع المشاركة".

ولفتت رويترز إلى ان "مشغلين آخرين في اقليم كوردستان و"جينيل انرجي" و"شيفرون" رفضوا التعليق على قضية التحكيم، في حين "لم ترد "دي ان او" و"جالف كيستون"، على طلبات من رويترز من اجل التعليق.

براميل النفط في خطر

وبحسب الرسالة التي حصلت عليها "رويترز" والموجهة من شركة "اتش كي ان" الى سفيري الولايات المتحدة، فان "وقف تدفق النفط عبر (ITP) سيؤدي الى انهيار اقتصاد اقليم كوردستان العراق".

ولم تعلق وزارة الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان ولا وزارة النفط في بغداد على طلبات من "رويترز" من أجل التعليق على الخبر.

ولفت التقرير إلى أن "لدى (ITP) قدرة ضخ تصل الى 900 ألف برميل يومياً من الخام، وهو ما يمثل نحو 1 ٪ من الطلب العالمي اليومي على النفط، وذلك من خلال شركة التسويق الحكومية (سومو) وكذلك حكومة الإقليم. ويتم حاليا ضخ 500 الف برميل يوميا من حقول شمال العراق".

وبحسب محللين، فإن "الشركات ستنسحب من الإقليم ما لم تتحسن بيئة العمل".

وذكر التقرير أنه "مع تدهور الوضع الامني، فان مجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تحركت من أجل تحقيق مشاركة الولايات المتحدة للمساعدة في ردع الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة وتعزيز الامن بشكل عام".

وأوضح التقرير نقلا عن مصادر معنية بالقضية، أن "هذه الشركات أيدت ايضا رسائل كتبها أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى وزير الخارجية انطوني بلينكين في أغسطس/آب، وحثت هذه على الانخراط رفيع المستوى مع اربيل وبغداد بهدف حماية استقرار اقتصاد اقليم كوردستان وضمان خلو العراق من التدخل الإيراني".

مصلحة أمريكية باهتة

ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس قوله في 16 أغسطس/ آب الماضي، أن "الخلافات بين بغداد واربيل تخصهما، إلا أن الولايات المتحدة تشجع على الحوار".

ولفت التقرير الى ان "وزارة الخارجية الامريكية استدعت شركة المحاماة الأمريكية (ايلكينس آند فيجين) التي تمثل وزارة النفط العراقية، من اجل الاطلاع منها على معطيات النزاع الدائر حول (ITP) في يوليو/تموز".

وتابع التقرير نقلا عن مصدر مطلع قوله إنه "من المرجح عقد جلستين اخريين في بغداد وواشنطن".

وبينما رفضت وزارة الخارجية الامريكية التعليق، أعرب خبراء في الصناعة عن "اعتقادهم بأن التدخل الأمريكي ليس مرجحا وقد لا يساعد على أي حال".

ونقل التقرير عن العضو المنتدب للطاقة والمناخ والاستدامة في "مجموعة أوراسيا جروب" رعد القادري قوله إن "الولايات المتحدة انفصلت عن العراق خلال العقد الماضي، وأن الضغوط من واشنطن أو الحكومات الاخرى، لن تحل القضايا بين بغداد والكورد".

وكان مسؤول كوردي قال لـ"رويترز" في أغسطس/ آب الماضي، أن "حكومة الإقليم طلبت من الولايات المتحدة تعزيز قدراتها الدفاعية"، لكنه اشار الى انه "ليس متفائلا لأن الاولوية الأهم للولايات المتحدة تتمثل في إحياء الاتفاق النووي مع إيران".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon