أشادت بالمبادرة وحذرت من انتكاسات.. منظمة دولية: طريق طويل أمام العراق بزراعة 5 ملايين نخلة
شفق نيوز/ كشف تقرير لمنظمة "الأرض" الدولية غير حكومية، اليوم الخميس، ان الطريق لا زال طويلاً أمام العراق لزراعة الملايين من أشجار النخيل لمواجهة التصحر والتغيير المناخي، وفيما أشادت بمبادرة العراق الزراعية وقارنت بينها وبين مشاريع تشجير اخرى حول العالم، أكدت أن المشروع سيواجه "انتكاسات"، خصوصاً مع ارتفاع الحرارة بنحو 5 درجات مستقبلاً.
وقالت المنظمة البيئية التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن "التغيير المناخي في العراق تسبب بمشاكل بيئية واجتماعية واقتصادية ضخمة، فيما يكافح البلد في التعامل مع الفيضانات والجفاف والعواصف الترابية التي دمرت البنية التحتية واجبرت الاف الاشخاص على النزوح".
واشار التقرير إلى أن "مبادرة زرع الاشجار التي تتضمن 5 ملايين نخلة وشجرة، اثارت اهتمام وسائل الاعلام حيث تتكتل جهود الحكومة والمجتمعات المحلية من اجل طرح استراتيجية جديدة لإنقاذ البلاد ومواردها".
وحذر التقرير من أن "15٪ من اجمالي مساحة العراق جرى تصنيفها على انها في حالة تصحر، وهو معرض تأثيرات التغيير المناخي بسبب احتياطياته النفطية الهائلة حيث يتمتع بخامس أكبر احتياطي في العالم بأكثر من 140 مليار برميل"، مشيرا الى ان "البنك الدولي يقول ان العراق يواجه تحدياً يتمثل في الابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط، اذا كان يريد تحقيق مستقبل اكثر استدامة".
وتابع التقرير أن "العراق يعاني منذ سنوات الى موجات الحر الصيفية والجفاف المتكرر والتصحر الذي تتسبب به العواصف الرملية والتي تتزايد في مدتها وحدتها بسبب الاحتباس الحراري".
كما لفت التقرير انه "وفقا للأرقام الحكومية، فان أكثر من 7 ملايين شخص تأثروا بالتغير المناخي وأدت الأحوال المناخية الحادة والكوارث الطبيعية الى نزوح مئات الالاف من الاشخاص الذين يعتمدون على الزراعة والصيد من اجل لقمة العيش، بينما يستمر انخفاض احتياطيات المياه السطحية وتكرار الجفاف وزيادة ملوحة المياه في المساهمة في انتشار التصحر، في حين ان التغيير المناخي يهدد مستقبل نهري دجلة والفرات اللذين يوفران الكثير من امدادات المياه التي تحافظ على الحياة في العراق".
ولفت التقرير أيضاً إلى أن "تأثيرات الاحتباس الحراري تمس ايضا الموارد المالية والمادية للعراق، ففي العام الماضي اجتاحت عواصف ترابية بغداد، مما اجبر المدارس والمطارات على الإغلاق، وهو ما يؤثر على الاقتصاد المحلي، في حين اثارت العواصف الرملية مخاوف كبيرة على الصحة العامة حيث صدرت تعليمات للسكان المحليين بالتزام منازلهم وتوفير الادوية لمن يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي".
وفي اشارة الى مبادرة زرع الاشجار، ذكر التقرير بأن "الاشجار تساعد في مكافحة التصحر وتحد من تاكل التربة وتحافظ على موارد المياه، وهي مسألة مهمة بشكل خاص فيما يتعلق بالدول التي تواجه حالات الجفاف المتكررة وشح المياه مثل العراق"، موضحاً أن "زراعة الاشجار تعتبر طريقة مذهلة لمواجهة التصحر لان الاشجار تلعب دورا مهما في منع تآكل التربة وتحسين خصوبة الأرض".
وبالإضافة الى ذلك، قال التقرير إن "الاشجار بإمكانها المساعدة في التخفيف من اثار التغيير المناخي من خلال امتصاص ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي، بالتالي تساهم الاشجار في تبريد المدن وتوفير مصدات الرياح خلال العواصف الرملية".
وأوضح التقرير ان "اطلاق الحملة الوطنية لزراعة 5 ملايين شجرة في مارس/اذار 2023، وهي مبادرة يدعمها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تستهدف التعامل مع مختلف القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التغيير المناخي بالإضافة الى خلق وظائف خضراء وتوفير التدريب والتعليم للمجتمعات المحلية حول الممارسات الزراعية المستدامة".
وأشار التقرير الى "اهمية ان المشروع حظي بتأييد العديد من المنظمات المحلية والدولية، بما في ذلك برنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الفاو".
وبحسب التقرير، فان "المشروع يتضمن زراعة الشتلات وانشاء مشاتل وتقديم التدريب والتعليم للمجتمعات المحلية، كما تستهدف خلق وظائف خضراء وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، مشيرا الى ان الحملة تتم في عدة محافظات عراقية منها بغداد والبصرة وديالى، حيث سيتم زراعة الاشجار من قبل المزارعين المحليين والمواطنين بدعم من الخبراء والموارد التي تقدمها الحكومة والمنظمات الشريكة".
وقدم التقرير امثلة على مشاريع تشجير اخرى في العالم، من بينها "مشروع سور الصين الاخضر العظيم" الذي يستهدف الى معالجة التصحر الناجم عن عوامل التعرية بفعل الرياح، وخسارة المياه والتربة، والتملح، الناجم عن سوء ادارة المياه.
واوضح التقرير انه "مع حلول الوقت الذي من المقرر ان يكتمل فيه المشروع الصيني في العام 2050، سيكون قد تم زراعة نحو 88 مليون فدان من الغابات".
وبالاضافة الى ذلك، هناك مبادرة تشجير في افريقيا باسم "مبادرة الجدار الاخضر العظيم" الممول من الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والامم المتحدة، والذي يستهدف غرس نطاق عريض من الاشجار يغطي 8 الاف كيلومتر من الارض عبر كامل عرض القارة، من السنغال في غرب افريقيا الى جمهورية جيبوتي في شرق القارة.
وختم التقرير بالقول انه "على الرغم من أن المبادرة العراقية قد استقطبت اهتماماً اعلاميًا واسعاً في كافة انحاء العراق ودعما من المنظمات الدولية، الا ان الطريق امامنا طويل وستكون هناك العديد من الانتكاسات".
وتابع التقرير انه "بالاستناد الى سيناريو التغيير المناخي، فانه من المرجح ان تتزايد درجات الحرارة في العراق بما يصل الى 4.8 درجة مئوية بحلول العام 2080 مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية، ولهذا، يعتبر التقرير انه يجب ان تكون لدى الاشجار المختارة للزراعة القدرة على البقاء في ظل هذا المستوى من درجات الحرارة".
ترجمة : وكالة شفق نيوز