"ربع الله".. "مطاوعة شيعية" أم أكثر؟

"ربع الله".. "مطاوعة شيعية" أم أكثر؟
2021-03-26T06:36:17+00:00

شفق نيوز/ الزوبعة التي أثارها الاستعراض العسكري في العاصمة العراقية بغداد تأييدا للسلاح المرفوع في وجه الأميركيين وضد سعر الدولار المرتفع، كما أعلن بيان باسم جماعة "ربع الله"، يجدد التساؤلات حول هوية هذا التنظيم وأهدافه.

وهي ليست المرة الاولى التي يخرج فيها أعضاء هذه الجماعة في تظاهرة استعراضية يرفعون خلالها صورا منددة برئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي، منذ ظهور اسم "ربع الله" للمرة الاولى خلال التظاهرات ضد السفارة الاميركية التي جاءت ردا على غارات اميركية على غرب العراق في أواخر العام 2019، قبل أيام من اغتيال قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي ابومهدي المهندس.

وتفرض الجماعة منذ ذلك الوقت تحديا أمنيا استثنائيا على الحكومة العراقية التي برغم فتحها العديد من التحقيقات في انتهاكات ارتكبتها الجماعة، لم تصل الى نتيجة واضحة، ولم يتم محاسبة أي من اعضائها.

ولا يعرف لهذه الجماعة رأس قيادي، او هيكلية تنظيمية او مقرات محددة، ولهذا فانها تعمل في المجهول تماما، ولا يعرف عنها العراقيون سوى بضعة منصات على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة على "واتساب" و"تلغرام" يفترض أنها تتحدث باسمها.

وبخلاف ذلك فإن المعلومة شبه الوحيدة المتداولة حول "ربع الله" انها منبثقة عن احدى – أو بعض- فصائل الحشد الشعبي، او انضوى تحت اسمها. وبعد ساعات على التظاهرة المبهمة التي جرت في بغداد، اقدرت قيادة الحشد بيانا تنصلت فيه من "ربع الله" وتحركها الاستعراضي صباحاً.

المهم ان بيانا باسم "ربع الله" صدر "بارك السلاح الذي يرفع بوجه الأمريكان وعملائهم"، ويشد على "أيدي الشرفاء من أعضاء مجلس النواب العراقي المطالبين بخفض سعر الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي ونضع صوتنا إلى جانب صوتهم نصرة للفقراء والمحرومين وهم الأغلبية من أبناء شعبنا".

وبسبب أعمالها التي من بينها مهاجمة مراكز للمساج او محلات بيع خمور وغيرها، فقد شبهها البعض بأنها بمثابة "شرطة آداب" مشابهة لما كان يسمى ب"كتيبة الخنساء" الداعشية التي تضم نساء مكلفات بدور شرطة الآداب والأخلاق، أو "هيئة الامر والمعروف" السعودية وعناصر ما يسمى ب"المطاوعة" السعودية التي تلاحق تصرفات المواطنين السعوديين، او عناصر "الباسيج" الايرانية التي كانت تتهم بالتدخل بخصوصيات الناس وسلوكهم.

ولم تكن "ربع الله" الجماعة الوحيدة التي ظهرت في مرحلة اغتيال سليماني والمهندس وفي مرحلة ما بعد اندلاع تظاهرات أكتوبر 2019، فهناك أيضا جماعة "أصحاب الكهف" و"عصبة الثائرين" وغيرهما الكثير.

وما زال العراقيون يذكرون انه في اكتوبر العام 2020 عندما استهدف مطار اربيل بصواريخ وطالب بعدها وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري بكبح جماح الميليشيات، تعرض لحملة تشهير وتحريض كبيرة على منصات التواصل الالكتروني، ما حشد تظاهرة ضد مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد جرى احراقه، ويعتقد بتورط "ربع الله" في ذلك.

وصحيح ان "ربع الله" تبدو كأنها جماعة "مستقلة" تشكلت حديثا، لكن التقديرات الامنية تشير الى احتمال ارتباطها بجماعات أقدم وأكثر تنظيما، من بينها "كتائب حزب الله"، وهذا ما أكده المسؤول الأمني في الكتائب أبو علي العسكري، الذي أصدر توضحياً عقب الاستعراض العسكري لـ"ربع الله".

من الملاحظ أن الهجمات والاعتداءات التي تنفذها "ربع الله" لا تؤدي الى سقوط ضحايا، فيما يبدو حرصا على عدم اثارة الرأي العام بالكامل ضدهم، كما أنهم يمهدون لاي اعتداء او هجوم ينفذونه، بحملة تشهير وتأجيج اعلامية واسعة، لتلقى أعمالهم قبولا عند البعض.

وبالاضافة الى مهاجمة وحرق مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ينسب الى "ربع الله" هجمات أخرى مثل تخريب مقر قناة "ام بي سي – العراق" التي بثت فيلما وثائقيا عن ابومهدي المهندس تصفه بأنه إرهابي. كما نسب إليها الهجوم على مقر قناة دجلة التلفزيونية في العام الماضي عندما عرضت القناة برنامجا غنائيا بالتزامن مع إحياء العراق ذكرى عاشوراء.

كما اتهم "ربع الله" بتفجير المعهد الأمريكي لتدريس اللغة الإنكليزية في النجف سبتمبر الماضي، ومهاجمة مركز للتدليك في بغداد والاعتداء على العاملين والعاملات فيه، الى جانب بعض الملاهي الليلية.

وفي حين يدرج البعض هذه الاعمال بانها تطبيق لفكرة "شرطة الاداب"، فإن آخرين يقولون إن هدفها قد يكون الابتزاز المالي لهذه الاماكن لتوفير التمويل للمنتمين الى الجماعة.

وتشير بعض التقارير إلى أن "ربع الله" تمارس دورا آخر يتمثل في التغلغل بين التظاهرات التي كانت تجري ضد الحكومة، من اجل جمع المعلومات او تنفيذ عمليات اعتقال واغتيال.

وتمارس "ربع الله" نشاطها الإعلامي الأساسي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي عبر مجموعات من بينها "المستشار" و"السيدة الأولى" و"صبيان السفارة" و"الحجي والخال" و"الجوكرية"، و"صابرين نيوز" و"جبهة أبو جداحة (أبو ولاعة)".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon