دعوة لـ"خطة طوارئ".. شح المياه يوقف الزراعة "المروية" في العراق

دعوة لـ"خطة طوارئ".. شح المياه يوقف الزراعة "المروية" في العراق
2025-07-15T13:09:07+00:00

شفق نيوز- بغداد/ النجف 

أوقف العراق الخطة الزراعية الصيفية التي تعتمد على طرق الإرواء القديمة (الصناعية)، بسبب شح المياه وقلة الإيرادات المائية، بحسب وزارة الزراعة العراقية، فيما يدعو خبراء بالشأن المائي إلى إعلان خطة طوارئ لمواجهة الوضع المائي الحرج في البلاد.

وقال وكيل وزير الزراعة، مهدي الجبوري، إن "خطة الاستزراع الصيفي لموسم زراعة 2025 تم إقرارها بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية، وتم تخصيص 200 دونم لزراعة محصول الشلّب للحفاظ على نوع البذور، وهذه المساحة حددت حسب قرار مجلس الوزراء واللجنة العليا للمياه في محطات دائرة البحوث الزراعية". 

أما محاصيل الخضر الصيفية، أوضح الجبوري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أنه "تم توجيه المزارعين إلى اعتماد الزراعة الحديثة كالري بالتنقيط والثابت لزراعة محاصيل الخضر الصيفية، ولا توجد أي خطة زراعية بالطرق المروية".

وأضاف أن "القطاع الزراعي يستهلك بحدود 70 بالمئة من المياه، وهذا يشكل عبئاً كبيراً حال إقرار أي خطة زراعية للموسم الزراعي الحالي، على أمل أن يكون هناك تنظيم للحصص المائية وعدم التجاوز عليها في الموسم الشتوي لضمان حصص مائية للموسم الصيفي المقبل".

وأشار الجبوري، إلى أن "هذا التوجيه كان بسبب شح المياه وقلة الإيرادات المائية من الجانب التركي لنهري دجلة والفرات، ورغم التصريحات بزيادة الإطلاقات المائية، إلا أن الإيرادات للعراق لا تزال منخفضة، ما يتطلب الضغط على توزيع المياه للاستهلاك المنزلي والاستخدامات الصناعية ومحطات مياه الشرب".

وأدى هذا التوجيه إلى "خفض الخطة الزراعية في محافظة النجف التي تتميز بزراعة الشلّب (العنبر)، من 3 آلاف دونم على عموم المحافظة عام 2024، إلى 140 دونم فقط لعام 2025، بحسب رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، محسن هدهود.

وأكد هدهود، خلال حديثه للوكالة، أن "هذه الخطة أثارت غضب الفلاحين والمزارعين بالمحافظة الذين يشكلون نسبة 60 بالمئة من السكان، فيما تبلغ نسبة المختصين بزراعة الشلّب حوالي 40 بالمئة من إجمالي مزارعي النجف، في وضع مأساوي فاقمه عدم وجود زراعة بديلة كما كان في السابق عند عدم وجود زراعة الشلّب".

ولفت إلى أن "بسبب شح المياه وقلة الإطلاقات المائية من دول الجوار أوصل البلاد إلى الحاجة لتأمين مياه للمواشي، الأمر الذي اضطر أغلب الفلاحين إلى امتهان مهن غير الزراعة، فيما تشير التوقعات إلى زيادة الوضع سوءاً خلال الفترة المقبلة".

وهذا ما دفع مزارعي النجف التي تعتمد بشكل شبه كلي على نهر الفرات والمياه الجوفية، إلى إطلاق شكاوى من انقطاع مياه السقي بشكل متكرر، وتراجع كبير في منسوب المياه الجوفية، مما أدى إلى تصحر العديد من الأراضي الزراعية ونفوق أعداد من الماشية.

في هذا الصدد، ذكر أبو عباس - مزارع من ناحية العباسية في النجف - لوكالة شفق نيوز، أن "فلاحي المحافظة يعانون انعدام المياه، لا للماشية ولا للمزروعات، بسبب شح المياه وتقليص الخطة الزراعية بشكل غير مسبوق، في وضع يمكن وصفه بالكارثي".

ونتيجة لذلك، "أوقف العراق الخطة الصيفية وجعل الاعتماد على ري البساتين بطريقة المراشنة، والتي تواجه صعوبة كبيرة أيضاً"، بحسب الخبير المائي، تحسين الموسوي.

وبناءً على ذلك، دعا الموسوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى "ضرورة وضع خطط مستعجلة وخطط طوارئ بسبب الوضع المائي الحرج، فيما أمست معالجة وضع المياه صعبة في ظل وجود عملية تبخر عالية بسبب ارتفاع درجات الحرارة". 

ورأى، أن "العراق بحاجة إلى إعلان خطة طوارئ وتطبيق الأمور التي لها الأولوية وهي تحسين نوعية مياه الشرب والحفاظ على الجريان في أحواض النهر، وكذلك الضغط على الجانبين التركي والإيراني لدفع الإطلاقات، إذ أن استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه، سيضع الحكومة أمام حرج كبير".

وشدد الموسوي، على ضرورة إطلاق الجانب التركي للمياه لدفع التلوث ولتعزيز الجريان للحفاظ على التنوع، خاصة بعد نفوق الكثير من الأسماك بسبب فقدان الأوكسجين الذائب نتيجة شح المياه، أما إطلاقات الجانب الإيراني، فهي تهدف لدفع اللسان الملحي من خلال شط العرب.

وخلص المؤسس، إلى أن "الموارد المائية أصبحت تدار سياسياً أكثر من الاعتماد على المهنية والخبرات، لكن رغم ذلك، لا يتعلق الملف بوزارة الموارد المائية فقط، بل بكل المؤسسات المرتبطة بها، وحتى بدور المواطن الذي يجب عليه التوقف عن دور المراقب ويصبح شريكاً في عملية استخدامات المياه لخطورة الوضع".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon