"دخلت إلى غرفة العمليات وخرجت جثة هامدة".. (رحمة) هربت من "داعش" لتقضي في جراحة بأربيل
شفق نيوز/ لم يكن يعلم (أبو عبد الله) وهو نازح من اهالي صلاح الدين، أن هروبه من محافظته بعد تدهور الأوضاع الامنية وهجوم (داعش)، إن ما ينتظره لا يقل "مرارة" عما سيواجهه لاحقا، لينتهي به الحال بفقدان ابنته (رحمة) ذات الـ(14) ربيعاً، في قضية ما زالت تثير الجدل حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
قصة رحمة
بعد استقراره هو عائلته في اربيل وإدخال أطفاله إلى المدرسة شكت احدى بناته وتدعى (رحمة) البالغة من العمر (14) عاما بشكل مفاجئ من آلام طفيفة في العين والحوض، فسارع أبو عبد الله الى عرض ابنته على عدد من أطباء اربيل لتبدأ بعدها المأساة، هكذا يبدأ الرجل الحديث عن وضعه وبداية قصة ابنته التي فقدها أخيراً.
ويضيف والد الفتاة قائلاً "عند عرض ابنتي على عدد من الأطباء وإجراء الفحوصات اللازمة تبين بحسب التشخيص ان لديها ورم في الدماغ، وكل الاطباء الذين لجأت إليهم، لم يمنحوني الا (60%) كنسبة نجاح لأي عملية جراحية تجري لاستئصال هذا الورم".
ويتابع الرجل المكلوم بفقدان ابنته "وأثناء رحلة البحث عن مزيد من الأطباء، عرضت ابنتي هذه المرة على الدكتور (هيمن حسن)، وابلغني بأن العملية سهلة ونسبة نجاحها تبلغ (95%)، لأنه مجرد كيس دهني فقط داخل الدماغ، مخالفا بذلك كل الأطباء الذي تعرضت ابنتي عليهم واقنعي بإجراء العملية الجراحية".
يوم العملية
بحزن شديد يروي الرجل تفاصيل اليوم المفصلي الذي قلب حياة أسرته بالكامل بالقول "في يوم العملية ادخلوا ابنتي الى غرفة العمليات وقد أشار الطبيب الى انه سيقوم بفتح ثقب في الجمجمة بالناظور ويستأصل الكيس الدهني لكن بعد مدة خرج علينا وابلغنا ان ابنتي دخلت في غيبوبة وانصدمنا جدا بهذا الكلام وبعد بقائها في المستشفى لمدة أربعة أيام فارقت الحياة".
ويضيف أبو عبد الله "اثناء فترة دخول ابنتي في الغيبوبة طلبت ادارة المستشفى الاهلية مني أن أدفع (4500) دولار كتأمينات، لكنني لم استطع دفع هذا المبلغ لأنني صرفت مبالغ كبيرة وكنت ادفع مليون دينار للمستشفى على كل يوم من رقود ابنتي في العناية المركزة فاضطررت الى نقلها وهي في غيبوبة الى المستشفى الجمهوري الحكومي في اربيل".
موقف وزير الصحة
يسترسل أبو عبد الله عن تفاصيل وفاة ابنته وما أعقبها من أحداث بالقول إن "بعد وفاة ابنتي التقيت بوزير صحة الاقليم (سامان برزنجي) ووجهني بأن أرفع شكوى ضد الطبيب الذي أجرى العملية، وبالفعل رفعت دعوى على الطبيب، وقد كلفت وزارة الصحة طبيباً ليدون كلامي حول القضية واستمرت المقابلة معي لمدة ربع ساعة فقط ووعدوني باتخاذ الاجراءات لكن بعد عقب أيام تفاجأت عند تواصلي مع شخص مندوب بين الصحة والقضاء يدعى (سعدي) بان قال لي: ان الوزارة ستقوم بإعادة التحقيق لأن الطبيب الذي أخذ الافادة مني لم يكن أخصائيا".
وبعينين متأملين يقول أبو عبد الله "لا زلت أنتظر موقفاً واضحاً من وزارة الصحة في الإقليم حول أسباب وفاة ابنتي التي دخلت الى غرفة العمليات على رجليها و خرجت جثة هامدة".
وزارة الصحة في اقليم كوردستان
وحاولت وكالة شفق نيوز التواصل مع وزارة الصحة في الإقليم وصحة محافظة اربيل مرارا، من باب حق الرد وتوضيح الأمور، لكن من دون أي رد منهم حول هذه القضية.
الطبيب المعالج
وخلال اعداد التقرير تواصلنا ايضاً مع الدكتور هيمن حسن وهو الطبيب الذي يروي من جانبه لوكالة شفق نيوز تفاصيل العملية ووفاة الفتاة (رحمة) بالقول "بعد تخدير المريضة وقبل البدء بالعملية واجهت الفتاة مشاكل في القلب فاضطررنا إلى تأجيل العملية وعرضناها على طبيب باطني وقال الطبيب بأنها لا تعاني من مشاكل ثم استأنفنا العملية".
ويشير الطبيب إلى انه "أثناء العملية واجهت المريضة هبوطا حادا في ضغط الدم وتسارعا في نبضات القلب".
وعن تحمله المسؤولية بشأن القضية يقول الطبيب المسؤول عن حالة الفتاة (رحمة) "انا انتظر قرار اللجنة الصحية التي تشكلت من قبل وزارة الصحة في الإقليم بهذا الخصوص ومستعد لتحمل المسؤولية بعد أي قرار يصدر، ولا يمكنني الإدلاء بأي معلومات إلا بعد اجتماع اللجنة الصحية والخروج بقرارها النهائي".