جهود بغداد تتقدم بحذر.. لقاء سوري تركي وشيك وقمة محتملة بين أردوغان والأسد
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإنكليزية أن هناك عقبات تعرضت الجهود التي تقوم بها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لتحقيق التقارب والمصالحة بين نظامي الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد.
ونقل التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن مصدر مطلع على معلومات سربتها المخابرات التركية، قوله إن مساعي العراق المدعومة من إيران، لتحقيق التقارب بين الأسد وأردوغان تواجه عقبات فيما يتعلق بكيفية التعامل مع حزب العمال الكوردستاني وعودة اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى بلدهم.
كما نقل التقرير عن مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، قوله إن السوداني يقوم باتصالات مع الرئيسين التركي والسوري في "جهود الوساطة التي لاقت ترحيباً حاراً" من جانبهما، إلا أنه استبعد انعقاد اجتماع على المستوى الرئاسي، مضيفاً في المقابل، أن اجتماعاً بين المسؤولين الأتراك والسوريين "قد يتم قريباً جداً" في بغداد.
ولفت التقرير إلى أن التقارب المحتمل من شأنه أن يقوض موقف واشنطن في سوريا، حيث أنها تعتبر الحامي لحزب العمال الكوردستاني المعارض لتركيا، والتي تنتشر في المناطق القريبة من حوض نهر الفرات حيث تقع معظم حقول النفط السورية.
ونقل التقرير عن مصدر في المعارضة السورية، قوله إن السوداني بدأ المساعي الدبلوماسية، بما في ذلك استعادة البعثات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، بعد اجتماعه مع أردوغان في بغداد في أواخر نيسان/ أبريل الماضي.
وبعدما أشار التقرير إلى أن وحدات حماية الشعب الكوردية في سوريا "YPG" التي وصفها بأنها "الشقيقة" لحزب العمال الكوردستاني، تعمل في سوريا بدعم من الولايات المتحدة، قال إن أنقرة تعتبر أن توسع الجماعتين الكورديتين في سوريا، يمثل "أحد أخطر التهديدات لأمنها".
وبحسب المصدر نفسه، فإن "أردوغان وافق على المضي قدماً بالطلب العراقي في محاولة تسوية المشاكل مع الأسد، مع العلم أن إيران تقف خلف ذلك"، مضيفاً أن أردوغان وافق على اقتراح قدمه مسؤولون عراقيون نيابة عن إيران لفتح معبر للبضائع بين منطقة السيطرة التركية في سوريا والمناطق الخاضعة لسيطرة الأسد.
ولفت التقرير إلى أن هذا المعبر الواقع قرب منطقة الباب شمالي سوريا، افتتح بالفعل في الشهر الماضي.
وتابع التقرير أن المسؤولين الأتراك طالبوا الجيش السوري بشن هجمات ضد وحدات حماية الشعب.
وأضاف التقرير أن دمشق ووحدات حماية الشعب تمكنتا من التعايش إلى حد كبير خلال العقد الماضي، حيث جرى منح القوات السورية حرية العمل في المناطق الحضرية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
ونقل التقرير عن المصدر قوله إن "وجهة النظر التركية هي أن الأسد يريد كل مزايا إعادة التأهيل وإنما من دون أن يفعل أي شيء لكسبها، بالإضافة إلى أنه لا يريد مواجهة الولايات المتحدة بأي طريقة جدية".
وذكر التقرير أن القضية الأخرى محل الخلاف هي العودة الآمنة للاجئين إلى سوريا، مشيراً إلى أنه على مدى الأعوام الـ15 الماضية، أقامت تركيا ما تعتبره مناطق آمنة داخل سوريا، حيث طردت آلاف اللاجئين السوريين الذين بحثوا عن الأمان في الداخل التركي.
وبحسب المصدر فإن أنقرة تريد أيضاً عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، إلا أنها لم تحصل على ضمانات مرضية من السلطات السورية بعدم تعرضهم للاضطهاد أو العنف.
وذكرّ التقرير بأن تركيا وروسيا كادتا خلال الربع الأول من العام 2020، أن تدخلا في حرب بينهما في سوريا، بعد أن تصدت تركيا لهجوم مدعوم من الروس قام به الجيش السوري والميليشيات الموالية لإيران ضد معقل المسلحين في محافظة إدلب، والذي يشكل جزءاً من مناطق السيطرة التركية في سوريا، إلا أن الاتفاق بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حال دون نشوب حرب مباشرة بين الدولتين.
وتابع التقرير أن روسيا تحاول منذ ذلك الوقت، إصلاح العلاقات بين الزعيمين الجارين الأسد وأردوغان.
ونقل عن مصدر قوله إنه ما يزال من الممكن عقد اجتماع على المستوى الوزاري في الأسابيع القليلة المقبلة في بغداد، ما لم يتم ترفيع مستواه من خلال الجهود الروسية المستمرة لتحقيق لقاء بين الأسد وأردوغان وجهاً لوجه.
ولفت إلى أن بعض التقارير الإعلامية التركية تحدثت عن احتمال أن يلتقي الرجلان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في إستانا، في كازاخستان، والتي سيحضرها بوتين.
ونقل التقرير عن مسؤول عراقي كبير قوله إن هناك "عملاً جاداً ونشطاً يجري حول القضية السورية، وهناك مؤشرات إيجابية"، إلا أنه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل.
ترجمة وكالة شفق نيوز