توجه في الكونجرس الامريكي لتزويد البيشمركة بانظمة دفاع جوي

شفق نيوز/ يظهر مشروع قانون الإنفاق العسكري الأمريكي أن المشرعين الأمريكيين يسعون الى تسليم قوات البيشمركة في اقليم كوردستان، انظمة للدفاع الجوي بعدما تعرض الإقليم لسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من جانب كل من إيران وتركيا، وذلك وفق ماذكره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، اليوم الخميس.

وأوضح التقرير البريطاني، بترجمة وكالة شفق نيوز، أن مجلس النواب الأمريكي صادق أمس الأربعاء، على تعديل من قبل عضو الكونغرس الجمهوري دون بيكون، يعزز الجهود الساعية الى نقل انظمة الدفاع الجوي الى البيشمركة، وذلك في إطار مناقشات حول قانون تفويض الدفاع الوطني للعام 2024 (NDAA)، وهو تشريع يحدد ميزانية البنتاغون السنوية.

ونقل التقرير عن بيكون قوله ان الاجراء يحظى بـ "دعم قوي من الحزبين"، الجمهوري والديمقراطي.

وقال بيكون انه "سيطلب من الادارة الامريكية إعداد وتنفيذ خطة عمل هدفها تدريب وتجهيز قوات البيشمركة وقوات الأمن العراقية، من اجل مواجهة هجمات الصواريخ الايرانية والأنظمة غير المأهولة (المسيرات)".

ولفت التقرير الى ان البيشمركة تتلقى اسلحة ومساعدات مالية من الولايات المتحدة كجزء من حملة واشنطن لهزيمة تنظيم داعش.

وتابع ان اقليم كوردستان مستقر نسبيا، لكنه شهد في العام الماضي تصعيدا للعنف حيث شنت ايران وتركيا ضربات جوية ضد جماعات كوردية ناشطة في الاقليم.

وذكر بان الحرس الثوري الايراني استهدف مجموعات المعارضة الكوردية الايرانية في أواخر العام 2022، عندما كانت طهران تسعى لكبح التظاهرات الجماهيرية التي اشعلتها وفاة الشابة الكوردية مهسا أميني.

وبعدما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة نددت بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في ذلك الوقت ووصفتها بأنها "انتهكت بوقاحة سيادة العراق"، نقل عن رئيس برنامج امن الشرق الاوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد جوناثان لورد، قوله ان البيشمركة تتلقى بالفعل حوالي 20 مليون دولار شهريا على شكل رواتب من وزارة الدفاع الأمريكية.

وحذر لورد من أن تقديم أنظمة دفاع جوي للبيشمركة يمكن أن يتعارض مع قيود الامدادات العسكرية، لأن حلفاء آخرين للولايات المتحدة يتنافسون للحصول على موارد السلاح كما في أوكرانيا ودول الخليج.

وأوضح الباحث الأمريكي أن "هناك طلبا كبيرا على أنظمة الدفاع الجوي الامريكية، من أوكرانيا ودول الخليج وحكومة اقليم كوردستان، مضيفا ان كل دولة او منطقة تشكل فيها ذخائر او الصواريخ الباليستية او الصواريخ الايرانية تهديدا، هي بمثابة مكان يأمل بتعزيز قدراته الدفاعية الجوية.

وبحسب التقرير، فإن الحرب في أوكرانيا تشغل اهتمام واشنطن، إلا أن الشرق الأوسط لا يزال يحتل مكانة بارزة في مشروع الانفاق العسكري للبنتاغون والذي قام بصياغته مجلسا النواب والشيوخ.

الى ذلك، اشار التقرير الى وجود تعديل منفصل في مسودة مجلس النواب حول الانفاق العسكري للبنتاغون، يدعو إلى تمديد المساعدات المالية للجماعات السورية التي تم التدقيق فيها، والقوى الشريكة في العراق لمواجهة داعش، مذكرا بان المهمة القتالية الأمريكية في العراق انتهت في كانون الاول/ديسمبر 2021، لكن نحو 2500 جندي يتمركزون في العراق، وبشكل رئيسي في الشمال وفي بغداد بهدف تقديم المشورة والمساعدة وفاق الاتفاق مع حكومة العراق.

وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن حوالي 900 جندي امريكي يتمركزون في شمال شرق سوريا للعمل مع القوات الكوردية.

وتابع أن التبرير الرسمي لهذا التواجد العسكري الأمريكي هو في إطار محاربة تنظيم القاعدة المتشدد، لكن الوجود الامريكي في سوريا تحول إلى قضية مشتعلة. الا ان التقرير لفت إلى أنه في ظل وجود عدد محدود من الضحايا الأمريكيين وتمكن إيران وروسيا من ترسيخ وجودهما في سوريا، فان الجهود المبذولة لانهاء الوجود الامريكي لم تكتسب زخما داخل الكونجرس.

وختم التقرير ان المشرعين الامريكيين يشعرون بالقلق من ان تعمد تركيا الى استغلال الانسحاب الأمريكي لشن هجوم على المسلحين الكورد الذين تعتبرهم "إرهابيين" لكن الولايات المتحدة تعتبرهم حلفاء.