"توتر" بين المسيحيين.. الكاردينال ساكو يرى خوفاً وتساؤلات بعد سوريا
شفق
نيوز/ ذكرت صحيفة "ديترويت الكاثوليك" الأمريكية المتخصصة بالشؤون
المسيحية، أن المسيحيين في الشرق الأوسط يشعرون بـ"التوتر" بعد الإطاحة
بالنظام في سوريا، مذكرة بأن بابا الفاتيكان فرانسيس، صلى في يوم عيد الميلاد من أجل
المسيحيين في سوريا وهم يواجهون الآن حالة من عدم اليقين.
ونقل
التقرير الأمريكي عن بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم
الكاردينال لويس ساكو، قوله إن "هناك بعض الخوف بين الناس، وتساؤل عن
التداعيات التي قد يخلفها هذا التغيير في سوريا على العراق".
وذكرّ
التقرير بأن القوة المسلحة الرئيسية التي قادت الهجوم الخاطف ضد نظام الرئيس بشار
الأسد هي "هيئة تحرير الشام" الإسلامية التي كانت مرتبطة بتنظيم
القاعدة، مضيفاً مع ذلك أن رئيس الحكومة السورية الانتقالية محمد البشير، تعهد
باحترام حقوق "جميع الناس والطوائف كافة في سوريا".
ونوه
التقرير إلى أن مئات المتظاهرين خرجوا إلى شوارع دمشق في 24 كانون الأول/ ديسمبر
الجاري للاحتجاج على مظاهر العداء للمسيحيين بعد حادثة حرق شجرة عيد الميلاد،
بينما نشر قيادي ديني من "هيئة تحرير الشام" مشهد فيديو قال فيه إن
الذين احرقوا الشجرة "ليسوا سوريين" وسوف تتم معاقبتهم.
ولفت
التقرير إلى أن أعداد المسيحيين المقيمين في سوريا كان يقدر بنحو 1.5 مليون نسمة
في العام 2011، إلا أن هذا الرقم انخفض في العام 2022 إلى نحو 300 ألف شخص بسبب
الاضطهاد وآثار الحرب الأهلية، في حين جرى تدمير أكثر من 120 مكان عبادة مسيحي في
سوريا منذ العام 2012.
ونقل
التقرير عن الكاردينال ساكو قوله إن "قادة المعارضة المسلحة الذين سيطروا على
البلد، يتحدثون عن نظام مدني وعن سوريا جديدة تحترم حقوق الإنسان وعن حكومة ستشهد
مشاركة كل المكونات السياسية والاجتماعية. ونأمل أن يكونوا صادقين".
وذكرّ
التقرير بأن العراق أيضاً شهد طرد نحو 100 ألف مسيحي عندما سيطر تنظيم داعش على
مساحات كبيرة من البلد، مشيراً إلى أن الكاردينال ساكو قال في العام 2014، أن نحو
60% من المسيحيين عادوا إلى العراق بعد الإطاحة بداعش في العام 2017.
واستعاد
التقرير الأمريكي زيارة البابا فرانسيس إلى العراق في العام 2021 للتبشير برسالة
الغفران والأمل للمجتمع المسيحي، حيث قال خلال قداس في قرقوش إن "ما نحتاج إليه
هو القدرة على التسامح، وأيضاً الشجاعة لعدم الاستسلام"، مضيفاً "أنا أعلم
أن هذا صعب للغاية، إلا أننا نؤمن بأن الله قادر على تحقيق السلام في هذه الأرض".
وبحسب
الكاردينال ساكو، فإن العراق في الوقت الحالي ليست فيه "الظروف اللازمة للأمن
والاستقرار الدائمين للعيش في حرية واحترام للحقوق"، مضيفاً في الوقت نفسه أن
العراق يشهد "علاقات بين الأديان ما تزال حية للغاية".
ونقل
التقرير عن ساكو قوله "عملنا على إلحاق الهزيمة بالكراهية" إلا أنه أضاف
أن "المشكلة لا تكمن في الزعماء الدينيين وإنما في السياسيين، ويجب على الأديان
أن تساهم في القضاء على الانقسام والتشتت داخل نفسها".
وتابع
قائلاً إن التناغم بين الجماعات الدينية يصبح عرضة للتهديد عندما "يتحول
الدين إلى أداة سياسية وليس إلى علاقة حرة ومحبة مع الله"، ولهذا، قال
الكاردينال ساكو "أطالب بشكل دائم، بأن يتم فصل الدين عن الدولة، لأنهما
حقيقتين مختلفتين، حيث الدين للفرد والدولة للجميع؛ ولا يتحتم للدولة أن يكون لها
دين".
ترجمة
وكالة شفق نيوز