"تمت خيانتهم".. إسبانيا تستذكر "جواسيسها الثمانية" الذين قتلوا في العراق
شفق نيوز/ بدأت قناة "موفي ستار بلاس" الاسبانية، بعرض حلقات من فيلم وثائقي حول العراق يتناول قصة اغتيال ثمانية من العملاء السريين من مركز المخابرات الوطنية الاسبانية قبل نحو 19 عاماً جنوبي بغداد، في عملية ما زال يحيط بها الكثير من الغموض حتى الآن.
وذكر موقع شبكة "أتلايار" الاسبانية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الفيلم الوثائقي "الثمانية في العراق" مكون من أربعة اجزاء وهو يتناول قضية اغتيال "الجواسيس" الثمانية الذين كانوا في العراق في إطار عملية "الحرية الدائمة" التي قادتها الولايات المتحدة في العام 2003.
ويتناول الفيلم الملابسات المحيطة باغتيال العملاء الثمانية حيث تستعرض كل حلقة مدتها 50 دقيقة رواية "مأساة الجواسيس الإسبان الثمانية الذين خاطروا بحياتهم في بيئة معادية تماما مع مشاهد وشهادات من قادتهم وزملائهم، وتحليلات من جانب خبراء محليين وأجانب".
ووصف التقرير منطقة بلاد ما بين النهرين، بأنها منطقة شديدة الصراع بالنسبة لقوات التحالف العسكري المتعدد الجنسيات الذي قادته الولايات المتحدة المتمركزة في العراق منذ العام 2003، مشيرا إلى أن العملاء السريين هؤلاء كانت أعمارهم تتراوح بين بين 36 و49 سنة ويعملون على جمع معلومات مهمة هدفها الرئيسي توفير الأمن للعمليات التي تقوم بها القوات الإسبانية التي أرسلتها حكومة الرئيس خوسيه ماريا اثنار، من أجل حمايتها من الهجمات والكمائن وعمليات إطلاق النار من جانب المسلحين العراقيين.
وذكر التقرير ان الفريق الاسباني "تعرض للخيانة" حيث قتل 7 من الضباط الثمانية بعد ظهر يوم السبت الموافق 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003، بعدما وقعوا في كمين بالقرب من بلدة اللطيفية، على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب بغداد.
وأشار التقرير إلى أنهم كانوا يتحركون بسيارتين غير محصنتين تماما من طراز "نيسان باترول" و"شيفروليه تاهو" وذلك على الطريق الرابط بين بغداد والديوانية حيث يقع مقر القوات الاسبانية.
واوضح التقرير ان العملاء السريين كانوا محاصرين من جميع الجهات ويتعرضون لاطلاق النار بالاسلحة الرشاشة الثقيلة وربما بصواريخ "آر بي جي"، ومن لم يقتل منهم على الفور، اشتبك مع المسلحين المهاجمين بمسدساتهم وسلاح رشاش واحد، بينما تمكن واحد فقط من افراد الفريق من الفرار جريحا ووصل الى بر الامان وهو الضابط خوسيه مانويل سانشيز رييرا، بينما قتل السبعة الآخرين في اشتباك غير متكافئ.
وبالإضافة إلى ذلك، يتناول الفيلم الوثائقي كيف ان عميلا اسبانيا اخر هو الرقيب في سلاح الجو الاسباني خوسيه برنال قتل قبل ذلك بشهرين عندما جرى اقتياده من منزله في بغداد في صباح 9 تشرين الاول/ اكتوبر، وانه بالرغم من تمكنه من الفرار إلا أنه جرت مطاردته ثم قتل باطلاق النار عليه من مسافة قريبة.
ولفت التقرير إلى أن جميع القتلى الإسبان هؤلاء جرى منحهم ميداليات الاستحقاق العسكرية من قبل حكومة ثاباتيرو والتي وصفتهم بأنهم قتلوا خلال معركة حربية.
ويبين التقرير اجزاء الفيلم الوثائقي بأنه جمع الكثير من التفاصيل الهائلة، وهو خلاصة ساعات طويلة من المقابلات مع عملاء مركز المخابرات الوطنية والتي نشرت في كتاب تحت عنوان "الدمار الشامل" للصحفي الاستقصائي فرناندو رويدا الذي يعتبر من المتخصصين في قضايا التجسس في اسبانيا.
وتابع التقرير أن الشهر المقبل يصادف الذكرى التاسعة عشر لاغتيال العملاء الثمانية، مشيرا الى ان احتفالا بالذكرى سيقام في المقر الرئيسي لجهاز المخابرات في العاصمة مدريد، عند النصب التذكاري الذي أقيم لإحياء ذكراهم.
وتساءل التقرير عن صواب قيام وزارة الدفاع التي يتبع لها مركز الاستخبارات "القيام باعتراف علني ورسمي بالجواسيس الثمانية، وبافتخار بمقتل هؤلاء وهم بحوزتهم عدد قليل من الاسلحة الفردية، وبلا حماية كافية، حيث دفعوا ارواحهم من اجل عاصفة العراق في العام 2003".
وختم التقرير باستعادة قول إسباني شهير يقول "من الجيد أن تكون ممتنا"، لكنه اضاف ان قناة "موفي ستار بلاس" اخرجت الى العلن القصة المؤسفة والمؤلمة للعملاء السريين الإسبان الذين سقطوا في العراق من النسيان، إلا أنه انتقد الدولة الاسبانية التي قال ان الجواسيس الثمانية ضحوا بأرواحهم من أجلها.