تقرير يكشف دوافع القصف الاسرائيلي لحدود العراق ورسائل حادة لبغداد
شفق نيوز/ نشرت صحيفة "تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل شرق سوريا يوم الأحد، التي تهدف من خلالها إلى وقف تدفق المساعدات العسكرية الإيرانية عبر الحدود العراقية.
كما تندرج هذه الغارات في إطار "عرض القوة" يحمل في طياتها تحذيرا لرئيس الوزراء العراقي الموالي لإيران. بحسب التقرير.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن الشكوك في البداية كانت تحوم حول القوات الأمريكية، قبل أن ينفي مسؤول أمريكي على شبكة "سي إن إن" تورطهم في هذا الهجوم ويوجه إصبع الاتهام نحو إسرائيل.
وقد أسفر هذا الهجوم، الذي شنته القوات الإسرائيلية ليلة الاثنين، عن مقتل ما لا يقل عن 52 شخصا من بينهم 30 عراقيا على الأقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم كان بمثابة "استعراض للقوة" بالنسبة لإسرائيل، التي لن تتوانى عن شن هجمات أخرى في المستقبل.
ولا تعتبر هذه الغارات الأولى من نوعها، حيث قامت إسرائيل من قبل بمهاجمة 12 موقعا للطائرات تابعا للقوات السورية والإيرانية بعد أن أسقطت الوحدات السورية مقاتلة إسرائيلية.
وقد كشف ضابط إسرائيلي أنهم شنوا هجوما في منتصف شهر نيسان/ أبريل باستخدام طائرات من طراز إف-15 أسفرت عن مقتل 14 شخصا، تلاها في منتصف شهر أيار/ مايو هجوم آخر تسبب في تدمير البنية التحتية الإيرانية.
وأفادت الصحيفة بأن وسائل الإعلام السورية، في بادئ الأمر، نشرت خبر الهجوم على أنه هجوم أمريكي نفذته طائرات التحالف.
وقد تبين أن الهجوم كان محاولة لوقف إمدادات المعدات العسكرية الإيرانية عبر الحدود العراقية السورية، حيث تريد إسرائيل أن تقطع الطريق الإيراني المؤدي إلى البحر.
وبينت الصحيفة أن مثل هذه الغارات تمثل تهديدا وتحذيرا للعراقيين، حيث أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لا يمكن قبول الوجود العسكري الإيراني في سوريا؛ لذلك يجب استهداف كل من يدعم هذا الوجود مثل العراق.
وأظهرت إسرائيل من خلال هذه الغارات قوتها العسكرية والفنية مما يوضح مدى قدرتها على ضرب إيران واستهدافها.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا كانت على علم بنية إسرائيل في تنفيذ هذا الهجوم، وقد سبق أن تحدث نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي والرئيس الروسي في عطلة نهاية الأسبوع حيال هذا الشأن.
وأوردت الصحيفة أن الخبراء العسكريين يتفقون على أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف حزب الله أو الميليشيا الإيرانية فقط، بل يستهدف كتائب حزب الله أيضا، الميليشيا العراقية الشيعية المدعومة من قبل طهران.
ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتدريب ودعم العديد من الميليشيات التي تعرف باسم "وحدات التعبئة الشعبية"، والتأكد من تمركزها في سوريا، ويبلغ مجموع قوتها وفقا للتقديرات الإسرائيلية من 80 إلى مائة ألف رجل.
والجدير بالذكر أن رئيس وحدات حزب الله، أبا مهدي المهندس، هو أيضا قائد وحدات التعبئة ولديه علاقات جيدة مع قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني.
وقد كانت كتائب حزب الله تقاتل تنظيم الدولة بالدرجة الأولى، ومع ذلك لا تتفق القيادة العليا العراقية معها.
وأوردت الصحيفة أن الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل هذه المرة هو تنبيه العراقيين بأنه لا يمكن التسامح دائما مع دعمهم لإيران، ويمكن اعتبار ردة فعل بغداد الأخيرة دليلا على وصول الرسالة.
وإلى حد الآن، مازالت بغداد تدعم كتائب حزب الله متحدية بذلك تحذيرات إسرائيل.
ففي تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2017، دعا وزير الخارجية الألماني جميع الميليشيات في سوريا إلى "العودة إلى الوطن"، بينما أشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمجهوداتها معتبرا إياها "أمل العراق والمنطقة برمتها".
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن كلام حيدر العبادي فيه استفزاز واضح للغرب ومدح ضمني لإيران. ومن جهتها، تجاوبت إسرائيل مع كلماته بطريقتها الخاصة عن طريق شن هذه الغارات الجوية يوم الأحد.