تقرير إسرائيلي يتحدث عن "فوضى إيرانية" في العراق
شفق نيوز/ قللت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، من أهمية الهجمات التي تشنها فصائل موالية لإيران على مواقع وأهداف أمريكية، معتبرة أنها شكل من الرد الموسمي وليست بداية لمحاولة طرد القوات الغربية من العراق، بينما تشكل التفجيرات والهجمات الأخيرة في بغداد، مؤشراً على ضعف إيران وليس على قوتها.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى "سلسلة التفجيرات خلال الايام الماضية في العاصمة بغداد والتي استهدفت مؤسسات مالية ومكاتب مرتبطة بعدد من القوى والأحزاب المشاركة في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة.
ولفتت إلى أن "هذه الحوادث تأتي بعد وقوع عددٍ من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على منشآت تابعة للتحالف بقيادة أمريكا في العراق وسوريا، في ظل إحياء الذكرى الثانية لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، في تقريرها أن "ما من غموض كبير يتعلق بالجهة المسؤولة عن هذه الحوادث"، مضيفة أن "الواضح أن تلك الهجمات نفذت من قبل عناصر مؤيدة لإيران".
وبينت أن "توقيت هذه الحوادث وطبيعتها، تشكل امرا مهما، اذ انها لا تعتبر بمثابة مؤشر على قوة إيران، وانما كدليل نسبي على فوضى وارتباك يمكن ملاحظتهما في المعسكر الموالي لإيران في العراق".
بصمات إيرانية
وفيما يتعلق بالهجمات التي وقعت في بغداد، نوهت الصحيفة، إلى أنها "جاءت بعد افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان في 9 يناير/كانون الثاني الحالي، وهي استهدفت مقرات لثلاثة أحزاب سياسية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتحالف تقدم، وتحالف العزم، وبالإضافة إلى ذلك، جرى استهداف مؤسستين ماليتين مرتبطتين بالحزب الديمقراطي الكوردي (البنك الكوردستاني، وبنك جيهان) المملوك للكورد.
والحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالفا العزم وتقدم، هي تشكيلات سياسية غير شيعية تشارك في الوقت الحالي في المفاوضات مع مقتدى الصدر لتشكيل ائتلاف حكومي يستبعد القوى الموالية لإيران، بحسب التقرير.
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات في بغداد، لكن الصحيفة، أوضحت أن "بالإمكان القول بشكل شبه مؤكد أن هجمات القنابل اليدوية هذه، نفذتها ميليشيات موالية لإيران".
وتابع التقرير ان هذه الهجمات مؤشر جديد "على الفوضى النسبية التي وجدت فيها الميليشيات الشيعية والمصالح الايرانية في العراق نفسها منذ انتخابات 10 اكتوبر" حيث عانى تحالف الفتح المدعوم من إيران من خسارة جسيمة في صناديق الاقتراع، في حين ان القوى الموالية لطهران تحتاج ان تكون داخل الحكومة من اجل ضمان الحفاظ على الوضع القانوني للميليشيات واستمرار تدفق المال الى فصائل الحشد الشعبي، ومنع محاولة حكومة ستتشكل في العراق من تفكيك او مواجهة الدولة الايرانية الموازية القائمة في العراق.
وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة، أن "عند افتتاح البرلمان في 9 يناير /كانون الثاني، سعت الفصائل الموالية لإيران، ضمن (الاطار التنسيقي)، إلى تعطيل الاجراءات، وفشلت في منع انتخاب محمد الحلبوسي، رئيسا للبرلمان".
وبحسب التقرير، فقد فسر العديد من المحللين العراقيين تعيين الحلبوسي في منصبه، على انه مؤشر على أن الصدر يعتزم السعي لتشكيل حكومة مع حلفائه الرئيسيين من خارج المكون الشيعي، بدلا من السعي الى تشكيل ائتلاف واحد يضم الكتلتين الشيعيتين الرئيسيتين.
ولهذا اعتبرت الصحيفة، أن "هجمات القنابل اليدوية جاءت كرد فعل من القوى الموالية لإيران على ذلك حيث استهدف المهاجمون الأطراف غير الشيعية التي سيحتاجها الصدر لتشكيل اللبنة الأساسية لأي تحالف يستثني هذه الميليشيات الشيعية".
المصالح الأمريكية
أما بالنسبة إلى الهجمات الأخرى التي استهدفت مواقع للولايات المتحدة وقوات التحالف، فقد تضمنت إطلاق أربعة صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد في 12 يناير/كانون الثاني، بالإضافة الى هجومين بطائرتين مسيرتين على قاعدة عين الاسد، الى جانب إطلاق صواريخ على التحالف وقوات سوريا الديمقراطية في الشرق السوري، فرجحت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الميليشيات مسؤولة عنها".
وخلص تقرير الصحيفة، إلى عدم وجود أي مؤشرات على أن "العمليات على هذا المستوى ستحدث تغييرا في الانتشار الصغير، وإنما المهم للولايات المتحدة في العراق وسوريا، ويبدو أن التصعيد في إطلاق الصواريخ هو كشكل من الرد الموسمي على مقتل سليماني والمهندس، أكثر من كونه بداية لجهد حاسم لطرد القوات الغربية من المنطقة".
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن "الايرانيين وميليشياتهم في العراق، ينتهجون (استراتيجية توتر) هدفها خلق شعور بالترهيب بين المعارضين من اجل ردعهم عن القيام بتحركات تفضي الى اقصاء المصالح الايرانية من اي دور في الحكومة".
وأضافت أن "الموقف بانتظار خطوة الصدر الان، وبرغم انه وصفه بانه ليس معارضا ثابتاً للإيرانيين، إلا أنه من المرجح أنه لن يفضل الدخول في طريق المواجهة بين ميليشياته والميليشيات الموالية لإيران".
وختمت الصحيفة، تقريرها، بالقول "من الصعب تخيل حدوث الارتباك والفوضى الحاليين لو كانت هناك قيادة سليماني والمهندس"، كما أن "من الواضح أن اسماعيل قاآني وعبد العزيز المحمداوي، ليسا في المستوى نفسه".
واستنتج تقرير صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن وفق وجهة النظر هذه، فإن "المأزق الحالي للموقف الإيراني في العراق (وفي أماكن أخرى) ربما تشكل الشهادة الأكثر واقعية على مهارات هذين القائدين المقتولين، بينما من وجهة نظر خصوم إيران، فإنها شهادة على صحة قرار التخلص منهما".