تقرير بريطاني يتوقع تصفيات مثيرة للمنتخب العراقي: مصالحات اقليمية ومضاعفة حصة آسيا في المونديال
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن عودة العراق الى المسرح العالمي لكرة القدم اصبحت ممكنة بشكل اكبر، وان العام 2023 كان عاما جيدا بالنسبة الى العراقيين حتى الآن.
وأوضح التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان منتخب العراق الوطني لاقل من 20 عاما، وصل إلى نهائي بطولة آسيا في مارس/آذار الماضي للتأهل لكأس العالم التي ستقام في الارجنيتن هذا الصيف، حيث سيلتقي مع منتخبات إنجلترا وأوروجواي وتونس.
وذكّر التقرير بأن العراق استضاف في يناير/كانون الثاني الماضي بطولة كأس الخليج، وفاز بها، ورفع العراقيون كأس البطولة امام 60 الف مشجع في البصرة.
ورأى التقرير أنه في حال انتهى العام 2023 مع انطلاق المنتخب الوطني نحو نهائيات كأس العالم التي ستقام في العام 2026 بخوض التصفيات على أرضه، فستكون الشهور الـ12 هذه، لا يمكن نسيانها.
ولفت التقرير إلى أن المرة الاخيرة التي تجري فيها تصفيات كروية لبطولة كأس العالم على أرض العراق، في العام 2001.
وذكّر التقرير بأن العراق شهد بعد ذلك بعامين، الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وما تلاه من عدم استقرار وانعدام الأمن، وأن الأوضاع قبل ذلك لم تكن أحسن حالا بكثير حيث كان هناك الحرب الايرانية -العراقية ثم حرب الخليج الأولى، وهو ما كان يعني عادة أن "الفيفا" والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كانا يطلبان من الاتحاد العراقي ان يخوض مبارياته المفترضة أن تتم على أرضه، في أرض دول ثالثة مثل الأردن وقطر والسعودية والإمارات.
وحتى الآن، قال التقرير انه كانت هناك مباراتان فقط في تصفيات كأس العالم في العراق خلال هذا القرن، ففي العام 2011، استضاف منتخب أسود الرافدين، الذي كان تحدى الصعاب قبلها بأربع سنوات للفوز بكأس اسيا، منتخب سنغافورة في مدينة اربيل، وهي مباراة تعطلت بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وتابع التقرير انه بعدها ب8 أعوام، وصل منتخب هونغ كونغ الى ميناء البصرة، للعب مباراة.
وبعدما كان هذا الوضع على وشك أن يتغير في آذار/مارس 2022، حيث تلقت بغداد الضوء الأخضر لاستضافة منتخب الامارات، الا ان الهجوم الصاروخي من إيران على مدينة اربيل، جعل الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يبدلان موقفهما حول مكان استضافة المباراة، بسبب المخاوف الامنية، حيث كتب المهاجم العراقي المخضرم أحمد ياسين على مواقع التواصل الاجتماعي وقتها أن "كرة القدم تلعب في كافة أنحاء البلد بلا اي مشاكل مطلقا، وهذا الحظر لا معنى له، فكم من الوقت يتحتم علينا الانتظار؟".
لكن التقرير لفت إلى أن بطولة كأس الخليج قدمت فرصة لكي تظهر ان العراق مستعد، مشيرا الى ان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، ابدى اهتماما شخصيا بالبطولة، وجرى الاستثمار في المرافق المخصصة، بينما تدفق آلاف الزوار من المنطقة الى البصرة، كما حضر البطولة رئيس الفيفا جياني انفانتينو.
وبرغم "مأساة" التدافع التي وقت في اليوم الأخير من البطولة في البصرة، اعتبر التقرير ان المنتخب العراقي الذي ظهر في مونديال العام 1986، قد يعود الى اللعب على أرض الوطن قريبا، مشيرا بذلك الى اوضاع التهدئة الاقليمية في ظل التقارب الاخير بين ايران والسعودية واعلانها استعادة العلاقات الدبلوماسية قريبا بعد قطيعة مستمرة منذ العام 2016.
وتابع التقرير أنه قد تكون هناك تداعيات بعيدة المدى لاجتماع بكين بين السعوديين والإيرانيين، إلا أنه من منظور كرة القدم، فان ذلك يمثل دفعة من اجل الاستقرار، قد تكون عاملا مساعدا بالنسبة الى العراق، البلد الذي شهد تنامي النفوذ الإيراني فيه منذ الغزو الأمريكي في العام 2003، وهو ما كان يثير قلق السعودية.
وبالاضافة الى العراق، قال التقرير ان سوريا واليمن ايضا، هما من الدول التي نسيت ما يعنيه لعب كرة القدم على أرضهما، على الرغم من أن المنتخب السوري كان بلغ مرحلة لعب مباراة فاصلة للوصول إلى كأس العالم 2018 في روسيا، كما أن منتخب اليمن وصل إلى بطولة كأس آسيا بعد عام.
وفي هذا الاطار، لفت التقرير الى وجود تكهنات بأن سوريا ستعود الى الجامعة العربية وأن الرئيس بشار الأسد باق، حيث ذهب وزير الخارجية السعودية الى دمشق مؤخرا، في حين أن اليمن، حيث كان هناك تنافس سعودي-إيراني، شهد زيارة من وفد من السعودية مؤخرا للقاء المتمردين الحوثيين، وجرت عملية تبادل للاسرى، بينما قالت الامم المتحدة ان اليمن هو الآن أقرب ما يكون إلى السلام منذ 8 أعوام.
وفي حين قال التقرير إن تنظيم تصفيات بطولة كأس العام في دمشق أو صنعاء لا تزال بعيدة بعض الشيء، إلا أنه لفت إلى أن المشجعين العراقيين ما يزالون ينتظرون "الفيفا" لتعطي موافقتها على استضافة بلادهم لمباريات من التصفيات لبطولة مونديال 2026.
وختم التقرير بالقول إن عدم تمتع العراق بميزة اللعب على أرضه، تجعل من الصعب عليه التغلب على منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وايران والسعودية عندما كان لدى اسيا اربع مقاعد في المونديال، لكن الان مع مضاعفة حصة منتخبات القارة لتمثيلها في مونديال 2026 واحتمال عودة المنتخب العراقي للعب التصفيات على أرضه، فإن عودة العراق إلى المسرح العالمي، أصبحت أكثر من ممكنة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز