تقرير بريطاني: كوثراني في بغداد لتنسيق تصعيد العمليات ضد الوجود الامريكي في العراق
شفق نيوز/ كشف موقع "امواج" البريطاني أن المسؤول في حزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني وصل الى بغداد، بهدف التنسيق من أجل تصعيد العمليات ضد الوجود العسكري الامريكي في العراق.
ونقل الموقع البريطاني عن مصادر عربية مطلعة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن الشيخ كوثراني سافر الى العاصمة بغداد في الساعات الأولى من يوم 5 يناير/كانون الثاني الحالي، فيما يتوقع ان تكون اول اقامة ممتدة له منذ عامين، بينما سبق وصول كوثراني خطاب الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي حدد فيه الرد الوشيك على الاغتيالات الاسرائيلية لكبار قادة حماس وفيلق القدس في بيروت ودمشق.
واشار التقرير الى ان كوثراني عمل لفترة طويلة ممثلا لحزب الله في العراق، لكن بروزه تزايد بعد اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس وحدات الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، مضيفا انه في ظل الفراغ القيادي المؤقت، فإنه من المعتقد ان كوثراني لعب دورا مهما في التنسيق بين "فصائل المقاومة" العراقية.
ولفت التقرير إلى أنه خلال الشهور التي تلت اغتيال المهندس وسليماني في يناير/ كانون الثاني 2020، فان ادارة دونالد ترامب عرضت ما يصل الى 10 ملايين دولار مقابل "معلومات عن انشطة وشبكات وشركاء" كوثراني، متهمة إياه بتسهيل عمليات الفصائل العاملة خارج سيطرة الدولة العراقية لمهاجمة البعثات الدبلوماسية الأجنبية، في حين ان ادارة باراك اوباما كانت صنفت كوثراني في العام 2013 على أنه "إرهابي عالمي".
ونقل التقرير عن مصادر عربية مطلعة قولها إن قيادة حزب الله استدعت الكوثراني الى بيروت بعد الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الاول/ اكتوبر 2021، مضيفا انه تردد ان الدافع الرئيسي خلف هذا القرار كان تأييد كوثراني لرئيس الوزراء آنذاك مصطفى الكاظمي، الذي سعى إلى تجديد فترة ولايته ضد رغبات "فصائل المقاومة" العراقية.
وتابع التقرير أنه مثلما جرى بعد اغتيال المهندس وسليماني، ومع خروج الكاظمي من الصورة، فانه يبدو ان الكوثراني قد يلعب دورا تنسيقيا رئيسيا في وقت الاضطرابات الكبيرة، وذلك في اشارة الى الاحداث المتعلقة بالهجمات المتبادلة بين فصائل عراقية وبين القوات الامريكية ربطا بما يجري في غزة وإقليمياً.
وذكر التقرير أنه في اجتماعات كوثراني مع قادة الفصائل العراقية، كانت النتيجة النهائية واضحة والمتمثلة بانه يتحتم على الولايات المتحدة ان تغادر العراق، ويجب على "محور المقاومة" أن يقوم بكل ما في مقدوره من أجل تحقيق هذا الهدف، مضيفا انها خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للفصائل العراقية، مشيرا إلى أن الأجواء حول ما يجري في بغداد مختلفة عن الماضي.
وبعدما لفت التقرير الى ان ايران شددت على أنها "لا علاقة لها" بالهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في المنطقة، وأنها لم تنقل سوى معلومات استخباراتية حول الانشطة في تلك القواعد الى "الأطراف المعنية في المنطقة وكذلك الى الاطراف التي يجب إعلامها بهذا الأمر"، قال إن الهجمات على القوات الامريكية تجنبت حتى الآن "الخط الاحمر" الواضح لادارة جو بايدن المتمثل في سقوط قتلى بين الأمريكيين، إلا أن ذلك قد يتغير عندما يشعر المحور بأن "خطوطه الحمراء" قد تم انتهاكها.
وتابع التقرير أن مهمة كوثراني تأتي بعد ما ينظر إليه على أنه جهد اسرائيلي - أمريكي منسق لاستهداف شخصيات عسكرية بارزة تابعة لشبكة التحالف الاقليمي التي تقودها ايران، مثلما جرى مع القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي في دمشق والقيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت، ثم الاغتيال الأمريكي النادر لمشتاق السعيدي (ابو تقوى).
واضاف التقرير انه بالاضافة الى انتمائه الى حركة حزب الله النجباء، فأن ابو التقوى، شغل أيضا منصب نائب قائد قوات الحشد الشعبي في حزام بغداد، مشيرا الى انه بالنظر الى ان الحشد الشعبي هي ذراع رسمي للجيش العراقي، فان الهجوم الأمريكي أثار ردة فعل قوية في العراق، من القادة العسكريين والسياسيين.
تصعيد وشيك في العراق؟
ونقل التقرير عن الباحثة في "معهد الأزمات الدولية" البريطاني لهيب هيجل، قولها "لقد انتقل الأمريكيون من مهاجمة القواعد العسكرية النائية وغيرها من المواقع المرتبطة بفصائل الحشد الشعبي الى ضرب مدينة الحلة، وفي محيط المباني الحكومية وقوات الأمن الأخرى، وكذلك شارع فلسطين القريب من وزارة الداخلية في العاصمة بغداد، وهو ما يمثل رمزية كبيرة بالنسبة للمقاومة"، مضيفة أن "هناك رسالة من الولايات المتحدة مفادها انه بامكانها شن هجمات حيث لا يعتقد المستهدفون من قبلها، أنه لم يتم استهدافهم".
وتابعت هيجل قولها إنه بعد مرور وقت قصير على اغتيال العاروري والموسوي، أصبح هناك "سياق أكبر يجب أخذه بعين الاعتبار"، موضحة أن حكومة محمد شياع السوداني "حاولت الدفاع عن الوجود الأمريكي، إلا أن ذلك أصبح أكثر صعوبة الآن، وذهبت شخصيات اخرى، مثل هادي العامري، من القول بأن هناك حاجة لانسحاب امريكي تدريجي، إلى الحديث عن انسحاب فوري".
وذكر الموقع البريطاني أنه بعد اغتيال أبو التقوى، أصبح هناك تقارير تفيد بأن قادة بعض فصائل الحشد الشعبي يقومون باخلاء قواعدهم في مناطق حضرية مهمة، وهو ما قد يشير ليس فقط الى المخاوف بشأن احتمال وقوع هجمات اضافية، بل ايضا الى الاستعدادات قبل تصعيد كبير ضد الوجود العسكري الامريكي في العراق.
ونقل التقرير عن هيجل قولها ان مثل هذه الخطوة بمثابة رسالة موجهة الى حكومة السوداني مفادها "اننا مؤسسة امنية رسمية تابعة للدولة ومضطرون الى اخلاء قواعدنا لان شريكنا المفترض، يهاجمنا".
ولفتت هيجل إلى "أن الولايات المتحدة على ما يبدو لا تدرك كيف تفسر فصائل المقاومة ذلك بأنهم ينظرون إلى ذلك في سياق ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة". مشيرة الى عمليات الاغتيال الاخيرة التي طالت قيادات في "محور المقاومة"، أن "إسرائيل والولايات المتحدة قد تعتقدان أنهما تفعلان الأمور بشكل منفصل، ولكن ليس هذا هو ما ينظر إليه في واقع الأمر".
ترجمة: شفق نيوز