تقرير امريكي يربط بين هجوم اربيل و"شيك بياض" السعودية
شفق نيوز/ ربطت صحيفة "بوليتيكو" الامريكية، اليوم الاربعاء، بين قضية الهجوم الصاروخي على اربيل الاثنين الماضي، وما وصفته بـ"الشيك على بياض" الممنوح إلى الرياض، معتبرة أن هجوم اربيل يسلط الضوء على "المشكلة السعودية" للرئيس الاميركي جو بايدن.
وقالت الصحيفة الامريكية في تقرير لها، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن التوتر قد تصاعد داخل البنتاغون ازاء الوجهة التي يتحتم على بايدن سلوكها وهو يراجع عما اذا كانت هناك حاجة لإجراء تغييرات في خريطة الانتشار العسكري الامريكي حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الاوسط.
واشارت إلى أن بايدن قام بحملته الانتخابية متعهداً بإنهاء سياسة سلفه "الشيك الخطير على بياض" الممنوح للسعودية، متعهدا بتحميل الرياض تبعات انتهاكات حقوق الانسان، وانهاء الدعم الاميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن.
لكن بعد اربعة ايام فقط على تولي بايدن الرئاسة، ، وبحسب تقرير الصحيفة، قام قائد القوات الامريكية في المنطقة الجنرال فرانك ماكينزي بزيارة الى السعودية ليعلن عن تمركز جديد للقوات الاميركية في المملكة وتعزيز التعاون العسكري معها.
واعتبرت الصحيفة الامريكية أن الخطوة تعكس المعضلة التي تواجه الرئيس الامريكي الجديد الذي توعد بمعاملة السعودية كدولة "منبوذة" خلال حملته الانتخابية، لكن يتحتم عليه الآن أن يقيم توازناً بين اعتماد القوات المسلحة الامريكية على الرياض كشريك في مواجهة الارهاب، وكحائط سد في وجه النفوذ الايراني في المنطقة.
وأشارت إلى أن المخاطر كبيرة، فيما تواصل القوات الامريكية وحلفائها التصدي للهجمات التي تنفذها ميليشيات مدعومة من ايران، مذكرة بأن هجوماً صاروخياً ضرب القاعدة العسكرية في مطار اربيل حيث تتمركز قوات اميركية.
وتابعت أن التوتر يظهر فيما يقوم البنتاغون بناء على توجيهات بايدن، بمراجعة ما اذا كانت هناك حاجة لإحداث تغييرات للانتشار العسكري الامريكي عالمياً، مع التنبه إلى أن التهديد المتنامي من الصين.
والمراجعة التي لا تزال في مراحلها الاولى، ترجح الصحيفة، أن تطلق صراعاً جديداً على الموارد المحدودة بين القادة العسكريين الاقليميين في القوات المسلحة الامريكية.
ونقلت الصحيفة، عن "بلال صعب" وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع في عهد ترامب، والباحث في "معهد الشرق الاوسط" حالياً، قوله، إن واشنطن تريد أن تقول "سنراجع كل شيء فعله (ترامب)، ولم يعد هناك تفويضاً مطلقاً" مشيراً بذلك إلى السعودية، ومضيفاً "في الوقت نفسه، هذه علاقة لا تريد بوضوح ان تخسرها".
وبحسب "بوليتيكو"، فأنه منذ التوتر مع ايران في بداية العام 2019 عندما استهدف ناقلتي نفط في بحر عمان، فان القادة العسكريين في البنتاغون والقيادة المركزية الاميركية، حثو البيت الابيض على زيادة الوجود العسكري الاميركي في الشرق الاوسط، فيما اصطدم هؤلاء مع نظرائهم المدنيين في البنتاغون الذين ارادوا في المقابل، تحويل الموارد الى آسيا.
وأثار المسؤولون العسكريون المخاوف حول ضعف المملكة السعودية خاصة بعد هجوم العام 2019 على منشآت تكرير شركة "ارامكو" في ابقيق والذي عطول مؤقتا نصف طاقة الانتاج السعودي.
وبالإجمال، فقد نجح تحرك هؤلاء، ففي العامين الماضيين، نشر البنتاغون الاف الجنود الاضافيين، الى جانب طائرات عسكرية وسفت حربية وانظمة بطاريات صاروخية في المنطقة. وفي هذه الاثناي، فان قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكينزي دفع باتجاه الابقاء بشكل دائم على مجموعة هجومية بحرية في الشرق الاوسط.
لكن في الشهرين الماضيين، تراجع حجم القوات الاميركية في المنطقة، ووصل الان الى اقل من 60 الف جندي بعد كان يتراوح في العادة ما بين 60 الفا و80 الفا، وذلك فيما يتساءل البعض في ادارة بايدن عما اذا كان حشد القوات في منطقة الخليج، قد ساهم في ردع ايران التي تواصل تقدمها في تعزيز قدرتها على امتلاك قدرات نووية، ويرفض المسؤولون الايرانيون علانية التفاوض حول اتفاق نووي جديد من دون رفع العقوبات. وفي الوقت نفسه، فان الحوثيين وقوى اخرى مدعومة من ايران، تواصل هجماتها على المنشآت السعودية وغيرها من المصالح الاميركية في المنطقة.
وقالت الادارة الاميركية الجديدة انها تريد ممارسة ضغوط على الرياض، وجمد بايدن مؤقتا صفقة صواريخ دقيقة كانت اشترتها السعودية، واعلنت وقف كل الدعم العسكري لاي عمليات هجومية تشنها السعودية في اليمن. كما تبحث الادارة الاميركية ما اذا كانت ستبقي على حجم قواتها في المنطقة كجزء من مراجعة انتشارها العسكري عالميا. كما تراجعت واشنطن على قرار اتخذه ترامب في ايامه الاخيرة بادراج الحوثيين على لائحة الارهاب.
ويشير التقرير الامريكي، إلى جانب جزئي من المراجعة التي يقوم بها البنتاغون عالمياً، تستهدف تقييم التهديد المستمر من جانب ايران، وكيف هو السبيل الامثل لطمئنة الشركاء بان الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
ونقلت "بلويتيكو" عن مسؤول عسكري اميركي سابق قوله إن ماكينزي الذي بحث في السعودية تطوير التعاون العسكري معها، بما في ذلك ابرام اتفاق جديد مع الرياض يجيز للأمريكيين استخدام قواعد جوية وموانئ بحرية عدة على السواحل الغربية للمملكة، يواصل مهمته كما هي بتعزيز الوجود العسكري الاميركي في السعودية.
وقال المسؤول السابق "آمل ان يعتقد رجال بايدن ان هذا جنون. انه سيزيد التوتر ان تجلب كل هؤلاء (الجنود) الى هنا. لكن السعوديين يتوقعون ذلك".