"تردي الكهرباء" يضرب وعود حكومة السوداني ويزيد من سخونة امتحانات البكالوريا
شفق نيوز/ تزداد نقمة العراقيين على وزارة الكهرباء خلال فصل الصيف جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها أحياناً الى 50 مئوية وقد تتجاوزها في ذروة الصيف، مستذكرين بسخرية وعود وزارة الكهرباء المستمرة بأن الصيف المقبل سيكون أفضل من سابقه، فيما جاءت امتحانات السادس الاعدادي هذا العام متزامنة مع تردي واقع الطاقة مازاد من حجم الضغوطات عليهم.
ويشكو المواطن أبو حسن من محافظة كربلاء، من الانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية فضلاً عن عدم استقرارها ما تسبب بتعطل أجهزته الكهربائية حيث يقول إن "حصة الكهرباء لمحافظة كربلاء يفترض أن تكون الأكبر بين باقي المحافظات بسبب وجود محطة الخيرات التي تغذي محافظة كربلاء والفرات الأوسط، لكن حالياً كربلاء بلا كهرباء".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "بحسب الأنواء الجوية ورصد خبراء الطقس فإن درجات الحرارة سوف تلامس الخمسين مئوية، وكل سنة تتعهد الجهات المعنية بأن العام المقبل سيكون أفضل في تجهيز الكهرباء، لكن على أرض الواقع لا يوجد تحسن".
ويشير إلى أن "أغلب المواطنين يشكون من احتراق أجهزتهم المنزلية بسبب عدم استقرار الطاقة الكهربائية، وقبل أيام احترق عندي سبلت ومبردة هواء"، داعياً وزارة الكهرباء إلى "زيادة ساعات التجهيز مراعاة لظروف المواطنين وطلبة السادس الاعدادي الذين يخوضون امتحانات البكالوريا".
امتحانات تحت الحر
وينتقد طلبة السادس الاعدادي وزارة الكهرباء لاستمرار تردي واقع الطاقة مع ارتفاع درجات الحرارة، والتي تزامنت مع فترة امتحاناتهم مازاد من حجم الضغوطات عليهم.
وتقول الطالبة في الصف السادس الاعدادي أفنان سجاد من محافظة بابل، إن "الطلبة يؤدون امتحانات هذا العام تحت الحر في ظل انقطاع التيار الكهربائي"، مبينة أن "بعض الطلبة لجأ إلى السكن قرب المراقد الدينية لتوفر الكهرباء فيها بشكل مستمر"، مطالبة خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، الحكومة بـ"توفير الكهرباء على الأقل لحين عبور فترة الامتحانات".
وبدأت الامتحانات الوزارية لجميع فروع السادس الاعدادي في يوم السبت 8 حزيران الحالي، لأكثر من (650) ألف طالب، فيما رافق اليوم الأول من الامتحانات عراقيل عديدة منها الوصول المتأخر عن موعد الامتحانات بسبب ازدحام الشوارع والامتحان في مراكز بعيدة عن مناطق سكنة الطلبة وغيرها من الصعوبات.
عجز بنسبة 30 بالمائة
وحاولت شفق نيوز التواصل مع وزارة الكهرباء العراقية لغرض الاستيضاح عن أسباب تراجع تجهيز الطاقة وإجراءاتها المستقبلية لرفع الإنتاج دون رد حتى ساعة كتابة التقرير، لكن الخبير في مجال النفط والطاقة، كوفند شيرواني أوضح أن "أزمة الكهرباء في العراق قديمة تتلخص بوجود عجز كبير في الطاقة المجهزة مقابل الطلب".
ويبين شيرواني لوكالة شفق نيوز، أن "الطاقة المجهزة بحدود 24 ألف ميغا وبعد إجراء وزارة الكهرباء بعض التحسينات قد ترتفع إلى 26 ألف ميغا، أما الحاجة الفعلية فهي 35 ألف ميغا، وترتفع عن هذا الرقم في الصيف بسبب استخدام أجهزة التكييف والتبريد، وهذا يعني وجود عجز لا يقل عن 10 إلى 11 ألف ميغا، وهو أكثر من 30 بالمائة من الحاجة، وهذه نسبة كبيرة وهي السبب الأساسي في انقطاعات التيار الكهربائي".
ويتابع، "لكن أرقام التوليد أعلاه هي أرقام تصميمية، فما يصل فعلاً إلى المستهلك أقل من هذا الرقم، لأنه توجد ضائعات في الطاقة الكهربائية بسبب تقادم شبكة النقل والتوزيع، وهي مسألة أخرى تحتاج إلى المعالجة، لأن الضائعات تجعل كل جهود الوزارة في إصلاح وتأهيل محطات التوليد غير فاعلة، لأن جزء كبير من هذه الطاقة التي تم إصلاحها أو رفعها في محطات التوليد يضيع قسم كبير منها في عملية النقل والتوزيع، وكذلك التجاوزات على الشبكة الكهربائية أو أي أعطال فنية في شبكات التوزيع".
وعن عدم استقرار الطاقة، يبين شيرواني، أن "في فصل الصيف وبسبب الأحمال العالية وتقادم منظومات التوزيع عادة تكون الكهرباء غير مستقرة وتسبب أضراراً وعوارض عديدة وعطلات للأجهزة الكهربائية المنزلية وحتى في المؤسسات، لذلك ينبغي استخدام أجهزة الحماية".
ويشير إلى أن "وزارة الكهرباء تعمل بجهد كبير في تحسين محطات التوليد وتطوير بعضها من نظام الشبكة البسيطة إلى الشبكة المركبة وبالتالي تحصل على قدرات إضافية قد تصل إلى 20 أو 25 بالمائة، لكن الأزمة لا تزال قائمة، وكان من المفترض إنشاء محطات طاقة ضخمة وكبيرة عوضاً عن المحطات التي تم تأهيلها وصرف الملايين عليها لجعلها تعمل وهي في أغلبها متقادمة من الناحية التكنولوجية والعمر الاستهلاكي لها".
ويضيف، أن "المحطات الكبيرة كان من المفترض أن تعمل بالغاز الطبيعي الذي يوجد الكثير منه في العراق، لكن استثمارات وزارة النفط للغاز الطبيعي لم تكن بتلك الجدية، وبدأت في السنوات الأخيرة الاهتمام بها والاستثمار في الغاز الطبيعي ووصل إلى حوالي 61 بالمائة حسب تصريح رئيس الوزراء، وهذا يعني أن هناك 40 بالمائة من الغاز الطبيعي لا يزال يحرق".
وينوّه، إلى أن "هناك ترابط بين أزمة الغاز الطبيعي والكهرباء، لأن الغاز هو الوقود الأمثل لمحطات الطاقة الكهربائية بسبب كفاءته الأعلى وكلفته الأقل، وكذلك الأقل تلويثاً للبيئة، لذلك مشاريع استثمار الغاز وعزل الغاز عن النفط يوفر المليارات من الدولارات من الغاز والكهرباء اللذين يتم استيرادهما، وهذه يفترض أن تكون متزامنة مع إنشاء محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية".
ويدعو الخبير في مجال النفط والطاقة في نهاية حديثه إلى "الاستفادة من التجرية المصرية التي كانت تعاني من أزمة في الكهرباء لكنها عمدت إلى إنشاء ثلاث محطات ضخمة للطاقة الكهربائية قدرت كل واحدة 5 آلاف ميغا، وتمكنت بهذه المحطات حل أزمة الكهرباء بشكل جذري، وأصبحت لديها قدرات إضافية تصدرها إلى الأردن والعراق".
وكانت الحكومات العراقية المتعاقبة وقعت عقوداً كثيرة مع شركات عالمية رصينة لحل أزمة الكهرباء بدءاً من شركة سيمنس الألمانية وصولاً إلى جنرال إلكتريك الأمريكية، فضلاً مشاريع الطاقة المتجددة غير توريدات الطاقة من إيران والربط الكهربائي مع دول الجوار.
ويحتل العراق، المرتبة الخامسة عربياً والـ50 عالمياً من أصل 211 دولة مدرجة في الجدول كأكبر مستهلكي للكهرباء في العالم حسب مجلة CEO WORLD الأمريكية.
ورغم مجيء العراق بمرتبة الـ50، إلا أنه بالنظر لعدد السكان تعد مرتبة متأخرة، حيث ان الكويت والإمارات والسعودية جميعها أقل من العراق بعدد السكان والجزائر مقاربة له لكنها في مراتب متقدمة عنه.
ويشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في نفوسه، حيث تخطت 43 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية لوزارة التخطيط، بعد أن كانت نفوسه 35 مليوناً في العام 2015.
ومنذ العام 2003 ولغاية اليوم، لم تشهد الطاقة الكهربائية في العراق أي تحسن ملحوظ، وفي كل صيف تتجدد التظاهرات في مدن الوسط والجنوب، احتجاجاً على تردي تجهيز الطاقة.