تحليل.. لماذا “لا يريد” الغرب القضاء على داعش؟
شفق نيوز/ رغم التكاتف الدولي لمحاربة داعش لا يزال هذا التنظيم الإرهابي يمثل تهديدا أمنيا في الشرق الأوسط والعالم. فمعظم المناطق التي استولى عليها في صيف 2014 في سوريا والعراق تحت سيطرته حتى الآن، رغم خسارته عدة مدن لصالح القوات العراقية.
وتعد معركة الموصل أحدث هجوم يتعرض له داعش في ميدان القتال، في منطقة ما يسمى بـ”الخلافة” التي أعلنها في العراق وسوريا، ورغم ذلك فإن الهجمات التي تعرض لها داعش لا تبدد المخاوف بشأن عزم التنظيم أو قدرته على شن هجمات في الخارج.
ولم يفقد داعش حتى الآن سطوته على محكوميه، بل يفرض التجنيد الإلزامي على عشرات الآلاف من مقاتليه لسرعة استبدالهم بالمصابين، ولتمكينهم وتدريبهم من القتال على جبهات عديدة بدءا من جلولاء على الحدود العراقية الإيرانية، والتي خسرها داعش، وحتى حلب في سوريا.
وتمكن داعش من إعادة السيطرة على مناطق عدة كان يسيطر عليها في السابق لكنه خسرها نتيجة معارك، وكان أبرز تلك المناطق مدينة الشرقاط في العراق، وبلدة أخترين في ريف حلي الشمالي وكان ذلك في وقت متزامن من شهر أكتوبر الماضي.
مخاوف الانتقام
ويتخوف الغرب من تحريض داعش على هجمات إرهابية وتنفيذها في حال القضاء عليه في الشرق الأوسط، فعادة ما يرد داعش على محاربة الغرب له بتفجيرات في الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربته.
وكانت أدمى عمليات داعش الإرهابية في فرنسا، في نوفمبر 2015، وذلك بعد شهرين من غاراتها الجوية على بعض معاقل داعش في سوريا، الأمر الذي جعل البرلمان البريطاني يتردد العام الماضي في مشاركة طائراته في الغارات على داعش في سوريا والعراق.
وتزيد مكافحة داعش من خطورة ظاهرة “الذئاب المنفردة” المستعدة لتنفيذ الأوامر بأي هجوم إرهابي. وكانت شبكة “سكاي نيوز” كشفت، الاثنين، أن الغالبية العظمى من الإرهابيين الذين أدينوا وسجنوا خلال السنوات الـ15 صاروا طلقاء حاليا في الشوارع البريطانية.
كما تتوجس الدول الغربية من عودة مقاتلي داعش إلى بلادهم الأصلية، بعد الهزائم التي مني بها التنظيم في العراق وسوريا. ويتخوف الأوربيون والأميركيون من انتقامهم بتنفيذ هجمات في الداخل.
تجاوز “الحلفاء”
ويقول الكاتب البريطاني الشهير باتريك كوكبرن إنه رغم التحذيرات المتكررة من الحكومة العراقية لم تأخذ واشنطن في اعتبارها أن الحرب المستمرة في سوريا ستقلب موازين القوى في العراق وستؤدي إلى استئناف الحرب الأهلية.
وفي أضاف كوكبرن في مقال نشره بصحيفة “إندبندت”: “واشنطن لم تلم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي خدم لفترتين كل منهما 4 سنوات، وعمل على تعميق الخلاف الطائفي الأمر الذي وجده داعش بيئة خصبة لانتشاره هناك”.
ليبيا على الهامش
ولا يولي الغرب اهتماما يذكر لتواجد داعش في ليبيا، حيث يتمركز مسلحوه في مدينة سرت، مسيطرين على عدة مواقع استراتيجية، منها جامعة سرت والمستشفى الرئيسي وقاعة واغادوغو للمؤتمرات، بالإضافة إلى بعض المناطق من مدينة صبراتة.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات جوية في ليبيا، إما لاستهدافها أشخاصا بعينهم من دون علم الحكومة الليبية، أو بطلب من الحكومة مثلما حدث في أغسطس الماضي، لكنها ضربات لم تمنع من انتشار مسلحي داعش وتهدديهم للدول المجاورة لليبيا.
تجارة الأسلحة
وتتهم دول مجاورة للعراق وسوريا بدعم تنظيم داعش بالمال والسلاح والمتطوعين، في ظل صمت الغرب، الذي كان شاهدا أيضا على عمليات بيع وتهريب النفط والآثار من الرقة والموصل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت، في ديسمبر الماضي، إن لديها أدلة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته يتربحون من تهريب النفط من الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق.
كما عاقب أردوغان مجموعة من الشرطيين الذين تحفظوا على شاحنة كانت محملة بالأسلحة وفي طريقها إلى الحدود مع سوريا، الأمر الذي زاد من الشكوك حيال تزويد أنقرة داعش بالمزيد من الأسلحة.
ووقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه تركيا، بقيادة الولايات المتحدة، صامتا تجاه فوضى السلاح في كل من سوريا والعراق والتي يستفيد منها داعش بشكل أو بآخر، مثلما يستفيد تجارها وبائعوها.