تجربة اجتياح العراق في ذهن بوتين.. مفاجأة غير معلنة بالاجتياح الروسي لأوكرانيا

شفق نيوز/ اعتبر موقع "يورو إيجيان تايمز" الكندي-الهندي، أن الحرب التي تخوضها روسيا يتم الترويج لها في الإعلام الغربي على أنها في مسار فاشل وبطيء، بعدما سلمت وسائل الإعلام الغربية نفسها لحرب المعلومات الأوكرانية، لكن الواقع يشير إلى أن روسيا لديها جدولها الزمني الخاص بها لم تكشفه للعالم.

 العراق 1991

واستهل الموقع تقريره الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، للتذكير بما جرى في حرب العراق العام 1991، إذ بعد ثلاثة أيام فقط على اندلاعها، نشرت صحيفة أمريكية عنواناً رئيسيا يقول "حرب الخليج تطول" ما يعكس التوقعات وقتها بأن قوة عظمى كالولايات المتحدة ستقوم باكتساح قوات دولة صغيرة مثل العراق خلال ساعات معدودة".

وأضاف التقرير، أن "رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وقتها كولن باول، اضطر إلى الشرح تفصيليا عن مجريات الحرب، والأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تتحرك ببطء ووفق مسار معين".

 الغزو الروسي

ورأى التقرير أن "الترويج لحرب أوكرانيا يجري وكأنها حرب يفشل الروس في تحقيق أهدافهم منها، بعد أكثر من 10 أيام على اندلاعها"، مشيراً إلى أن "الحقيقة هي أن روسيا تتخذ خطوات بطيئة ومنهجية ولها جدول زمني خاص بها لم تكشفه للعالم".

وأوضح أن "الحكومة الأوكرانية ووسائل التواصل الاجتماعي في هذا البلد، بالاضافة إلى وسائل الإعلام العالمية، تقوم بتغطية الحرب من خلال المنظور الأوكراني، وهي بذلك تكون قد سلمت حرب المعلومات إلى كييف".

 شبح كييف

وفي هذا الإطار، نوه التقرير الكندي، إلى الترويج للاعتقاد بقصة (شبح كييف) وهو طيار حربي من أوكرانيا، تمكن من إسقاط ما بين ست إلى تسع طائرات حربية روسية، وهي رواية فيها الكثير من المبالغة، لأن الروس اذا كانوا يشعرون بالثقة الكافية لاصطفاف قافلة عسكرية على طول نحو 100 كيلومتر، فهذا يعني أن روسيا تتمتع بما يلزم من التفوق الجوي".

وتابع أن "كل المشاهد عن الحرب ترد من الجانب الأوكراني وتشير إلى أن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة، محملا الجانب الروسي (خطأ المبالغة) في التزام السرية في تحركهم العسكري بمنع الصحافيين المستقلين من متابعة تطورات حملتهم العسكرية".

ولفت التقرير، إلى أن "أولى الخطوات الروسية تمثلت في ضرب الأهداف العسكرية لأوكرانيا على أمل تجنب استعداء الرأي العام الأوكراني"، مضيفاً أن هذه الضربات والغارات، تطلبت استخدام عدد كبير من الذخائر الموجهة بدقة، إلا انه من غير الواضح حجم الضرر الذي تسببت مثل هذه الهجمات ومدى تدهور القدرة القتالية للقوات الأوكرانية".

 حرب الخليج

وخلال حربي الخليج ضد العراق، ذكر التقرير، أن "الاعتماد على سلاح الجو الامريكي جرى طوال أسابيع لتحييد الجيش العراقي والمواطنين العراقيين قبل أن تباشر القوات الأمريكية تقدمها بريا"، مشيرا إلى أن الضربات الجوية كانت فعالة لدرجة أنها اتاحت للقوات الأمريكية دخول بغداد في غضون 36 ساعة فقط".

وخلال حرب الخليج الثانية، ترك الجيش العراقي طريقا سهلا للقوات الأمريكية للتقدم إلى الأمام، مع انسحابات القوات العراقية واستسلامها".

ويعود التقرير ليعتبر أن المشكلة التي يواجهها الأوكرانيون تتمثل في أن دول الغرب لم تسلم إمدادات كبيرة وكافية من الأسلحة المتطورة من أجل تحويل الحرب إلى معركة مكلفة بشكل أكبر للقوات الروسية".

ومايزال من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا سيحتم عليها أن تسدد ثمن ما تم منحها من معدات وسلاح من أجل خوض حرب الغرب ضد روسيا، أم لا.

 ذهن بوتين

وبينما تحاول القوات الروسية تجنب خوض المعارك داخل المدن الأوكرانية، لتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفها بسبب الكمائن والألغام، تساءل التقرير عن السبب الذي يجعل بوتين يتباطأ في هجومه العسكري؟

وأشار في هذا الصدد، إلى أن "الرئيس الروسي يدرك أن الغرب سيقوم بتزويد أوكرانيا بأسلحة لرفع تكلفة الهجوم الروسي، إلا أن الدول الغربية في الوقت نفسه، لن تقدم أسلحة كالطائرات الحربية والدبابات والغواصات التي بمقدورها ان تلحق خسائر كبيرة بالقوة الغازية.

لكن حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، أعلن أيضاً انه لن يتدخل عسكريا، وهوما وفر لبوتين رفاهية قيادة حربه على وتيرته الخاصة واختيار مهاجمة ما يمكن تسميته "ثمار سهلة القطف"، وفقاً للتقرير.

ونوه التقرير، إلى أن "القوات الروسية تسعى للسيطرة على الجزء الجنوبي من أوكرانيا، وهو الجزء الذي يحمل الأهمية الاستراتيجية الأكبر لأنه يتيح ربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية".

ولم يستبعد التقرير، إقدام القوات الروسية على السيطرة على ميناء (أوديسا)، لأن ذلك من شأنه "حرمان أوكرانيا من منفذ بحري رئيسي"، مؤكداً أن "تقييم مسار الحرب الأوكرانية أمراً مستعجلاً، كما أن الروس لم يقوموا بالغزو من دون استراتيجية".

وخلص التقرير إلى القول إن "(الناتو) منح روسيا الضوء الأخضر لمتابعة الحملة من دون تدخل منه، وهو ما يتيح لموسكو برغم العقوبات الاقتصادية الهائلة التي أعلنها الغرب، التمتع ببعض الحرية في التكتيكات المستخدمة والوقت الكافي الذي تحتاجه لتنفيذ غزوها بفاعلية".