بإمكانات ضئيلة.. نينوى تدخل دوامة كورونا مجدداً

بإمكانات ضئيلة.. نينوى تدخل دوامة كورونا مجدداً
2021-02-19T16:50:45+00:00

شفق نيوز/ ذات المشهد يعيد نفسه مجدداً في نينوى شمالي العراق؛ فقبل 11 شهراً اجتاح فيروس كورونا المحافظة ودخلت مثلها مثل بقية مناطق العراق في دوامة الصراع مع الوباء.

وعندما دخلت المحافظة في معركة كورونا للمرة الأولى، لم تكن هناك محاجر صحية أو مستشفيات كافية، إذ طحنت آلة الحرب ضد داعش 6 مستشفيات رئيسية، ولا تزال ركاماً حتى الآن.

وتعتمد المحافظة بصورة رئيسية على المستشفيات المبنية من البيوت الجاهزة (كرفانات) بطاقة استيعابية تبلغ ألفي سرير في حين كانت الطاقة الاستيعابية لمستشفيات المحافظة 7 آلف سرير قبل سيطرة داعش على نينوى عام 2014 ومن ثم طرده منها بعد ثلاث سنوات.

ضحايا السلالة القديمة 

الحصيلةُ خلال 11 شهراً، كانت 26 ألف إصابة مؤكدة، وفق ما ورد في البيانات الرسمية التي تعلن يومياً للموقف الوبائي.

وتقول مصادر طبية مطلعة لوكالة شفق نيوز، إن هذا الرقم ليس دقيقاً، وإن هنالك مئات آلاف الإصابات التي لم يتم تدوينها في سجلات الصحة، وذلك بعد ان خضع المصابون للحجر المنزلي عند تفاقم الازمةِ في شهر اب من العام الماضي وامتلاء المستشفيات عن آخرها.

اما الحصيلة النهائية لمن خطف كوفيد 19 أرواحهم في نينوى، فقد بلغت 497 شخصاً لم يحالفهم الحظ بالافلات من الجائحة.

السلالة الجديدة

وشهد العراق مؤخراً تطوراً جديداً في ملف كورونا بإعلان الصحة تشخيص إصابات بسلالة كورونا الجديدة المعروفة باسم "السلالة البريطانية" التي تعد شديدة العدوى.

وقال مدير دائرة صحة نينوى فلاح الطائي لوكالة شفق نيوز، إن "مختبرات الصحة العامة في نينوى عاجزة عن تشخيص نوع السلالة، وانما تشخص الاصابة فقط".

وأضاف أن "مختبرات بغداد هي من تشخص نوع السلالة، وهذه معضلة اخرى تضاف الى ما يعيشه الواقع الصحي".

وتصاعدت الإصابات بصورة ملحوظة في العراق على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وهو ما دفعت السلطات لإعادة فرض القيود.

وبدأ سريان حظر تجوال شامل اعتبارا من مساء الخميس ويسري لغاية صباح الاثنين المقبل في أرجاء البلاد باستثناء إقليم كوردستان.

وسيكون الحظر جزئياً بقية الأيام خلال ساعات الليل على مدى أسبوعين.

كما قررت السلطات العراقية تعليق دوام المدارس والأنشطة الرياضية، وغلق الأماكن العامة من قبيل المساجد والمتنزهات وصالونات التجميل والمتاجر وغيرها.

ولم تكد محافظة نينوى تشفى من تداعيات قيود كورونا السابقة حتى تم فرضها مجدداً.

وتأثرت المحافظة اجتماعيا واقتصاديا بصورة لافتة، إذ كثرت حالات الطلاق وسجلت المحافظة 10 حالات انتحار و20 محاولة أخرى خلال العام المنصرم، إلى جانب حالة انتحار واحدة مع 4 محاولاتٍ أخرى خلال العام الجاري، وفق ما أبلغت وكالة شفق نيوز مصادر أمنية وطبية.

اقتصادياً، تسببت قيود كورونا بارتفاع نسبة البطالة إلى 40 بالمئة، بحسب مديرية احصاء نينوى؛ إذ وصل عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى مليوني إنسان من أصل 4 ملايين ونصف المليون تقريباً في المحافظة.

وتركت قيود كورونا تأثيراً كبيرا على القطاع الخاص الذي تديره الطبقة المتوسطة من أصحاب المطاعم والمقاهي والمشاريع التجارية الصغيرة.

وأغلق الكثير منهم مشاريعهم الخاصة بعد أشهر من الخسائر وعدم قدرتهم على دفع بدلات الإيجار.

ولم يمض إلا عدة اشهر على بدء تعافي الأسواق المحلية، حتى فرضت السلطات قيود كورونا مجددا بإغلاق المتاجر والمصالح التجارية دون تقديم أية حلول بشأن تعويض خسائر هؤلاء. 

وانتقد عضو المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، علي البياتي، الجمعة، لجوء الحكومة إلى فرض الحظر الشامل من دون الالتفات للتداعيات الاقتصادية على الطبقات الفقيرة.

وقال البياتي في تغريدات على تويتر، تابعتها وكالة شفق نيوز، "استنادا الَى المادة (28) من الدستور العراقي، يجب أن يكون فرض الغرامة على عدم لبس الكمامة بقانون، ويجب أن توفر الدولة لأصحاب الدخل المحدود الكمامة مجانا قبل المحاسبة".

وأكد أن "14 مليون عراقي غير قادرين على شراء الكمامة، كما يجب توزيع منح مالية سريعة لهم لتجنب الضغوطات المالية التي ستنتهي بمشاكل اجتماعية ونفسية ومن الممكن حدوث جرائم أيضاً".

ولفت البياتي إلى أن "ذوي الاحتياجات الخاصة وعددهم لا يقل عن مليون ونصف المليون شخص يجب شمولهم بالاستثناء من حظر التجوال".

وفي وقت سابق الجمعة، قام مواطن في محافظة كركوك من ذوي الاحتياجات الخاصة، بترت ساقاه بانفجار عبوة ناسفة قبل عدة سنوات، بحرق سيارة الأجرة التي يعمل عليها لتأمين قوته قبل أن يقوم بإضرام النار بنفسه، وذلك بسبب فرض غرامة مالية عليه لكسره حظر التجوال.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon