بعد ضم "النواعير" للائحة التراث العالمي.. الانبار تتطلع لاستنساخ تجربة كوردستان السياحية (صور)
شفق نيوز/ يأمل سكان الأنبار غربي العراق، أن يكون إعلان ضم النواعير على لائحة التراث العالمي "اليونسكو"، بداية للإطلاق بالعمل للنهوض بواقع السياحة في المحافظة، واستنساخ تجربة إقليم كوردستان، بالاهتمام بالأماكن السياحية وديمومتها، وكيف أصبح الإقليم محط أنظار عموم العراقيين وحتى دول العالم.
ويقول قائممقام قضاء حديثة، غربي الأنبار، مبروك الجغيفي، لوكالة شفق نيوز، إن "وفداً من وزارة الموارد المائية زار المدينة يوم أمس، وتقرر خلال زيارتهم إنشاء كورنيش ثان، فضلاً على إنشاء اربعة نواعير كبيرة الحجم في إحدى المناطق المقرر جعلها منتجعاً سياحياً لاستقطاب السياح من مختلف مدن العراق وباقي الدول".
وبين أن "الحكومة المحلية في الانبار، تعمل على تنفيذ مشاريع سياحية في قضاء حديثة وباقي الاقضية الغربية، خاصة بعد اعلان ضم النواعير الى لائحة التراث العالمي".
ولفت إلى أن "هناك خططاً تهدف الى انشاء عدة نواعير في القرى المحيطة بالقضاء، كونها مهيأة لنصب النواعير فيها، وسيتم المباشرة بصناعتها قريباً"، مشيراً إلى أن "النواعير ستنشئ على يد مختصين من ابناء حديثة".
وأكد الجغيفي، أنه "منذ اعلان ضم النواعير على لائحة اليونسكو، قمنا باستقبال العديد من السياح من مختلف مدن البلاد، وهناك شركات سياحة وسفر عدة أعلنت عن قرب انطلاق رحلات سياحية لزيارة المناطق الغربية والنواعير خاصة، وذلك بمدن هيت والبغدادي وحديثة".
بدوره قال مدير سياحة وآثار الانبار، سنان العيساوي، لوكالة شفق نيوز، إن "السياحة في الانبار مقبلة على تطور كبير، وذلك من خلال تخصيص مبالغ لتنفيذ عدد من المشاريع التي من شأنها النهوض بواقع السياحة، وسيتم الاعلان عنها فور الانتهاء من دراستها، ومن بين تلك المشاريع، هو انشاء وتأهيل النواعير في المناطق الغربية من الانبار".
وعد العزاوي ضم النواعير على لائحة التراث العالمي، بأنها "خطوة جبارة، إلا أنها تحتاج إلى تطوير، وقد تقرر المباشرة بالعمل على تطوير مرفق النواعير وتأهيل وتوسعة أماكن تنصيبها، لتكون مرفق سياحي جاذب لآلاف السياح من العراق ومختلف دول العالم".
وأكد أن "وفوداً اجنبية زارت المناطق الغربية للاطلاع على النواعير وفكرة تصميمها، ودراسة امكانية الاستثمار بتلك المناطق، لجذب السياح، خاصة بعد ضمها على لائحة اليونسكو".
وأشار العيساوي، إلى أنه "تم الاتفاق مع محافظ الانبار، علي الدليمي، وعدة منظمات دولية، على اقامة مؤتمر واسع يحمل عنوان (سياحة الأنبار بين الواقع والطموح)، وتمت دعوة عدد من السفراء ومدراء شركات استثمارية تعنى بالجانب السياحي، وسيتم عقد المؤتمر مطلع العام المقبل".
ويقول النجار، صباح الحديثي، المختص بصناعة النواعير، إن "النواعير في المناطق الغربية، تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى أن عدد كبير منها اتلفت نتيجة تطور وسائل الري الحديثة".
وأضاف الحديثي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "قرار ضم النواعير في المناطق الغربية على لائحة التراث العالمي، يجب أن يمثل بداية للنهوض بواقع السياحة بتلك المناطق، وسنعمل على إنشاء نواعير أخرى، رغم الصعوبات التي تواجهنا بتوفير المواد الأولية الداخلة بصناعة الناعور، فضلا على أن عدد الحرفيين قليل جداً، كونها تعد حرفة على حافة الانقراض، لكننا نأمل دعم الحكومة المحلية لنتمكن من صنع أكبر عدد منها، وإعادة تراث مناطقنا".
ويرى الباحث في الشأن الاقتصادي، صالح محمود، أن "المناطق الغربية من الانبار، تحوي العديد من المرافق السياحية وبمقدمتها النواعير، وبحيرة سد حديثة، والتي تحيط بها البساتين والأراضي الزراعية، ومن الممكن استغلالها من خلال إنشاء مجمعات سياحية ومتنزهات بالقرب منها، وجعلها متنفساً سياحياً يأتي بواردات كبيرة على الحكومة المحلية".
وبين محمود في حديثه لشفق نيوز، أن "هناك العديد من المقترحات من الممكن تنفيذها على نفقة الحكومة المحلية، وخاصة بالمناطق المحيطة او القريبة من النواعير، لجذب أنظار رغبة السياح بزيارة تلك المناطق والاطلاع على تراثها، وكيف كان آباؤهم واجدادهم، وسائل الري البدائية، وكيف تمكن المزارعين آنذاك، من بلوغ مراحل متقدمة في إنتاج وتصدير المحاصيل الزراعية، رغم صعوبة صناعة واستخدام الناعور بري أراضيهم".
